يواصل سلاح الجو السوداني طلعاته في الصراع مع قوات الدعم السريع، وهو ما يطرح تساؤلات عن حجم وانتشار القواعد الجوية العسكرية في السودان.
وتسود مخاوف محلية ودولية من انتقال المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى قاعدة وادي سيدنا العسكرية التي تنطلق منها عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان.
ويبدو أن السيطرة على القواعد العسكرية الجوية هي الشغل الشاغل للطرفين المتحاربين، إذ يشكل سلاح الطيران عامل ترجيح للجيش السوداني على حساب قوات الدعم السريع.
أهم القواعد الجوية العسكرية في السودان
تعد قاعدة وادي سيدنا الجوية العسكرية الواقعة شمالي أم درمان واحدة من أكبر القواعد العسكرية للجيش السوداني.
فقد استخدمت القاعدة مع بداية المواجهات لانطلاق طائرات الجيش من "ساخوي" و"ميغ" لشن ضربات جوية على معسكرات قوات الدعم السريع في الخرطوم وتخومها الغربية.
وبالنسبة إلى قاعدة مروي التي تقع شمال العاصمة الخرطوم فهي لا تقل أهمية عن سابقتها حيث تشمل هذه القاعدة دفاعات جوية أكبر وعددًا أكبر من الطائرات وأحدثها. كما تملك القاعدة الجوية مركزًا فعالًا للمراقبة وطائرات من دون طيار.
أما قاعدة جبل أولياء فهي أيضًا من أبرز القواعد العسكرية في السودان، والتي يعتقد أن قوات الدعم السريع تسيطر عليها. وللقاعدة دور فاعل في رفع الكفاءة التدريبية والقتالية. كما تستخدم في عمليات الإسناد والاستطلاع الجوي.
وفي غرب العاصمة الخرطوم نجد قاعدة الأُبيض وهي منصة للمقاتلات في ولاية شمال كردفان، كما أنها تمثل مقرًا دائمًا لطائرات النقل ولمراكز الصيانة.
الجيش يمتلك التفوق الجوي
وفي هذا السياق، يؤكد رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق وأستاذ العلوم الإستراتيجية نصر سالم أن وجود القوات الجوية يمنح التفوق الميداني للقوات المسلحة لأي طرف من الأطراف.
ويشير في حديث إلى "العربي"، من القاهرة، إلى أنّ وجود تلك القوة في يد الجيش السوداني يمنحه قدرات ومميزات ونقاط قوة أكبر في السيطرة على الميدان وفرض السيادة الجوية.
ويلفت إلى أن القوة الجوية تقدم المساعدة الكاملة للقوات البرية المنتشرة على الأرض سواء من خلال استخدام القوة أو نقل المعلومات أو نقل الإمدادات. لكنه يؤكد أن الكلمة الأخيرة في أيّ معركة هي للقوات البرية.
السكان.. "دروع بشرية"
وبشأن جدوى استخدام الطيران الحربي في القتال الدائر بالخرطوم حيث يدور في أماكن مأهولة بالسكان، يعتبر سالم أنّ هذه "نقطة القوة" التي تستخدمها قوات الدعم السريع في هذا القتال حيث "تستخدم السكان كدروع بشرية"، حسب رأيه.
ويرى أن استخدام السكان كدروع بشرية يشل التفوق الجوي لدى القوات المسلحة السودانية، لكنه يلفت إلى أن هذه الطريقة تمثل "مشكلة أخلاقية" في الصراع الدائر حاليًا في السودان عبر استخدام السكان الأبرياء كدروع.
ويبين أنه مهما استمرت قوات الدعم السريع في استخدام الأسلحة المضادة للطائرات إلا أن قدراتها محدودة على المدى البعيد ولن تستطيع تأمين الحماية لفترة طويلة.
ويوضح أن عملية استيلاء قوات الدعم على قاعدة مروي منذ بداية الاشتباكات كان الهدف منه منع استخدام تلك القاعدة من قبل الجيش السوداني باعتبار أن تلك القوة لا تمتلك مهارات وقدرات استخدام الطائرات. ويلفت إلى أن الدعم السريع يمتلك فقط أسلحة مضادة للطائرات.
ويخلص إلى أنه في حال "تساوت" القدرات القتالية بين الجيش وقوات الدعم السريع فإنّ هذا الأمر ينذر بتقسيم السودان.