الجمعة 26 يوليو / يوليو 2024

الثقة حُجبت عنها.. هل تطيح احتجاجات الجامعات بنعمت شفيق؟

الثقة حُجبت عنها.. هل تطيح احتجاجات الجامعات بنعمت شفيق؟

شارك القصة

رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق
أقرت هيئة تدريس كلية الآداب والعلوم في جامعة كولومبيا بالإجماع تصويتًا بحجب الثقة عن رئيسة الجامعة نعمت شفيق في ظل احتجاجات الجامعات - غيتي
تم التصويت على حجب الثقة عن نعمت شفيق بعد تزايد المعارضة بشأن تعاملها المثير للجدل مع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في إطار احتجاجات الجامعات.

أقرت مواثيق الآداب والأخلاقيات الجامعية في مختلف مؤسسات التعليم العالي في العالم، بضرورة تمتع الجامعات بالحرية الأكاديمية والاستقلال الذاتي باعتبارها مجموعة من الحقوق والواجبات المكفولة للطاقم الأكاديمي وكذلك للشريحة الطلابية، وهو ما لا يحصل في كثير من الأحيان خلال احتجاجات الجامعات.

فما يحدث اليوم في حرم الجامعات الأميركية من استدعاء إدارات بعض الجامعات الأجهزة الأمنية بهدف قمع الطلاب المحتجين على سياسات إسرائيل، يبدو أنها أثارت موجة غضب واسعة في أوساط الأكاديميين الأميركيين.

وأقرت هيئة تدريس كلية الآداب والعلوم في جامعة كولومبيا المرموقة بالإجماع تصويتًا بحجب الثقة عن رئيسة الجامعة، نعمت شفيق التي تنحدر من أصول عربية، بعد تزايد المعارضة بشأن تعاملها المثير للجدل مع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين.

ونقلت صحيفة بوليتيكو الأميركية عن عميدة الكلية "إيمي هانغفورد قولها "إن مناقشات أعضاء هيئة التدريس التي سبقت التصويت كانت قوية ومتحضرة وعكست مجموعة من وجهات النظر" وذكرت أيضًا: "على الرغم من أن مثل هذه القرارات هي تعبير عن إرادة ورأي الأغلبية المصوتة في كلية الآداب والعلوم، فإنها لا تلزم الجامعة أو أي هيئة أخرى بمسار عمل محدد".

أمّا صحيفة "كولومبيا سبكتاتور" فنقلت عن رئيس فرع جمعية الأساتذة بجامعة كولومبيا، ديفيد لوري قوله: "فقدنا الثقة في قدرة الإدارة العليا التي تجسدها الرئيسة على اتخاذ القرارات الصحيحة لكولومبيا بناء على سلسلة من الأخطاء وسوء التقدير والتجاوزات والانتهاكات لقواعد الحكم ومعايير السلوك الإداري خلال العام الدراسي الماضي".

تحقيق في أفعال نعمت شفيق

وبحسب هذه الصحف فإن الرسالة الإلكترونية تضمنت أسماء 709 من أعضاء هيئة التدريس أي ما يمثل79% من الهيئة الأكاديمية بالكلية والذين شاركوا في التصويت، وأن 65% من المشاركين صوتوا لصالح حجب الثقة في حين صوت 29% ضد القرار وامتنع 6% عن التصويت.

وسبق أن اقترح فرع الجمعية أن يقوم مجلس شيوخ الجامعة بإجراء تصويت بحجب الثقة عن شفيق، لكنه أصدر قرارًا يدعو إلى إجراء تحقيق في أفعالها، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".

وفي موقف مماثل، وإن كانت الأسباب مختلفة، أقدمت جامعة سونوما، في ولاية كاليفورنيا الأميركية، على فصل رئيسها مايك لي بسبب دعمه للطلاب المؤيدين لفلسطين وموافقته على مقاطعة مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي استجابة للمطالب التي قدمها طلبة الجامعة.

وأشار موقع "سي بي إس" الأميركي إلى أن لي عرف بموقفه الداعم للفلسطينيين وعبر عن مواقفه بكتابات قال فيها: "ينبغي ألا يقف أحد منا على الهامش عندما يتعرض البشر للقتل والتدمير الجماعي". وأضاف أيضًا "أنه بصدد تشكيل مجلس استشاري للطلاب من أجل العدالة في فلسطين، ليكون حلقة وصل بين مجموعة الطلاب ومديري الكليات".

أقسى عقوبة تأديبية

وعلّقت مستشارة الجامعة "ميلدريد جارسيا" على القرار قائلة: "أخرج لي من الوظيفة بسبب قبوله مطالب الطلاب المحتجين من دون حصوله على الموافقات المناسبة"، وفق تعبيرها.

وبحسب خبراء أكاديميين، يعد هذا القرار أقسى عقوبة تأديبية تفرض على رئيس جامعة في الولايات المتحدة من ضمن الجامعات التي خرج طلابها للاحتجاج على العدوان المتواصل على  الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقد لقي هذا الملف تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

فكتب الصحافي إسماعيل المدني: "هذا تصويت رمزي ولكن معبر جدًا ويؤكد مدى وقوف الطلاب وأعضاء هيئة التدريس مع الشعب الفلسطيني".. وهنا يقصد طلاب وأساتذة جامعة كولومبيا الأميركية.

أما الإعلامية سمر الجراح فقالت: "نعمت شفيق ألغت حفلة التخرج في جامعة كولومبيا خوفًا من تصرفات الطلبة بعد أن سلّطت أبشع شرطة في أميركا عليهم. فقام الطلبة بإقامة حفل تخرج لهم في كنيسة بالقرب من الجامعة. كل مظاهر الحب لفلسطين كانت حاضرة فيها".

وغرّد خليل العناني وهو باحث في العلوم السياسية قائلًا: "صوتت أغلبية هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم في جامعة كولومبيا بحجب الثقة عن رئيسة الجامعة نعمت شفيق بسبب فشلها في إدارة موضوع المظاهرات والاحتجاجات المؤيدة لفلسطين. وقريبًا سيطاح بها غير مأسوف عليها".

ورأت المؤرخة ستايسي فاهرينت هولد أن "الوضوح الأخلاقي والقوة غير المألوفة للأساتذة أمثال مايك لي رئيس جامعة ولاية سونوما وجميع أعضاء هيئة التدريس والطلاب في كاليفورنيا يجعلانهم في مواجهة الاعتقال واللوم والانتقام بسبب الوقوف في وجه الإبادة الجماعية اليوم". 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close