Skip to main content

السودان يذكّر العالم بديونه.. غوتيريش يندد بخنق "العالم الغني" للبلدان الفقيرة

السبت 4 مارس 2023

ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم السبت، بخنق دول العالم الغنية، وشركات الطاقة العملاقة البلدان الفقيرة بمعدلات فائدة "جشعة"، وأسعار وقود مرتفعة.

وفي مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بالبلدان الأقل نموًا، والذي تستضيفه الدوحة، قال غوتيريش: إن على الدول الثرية تقديم 500 مليار دولار سنويًا، لمساعدة تلك "العالقة في حلقات مفرغة" تعرقل جهودها الرامية لتعزيز اقتصاداتها، وتحسين الصحة والتعليم.

وينعقد المؤتمر المعني بـ46 دولة مصنّفة ضمن الأقل نموًا في العالم عادة كل عشر سنوات، لكنه تأجّل مرّتين منذ عام 2021 بسبب وباء كوفيد. لكن دولتين من الأفقر في العالم غير ممثلتين في مؤتمر الدوحة نظرًا لعدم اعتراف أعضاء الأمم المتحدة بحكومتيهما، وهما بورما وأفغانستان، كما غاب قادة القوى الاقتصادية الكبرى في العالم.

"عدم إنصاف تاريخي"

 الأمين العام للأمم المتحدة، استهل المؤتمر بالتنديد بطريقة تعامل البلدان الأغنى مع تلك الفقيرة. وقال: إن "التنمية الاقتصادية تصبح صعبة عندما تعاني البلدان من شح في الموارد، وتغرق في الديون بينما ما زالت تعاني من عدم إنصاف تاريخي، واستجابة غير متساوية لكوفيد-19".

ولطالما اشتكت البلدان الأقل نموًا من عدم حصولها على حصتها العادلة من لقاحات كوفيد التي تركّزت في أوروبا وأميركا الشمالية.

وشدد غوتيريش على أن "مكافحة كارثة مناخية لم تتسببوا بها بأي شكل من الأشكال هو أمر صعب، عندما تكون كلفة رأس المال مرتفعة للغاية" والمساعدة المالية التي يتم تلقيها "نقطة في بحر".

وتابع أن "شركات الوقود الأحفوري العملاقة تجني أرباحًا هائلة بينما لا يتمكن الملايين في بلدانكم من تأمين طعامهم".

وأشار غوتيريش إلى أنه تم التخلي عن البلدان الأفقر في ظل "الثورة الرقمية" بينما رفعت الحرب في أوكرانيا أسعار الغذاء والوقود. وقال إن "منظومتنا المالية العالمية صُممت من قبل الدول الغنية، لتعود بالفائدة عليها إلى حد كبير".

وأضاف في تصريحات وجهها إلى البلدان الفقيرة "في ظل حرمانكم من السيولة، العديد منكم محروم من الوصول إلى أسواق رأس المال بفعل معدلات فائدة جشعة".

مطالبات السودان

وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان: "ينظر السودان إلى عقبة الديون باعتبارها قضية ملحة ينبغي معالجتها في سياقها الدولي والعالمي"، داعيًا إلى "تقديم العون اللازم للسودان في هذه المرحلة من تاريخه السياسي".

بدورها، أكدت بثينة بنت علي جبر النعيمي وزيرة التربية والتعليم القطرية، التزام دولتها بدعم البلدان الأقل نموًا من خلال تعزيز نظم التعليم.

وقالت في حوار مع "قنا" على هامش المؤتمر، إن قطر تسعى لضمان إمكانية الوصول إلى الإنترنت في تلك البلدان، وزيادة إمكانية الحصول على الكهرباء، وتوفير مهارات الإلمام بالتكنولوجيا الرقمية، إلى جانب توزيع المعدات والمواد التعليمية، بشكليه المادي والرقمي، مع التركيز على الأسر الأشد فقرًا وضعفًا.

وزيرة التربية والتعليم القطرية بثينة بنت علي - مواقع التواصل

وفشلت البلدان الغنية في الإيفاء بتعهدها تقديم 0,15 إلى 0,20% من إجمالي دخلها الوطني إلى الدول الأقل نموًا، والعالقة في وضع "يفاقم الفقر وعدم الإنصاف"، بحسب غوتيريش الذي قال إن هذه الدول تحتاج إلى 500 مليار دولار "على أقل تقدير" سنويًا، لمساعدتها على تجاوز مشاكلها، وبناء قطاعات يمكنها خلق فرص عمل وتسديد الديون.

وتعهّدت الدول الأغنى بتخصيص مئات مليارات الدولارات لمساعدة الدول الأفقر في مواجهة تغير المناخ، لكنها أخفقت في تحقيق ذلك. وأكد غوتيريش أن الأمم المتحدة "ستواصل الضغط لتقديم الموارد التي تم التعهّد بها".

"مسؤولية لا مكرمة"

بدوره، ندد رئيس ملاوي لازاروس شاكويرا الذي يترأس القمة بـ"تعهّدات لم يتم الإيفاء بها" من قبل المجتمع الدولي. وأشار إلى أن المساعدات "ليست مكرمة أو عملًا خيريًا" بل "مسؤولية أخلاقية".

وتنص مقترحات تعرف بـ"برنامج عمل الدوحة" على تأسيس نظام يساعد الدول التي تواجه أزمة جوع في ظل الجفاف وارتفاع الأسعار.

كما تدعو الخطة إلى مركز استثماري يساعد البلدان الأقل نموًا على جذب تمويل خارجي، وخفض معدلات الفائدة لتخفيف تداعيات ديونها.

ويتوقّع أن تخرج بوتان هذا العام "أو تتخرّج"، كما هو التعبير المعتمد، من مجموعة البلدان الأقل نموًا. وستتبعها بنغلادش ولاوس ونيبال وأنغولا وساو تومي وبرينسيبي وجزر سليمان بحلول عام 2026.

لكن هذه الدول ستخسر الامتيازات المرتبطة بالتجارة والمساعدات. وقال غوتيريش إنها تواجه خطر التحوّل إلى "ضحايا خدعة (ألعاب) خفة هي الأقسى مع اختفاء أنظمة الدعم أمام عينيها" وستحتاج إلى المساعدة بعد تقدّم تصنيفها في مقياس الثروات.

وعلّق رئيس وزراء بوتان لوتاي تشيرينغ على ذلك بالإشارة إلى أن "التخرج يجب أن يكون مكافأة لا عقابًا".

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة