الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

التقارب الصيني الروسي.. هل سيتكرس ليصبح حلفًا عسكريًا وسياسيًا؟

التقارب الصيني الروسي.. هل سيتكرس ليصبح حلفًا عسكريًا وسياسيًا؟

Changed

حلقة من "للخبر بقية" تناقش التقارب الصيني الروسي واحتمالات تحالفهما في وجه القوى الغربية (الصورة: تويتر)
وجدت بكين نفسها في موقف دقيق ومركب، فهي تقف مع موسكو في جبهة واحدة، مقابل واشنطن والغرب، ما يطرح تساؤلات حول مآلات التحالف الروسي الصيني.

الصين وروسيا في جبهة ودول غربية على رأسها الولايات المتحدة الأميركية في جبهة مقابلة؛ هكذا يرتسم المشهد رويدًا رويدًا مع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا ودخولها شهرها الرابع، في ظل انعكاساتها على ملفات جيوسياسية واقتصادية في مختلف أصقاع العالم، وسط مؤشرات متزايدة على استطالة الصراع زمنيًا واحتمالات انزلاقه بأشكال مختلفة جغرافيًا.

ووجدت بكين نفسها في موقف دقيق ومركب، فمن جهة تعطل الحرب تجارة دولية هي في صلبها، وتعقد تدفق نفط وغاز هي مستهلكه الأول عالميًا، عدا عن استثمارات وشراكة وازنة مع أوكرانيا.

ورغم أنه لم يكن منتظرًا أن تغيّر الإدارة الأميركية من إستراتيجيتها لاحتواء الصين، لكن بكين التزمت بمسار متوازن في أسابيع الحرب الأولى.

تحول موقف الصين

إلا  أن هذا المشهد عرف تحولًا مع جولة الرئيس الأميركي جو بايدن الآسيوية، بعد أن أعلن من طوكيو أن بلاده ستدافع عسكريًا عن تايوان في حال تعرضت لهجوم صيني. وما هي إلّا ساعات حتى نفّذت طائرات صينية وروسية طلعات مشتركة فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي، تزامنًا مع قمة دول التحالف "كواد" الرباعي للحوار الأمني.

وبعد ذلك، تتالت التصريحات المتبادلة صينيًا وأميركيًا تخللها تبادل للاتهامات، فاعتبرت بكين أن واشنطن تلعب بالنار، وشددت على أنه ليس هناك مجال للتهاون أو تقديم تنازلات في أمور تتعلق بسيادة البلاد ووحدة أراضيها، لترد واشنطن على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن باتهام الصين بإضمار النية لإعادة تشكيل النظام الدولي.

وما هي إلّا ساعات، حتى كانت الصين وموسكو تستخدمان حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع أميركي لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية بعد اختبارها صواريخ باليستية. 

أعاد ذلك إلى الأذهان مشهد لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني يوم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي استضافتها الصين وقاطعتها دول غربية قبل أسابيع من بدء الهجوم الروسي على أوكرنيا.

تمادي روسيا

في هذا السياق، يشير مستشار الحزب الديمقراطي كريس ليبتينا إلى أن الولايات المتحدة حاولت في التسعينات أن تعيش بسلام وأن تقوم بعلاقات تجارية مع كل من الصين وروسيا.

ويرى في حديثه إلى "العربي" من واشنطن، أن بوتين تمادى في توسعه على مرأى من العالم من خلال الهجوم على أوكرانيا التي تعتبر حليفًا للناتو، معتبرًا أن الرئيس الروسي أراد أن يعيد خلق الاتحاد السوفياتي عبر مهاجمة البلدان.

كما يعتبر ليبتينا أن "الرئيس الصيني كان عدوانيًا أيضًا منذ أن تولى السلطة، حيث أصبحت الصين توسعية ولديها خطة لإعادة التموضع في منطقة المحيط الهادئ عبر انتهاك حقوق شركاء أميركا الآسيويين".

ويشدد ليبتينا على أن الولايات المتحدة لا ترغب في الهيمنة، "بل هي تساعد أوكرانيا للخروج من المأزق"، نافيًا أن تكون واشنطن أرادت الوضع الحالي في أوكرانيا.

ضغوط مشتركة على الصين وروسيا

من جهته، يشير الصحافي نادر رونغ هوان إلى مخاوف أميركية من الصعود الصيني وتزايد قوتها. ويعتبر في حديث إلى "العربي" من بكين أن "الصين لا تريد أي مواجهة مع أي دولة كما أكّدت مرارًا وتكرارًا، بل تريد تعاونًا مشتركًا مع جميع دول العالم".

ويقول رونغ هوان: "العالم كبير جدًا ويستطيع استيعاب تفوق الصين والولايات المتحدة في وقت واحد"، لكنه يعتبر أن "الولايات المتحدة لا تريد أن ترى الصين منافسًا لها في العالم، وتخشى فقدان هيمنتها لذلك توجه اتهامات كثيرة للصين، ما يفرض على الصين أن تدافع عن نفسها".

كما يؤكد أن الصين "لا تريد الهيمنة بل الصعود السلمي"، مشيرًا إلى أنها "لا تريد العودة إلى الحرب الباردة ولا التحالف عسكريًا مع أي دولة".

لكن رونغ هوان يتحدث عن مواجهة الصين وروسيا لضغوط مشتركة من القوى الغربية ما يفسر التقارب بين الجانبين.

علاقة جيوسياسية 

بدوره، يلفت تشين ليو، المحاضر في العلاقات الدولية الآسيوية في جامعة ليفربول، إلى أن القادة الصينيين لديهم مخاوف، حيث يعلمون أن "نمو الصين كقوة كبرى أمر غير مرحب به في الوسط الغربي، حيث ترى الولايات المتحدة ودول أوروبية أن بكين هي عقبة في طريقهم".

ويعتبر ليو، في حديث إلى "العربي" من لندن، أن "العلاقات مع روسيا بالنسبة للقادة الصينيين هي بمثابة التحضير للسيناريو الأسوأ وهي علاقة جيوسياسية وإستراتيجية، وليست علاقة شاملة".

ويرى ليو أن "حلف روسيا والصين ليس تحالفًا مضمونًا كما يعتبر الغرب، لكن الأمر المثالي هو أن الصين ترى نفسها قوة اقتصادية عالمية ولا يمكنها قطع روابطها الوثيقة مع الغرب".

كما يشير إلى أن سياسة الصين تعتمد على استقلاليتها ولا تعطي الثقة لأي طرف، مستبعدًا أن يكون هناك حلف روسي صيني شامل وعلاقة مغلقة بينهما، معتبرًا أن التعاون غير المحدود هو اقتصادي. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close