السبت 12 أكتوبر / October 2024

الصراع القبلي في دارفور.. ما حقيقة انسحاب حاكم الولاية من الخرطوم؟

الصراع القبلي في دارفور.. ما حقيقة انسحاب حاكم الولاية من الخرطوم؟

شارك القصة

حاكم إقليم دارفور لـ"العربي": جهودنا مستمرة للوساطة بين أطراف النزاع والقوات المسنحبة جاءت لتأمين عودتي (الصورة: وسائل التواصل)
رغم سيطرة الجيش السوداني على معظم ولايات دارفور، ما زالت قوات الدعم السريع تتركز في مواقع عديدة بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دافور، من بينها مطار المدينة.

مع دخول الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسبوعها الرابع، بدأ القتال يشتد في مناطق أخرى في إقليم دارفور غربي البلاد بعد أن كان متمركزًا في العاصمة الخرطوم، وسط مخاوف من عودة العنف مجددًا للإقليم الذي ظل يعاني لسنوات من الحرب.

ورغم سيطرة الجيش السوداني على معظم ولايات دارفور الخمس، ما زالت قوات الدعم السريع تتركز في مواقع عديدة بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دافور، من بينها مطار المدينة.

فما إن تخبو نيران الصراع في دارفور حتى تشتعل من جديد، إذ تحد الإقليم الذي يقع غرب السودان من الشمال الغربي ليبيا، ومن الغرب تشاد، ومن الجنوب الغربي إفريقيا الوسطى، ومن الجنوب دولة جنوب السودان.

وينقسم الإقليم الخصب والغني بعشب السافانا إداريًا إلى ولاية شمال دارفور وعاصمتها مدينة الفاشر، وولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة، وولاية وسط فرفور وعاصمتها زالنجي، وولاية شرق دارفور وعاصمتها الضعين، وولاية جنوب دارفور وعاصمتها نيالا.

أهم قبائل إقليم دارفور

ويقدر عدد سكان الإقليم بأكثر من 9 ملايين نسمة، موزعين على عدد من القبائل الإفريقية والعربية.

وأهم قبائل دارفور، هي قبيلة الفور التي أعطت اسمها للإقليم فأصبح يعرف بديار الفور أو دارفور، حيث تجاورها قبيلة الزغاوة التي انحدرت من تشاد، كما يوجد في شمال دارفور أهم القبائل ذات الأصول العربية، منها الزيادية وبني فضل والرزيقات ومن فروعها المحاميد.

أما ولاية غرب دارفور، فتسوطنها قبائل إفريقية، من أبرزها المساليت وهناك قبائل التامة والزغاوة.

ويلقي الحديث عن الاشتباكات الدائرة في غربي الإقليم الضوء على الجماعات المسلحة هناك أبرزها حركة جيش تحرير السودان، الرئيس الأول للحركة هو المحامي عبد الواحد محمد نور، ينظر إليه على أنه القوة القتالية الأهم والمتبقي داخل دارفور.

ولكن في عام 2004، انشقت الحركة إلى قسمين، أحدهما بقيادة عبد الواحد محمد نور، والآخر بقيادة مني أركو مناوي الذي قاتل فصائل الجنجويد.

وتكونت حركة العدل والمساواة التي يقودها جبريل إبراهيم من متمردين معظمهم ليسوا عربًا، حملوا السلاح ضد حكومة الرئيس السابق عمر البشير عام 2003.

ويعيش الإقليم الشاسع الذي تعادل مساحته مساحة فرنسا تقريبًا احتقانًا قبليًا، ويستقبل آلاف النازحين موزعين على أكثر من 39 مخيًما في ولايات الإقليم الخمس.

أبرز هذه المخيمات وأكبرها مخيما كلمة وقريضة في ولاية جنوب دارفور، ويقع مخيما السلام زمزم في ولاية شمال دارفور، أما ولاية وسط دارفور، فتضم وحدها 21 مخيمًا.

ما هي حقيقة انسحاب حاكم دارفور من الخرطوم؟

وفي خضم الاشتباكات المحتدمة في الخرطوم، أعلن رئيس "حركة تحرير السودان" مني أركو مناوي، الإثنين، أن قواته توجهت إلى إقليم دارفور، من دون أن يذكر المكان الذي تغادره ولا سبب ذلك.

ولقوات مناوي الذي يشغل أيضًا منصب حاكم إقليم دارفور، وجود عسكري في العاصمة السودانية بموجب اتفاق سلام مع الخرطوم في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، واتخذت موقفًا محايدًا في الصراع الذي اندلع في 15 أبريل/ نيسان الماضي بين الجيش و"الدعم السريع".

وبشأن انسحاب حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي وعدد من مقاتليه من العاصمة السودانية، أوضح مناوي، أنه ليس لديه أي مهام في الخرطوم، مشيرًا إلى أن المهام التي أوكلت إليه من قبل الدولة هي حاكم إقليم دارفور، وليس حاكمًا للخرطوم.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من كردفان أن قواته جاءت من دارفور لمرافقته، من الإقليم إلى الخرطوم، وهي قوات كانت موجودة بشكل رمزي فقط بحماتيه.

ولفت مناوي إلى أنه يعمل مع الآخرين من القوى المدنية والسياسية السودانية وجميع الأطراف من أجل تهدئة الأوضاع، وإنهاء الحرب، مؤكدًا أن إقليم دارفور لا يريد الحرب، وأنه يرحب بكل الناس، ومشددًا على وجوب وضع السلاح من أجل تعايش سلمي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close