حين تم الإعلان عن فوز قطر باستضافة كأس العالم 2022، كان اللاعبان المعز علي وأكرم عفيف في الرابعة عشرة من عمرهما يزاولان تمارينهما الكروية في أكاديمية أسباير للتفوق الرياضي.
ومنذ عام 2006 كان المدرب فيليكس سانشيز واحدًا من المشرفين على المواهب في الأكاديمية نفسها، التي تأسست عام 2004، وسانشيز هو الإسباني الذي يعرف أكاديمية "لاماسيا"، صانعة أهم نجوم كرة قدم في العالم من برشلونة.
عام 2014 وقف سانشيز مع المعز علي وعفيف على منصة التتويج في ميانمار، ومعهم الحارس سعد الشيب، واللاعب عبد الكريم حسن وحملوا معًا كأس آسيا للمنتخبات دون 19 عامًا.
هكذا تحولت منصة كأس آسيا للشباب إلى مسرح لخريجي أكاديمية أسباير، ونواة منتخب قطر بطل آسيا عام 2019، والذي سيكون طرفًا في افتتاح كأس العالم اليوم، على استاد "البيت" المصمم نفسه من الأكاديمية.
هي قصة فريدة تحاكي بناء المنتخبات الوطنية، وتعكس أحلام فتية كانوا قبل سنوات يركلون الكرة في أكاديمية، تحولت إلى مصنع نجوم يحملون آمال بلادهم وتمثيل المنتخبات العربية إلى جانب منتخبات السعودية، والمغرب، وتونس.
مدرب نادي الغرافة السابق الفرنسي كريستيان جوركوف قال ذات يوم: "إستراتيجية البناء طويلة المدى هذه مفاجئة تمامًا في قطر لأنها قامت على فترة زمنية قصيرة".
وهكذا كان، فبالأمس قال سانشيز خلال المؤتمر الصحافي في الدوحة، والمخصص لمباراة افتتاح المونديال اليوم مع منتخب الإكوادور، "نريد أن نظهر للجميع غدًا وخلال كأس العالم أن كل هذا الوقت الذي استثمرناه، وكل تلك المنافسات، وكل ذلك الجهد سنراه على أرض الملعب مع انطلاق صافرة البداية".
ويُعتبَر سانشيز صانع هذا الجيل القطري الذي فاق أداؤه التوقعات، وهو أكثر من يعرف حسن الهيدوس، وبوعلام خوخي، وبسام الراوي، إلى جانب الشباب الذين رافقوه منذ وصوله الدوحة عام 2007.
#العنابي_أقوى_بتشجيعكم 🙌🏼🇶🇦#كلنا_العنابي | @QFA#كأس_العالم_قطر2022 pic.twitter.com/Gp1u75nYXb
— مؤسسة دوري نجوم قطر 🇶🇦 (@QSL) November 19, 2022
ولم يوفر الاتحاد القطري للعبة جهدًا في المساهمة بنضوج هذه التشكيلة من اللاعبين، والتي قوامها نادي السد، واحدًا من أفضل نوادي القارة الآسيوية، وصاحب العدد الأكبر من اللاعبين في كأس العالم بـ17 لاعبًا.
اتحاد اللعبة في البلاد عمل جاهدًا ليلعب المنتخب القطري في أقوى البطولات العالمية، فشارك بشكل شرفي في تصفيات أوروبا لكأس العالم، وفي كوبا أميركا 2019 وكأس الكونكاكاف 2020.
اليوم، سيقف جيل "أسباير" ممثلًا لمنتخب قطر في أول ظهور مونديالي للعنابي، وهو الحلم الذي عبر عنه القائد حسن الهيدوس في المؤتمر الصحافي أمس، حيث قال: "هذا كان حلمًا".
قبل "أسباير" لم تكن قطر غائبة عن الساحة الكروية، وقدمت واحدًا من أفضل لاعبي العرب والقارة الآسيوية، وهو هداف كأس الخليج والعرب منصور مفتاح، إلى جانب مبارك السداوي وغيرهم من نجوم حلموا الوصول إلى المونديال، ليحقق أحلامهم جيل "أسباير" الذي تعول عليه جماهير البلاد اليوم.