الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

التوتر في "الإندو باسيفيك".. هل تردع تهديدات واشنطن الصين عن غزو تايوان؟

التوتر في "الإندو باسيفيك".. هل تردع تهديدات واشنطن الصين عن غزو تايوان؟

Changed

"قضايا" على شاشة "العربي" يسأل عن أسباب صراع الصين والولايات المتحدة على منطقة الإندو باسيفيك (الصورة: تويتر)
يجعل التواجد العسكري في منطقة الإندو باسيفيك وإجراء المناورات فيها منطقة ساخنة، يُخشى أن تتحول إلى حرب باردة في المستقبل مع تصعيد التهديدات بين بكين وواشنطن.

تتزايد حدّة الصراع والتنافس بين الصين والولايات المتحدة على منطقة الـ "إندو باسيفيك". وجاء آخر فصول التوتر في المنطقة، مع تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن، من أن الصين تلعب بالنار في مسألة تايوان

وتعهّد بايدن خلال زيارته إلى اليابان، بالتدخل عسكريًا لحماية الجزيرة إذا ما تعرضت لهجوم.

"فرصة مهمة"

وكان الجيش الصيني قد أجرى أخيرًا دوريات استعداد قتالية مشتركة وتدريبات عسكرية في البحر والمجال الجوي حول تايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي، بينما تعتبرها بكين جزءًا من الصين.

كما أجرت القوات الجوية الروسية مهمة استطلاع مشتركة مع نظيرتها الصينية في أجواء المحيط الهادئ. 

وتُعد هذه الخطوة أول تدريب عسكري مشترك بين الصين وروسيا منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. 

ويرى خبراء أن الحرب الروسية الأوكرانية مثّلت فرصة مهمة بالنسبة للصين لتحقيق عدد من المكاسب السياسية؛ وعلى رأسها ضرورة تفهم المصالح الأمنية الحيوية للدول الرئيسة داخل النظام العالمي.

منطقة ساخنة

ويقصد بمنطقة الـ"إندو باسيفيك" جغرافيًا كل الدول المطلة على المحيطين الهادئ والهندي، وأهمها الصين والهند واليابان والولايات المتحدة.

وتشهد هذه المنطقة سباق تسلح وحربًا تجارية واتفاقات وتشكيل تحالفات وتمددًا في الخرائط يشي بأهميتها الاستراتيجية، لكن ما يجعلها منطقة ساخنة هو التواجد العسكري فيها وإجراء مناورات للحلفين؛ يُخشى أن تتحول إلى حرب باردة في المستقبل مع تصعيد التهديدات بين الصين والولايات المتحدة.

فمنطقة الـ "إندو باسيفيك" تضم حاليًا أكثر من 50% من سكان البشرية، وتمثل 48% من التجارة العالمية، و57% من الناتج العالمي.

وتشهد المنطقة كذلك أكبر تحركات الاقتصاد العالمي، حيث يتم تدفق نحو 80% من تجارة النفط البحرية في العالم عبر 3 ممرات مائية في تلك المنطقة، وتتركز في المحيط الهندي والخليج العربي.

كما تعد المنطقة أكثر أقاليم العالم خطورة عسكريًا، فهي تضم 7 من أكبر عشرة جيوش دائمة في العالم. وتضم 6 دول نووية معلنة هي: الولايات المتحدة وروسيا والصين وكوريا الشمالية والهند وباكستان.

وزادت حدة الاستقطاب في منطقة الـ "إندو باسيفيك" مع إبرام اتفاقية "كواد"، التي تضم الولايات المتحدة إلى جانب اليابان والهند وأستراليا وكوريا الجنوبية ونيوزيلاندا وفيتنام وغيرها.

وتهدف الاتفاقية إلى إقامة منطقة حرة ومفتوحة في المحيط الهندي والهادئ، وقد اعترضت الصين عليها.

كما أبرمت واشنطن اتفاقية "أوكوس" في سبتمبر/ أيلول، وضمت إلى جانبها أستراليا وبريطانيا. وتهدف إلى بيع غواصات نووية حديثة لأستراليا لتتمكن من نشرها في المحيط الهادئ ومنع بسط نفوذ الصين عليه.

في المقابل، صرّحت بكين بإمكانية استخدام القوة لإعادة تايوان للوطن الأم واعتبارها جزيرة منشقة تتمتع بحكم ذاتي، ولا تعترف بها الصين كدولة مستقلة.

وقد جرى اتفاق عسكري سرًا بين الصين وقادة جزر سليمان هذا العام إلى أن أعلنت عنه الخارجية الصينية، وهو أول اتفاق عسكري تبرمه بكين مع دولة في المحيط الهادئ، وهو ما ينقل التنافس الصيني الأميركي بمنطقة الـ "إندو باسيفيك" إلى درجة أكثر توترًا.

فالنفوذ الصيني يتمدد، حيث يأخذ أشكالًا عدة منها إقامة جزر صناعية في بحر الصين الجنوبي، وإنشاء قواعد عسكرية عليها بهدف توسيع خريطة الصين وتوسيع المناطق التابعة لها.

موازاة مع ذلك، تتنامى القدرات العسكرية الصينية في كل المجالات، لا سيما في استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. 

وقد تبنّت الصين مبادرة "الحزام والطريق" عام 2013 لتوفير الغطاء السياسي والاقتصادي لحركتها الدولية، وتوفير سبل نمو تجارتها من خلال شبكات الموانئ والمطارات والسكك الحديدية والطرق والممرات البرية والإنترنت. وطرحت مبادرات للتعاون بين الدول في مجال الأمن البحري والخدمات البحرية المشتركة.

ففي هذا السياق، يمثل بحر الصين الجنوبي خط المواجهة الرئيسي بين البلدين، فتتهم واشنطن الصين بأنها تسعى للسيطرة عليه ووضع قيود على حرية الملاحة فيه.

"توجيه رسالة للصين"

ويلفت مدير معهد الدراسات الصينية في جامعة لندن ستيف تسانغ، إلى أن الطرفين الأميركي والصيني يقومان بالتصعيد حاليًا، غير أنه يوضح أن التوتر بين البلدين كان قد بدأ قبل سنوات. 

ويشير في حديث إلى "العربي" من توتنغهام، إلى أن المسألة الآن هي "الغزو الروسي لأوكرانيا"، حيث تريد الولايات المتحدة أن توجه رسالة واضحة للصين.

ويبيّن أن لدى الصينيين مخاوف من الإجراءات القوية التي اتخذتها الولايات المتحدة إزاء الحرب في أوكرانيا، من حيث الاستجابة الموحدة من قبل القوى الغربية بقيادة واشنطن، واستخدام العقوبات التي فرضت على روسيا.

وفيما يلفت إلى أن بكين تخشى أن تفعل واشنطن الأمر نفسه في حال غزو تايوان، يقول إن الحكومة الصينية تريد أخذ تايوان لأسبابها الخاصة، وكل ما ستفعله كنتيجة لتعلمها الدرس الأوكراني هو الاستعداد للتأكد من أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تفعل للصين ما فعلته لروسيا.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close