في الوقت الذي تتسارع فيه عمليات الإجلاء من السودان، يبرز بطء دولي غريب جدًا في الدعم الإنساني للمدنيين رغم اقتراب الاشتباكات من دخول أسبوعها الثالث، في ظل تدهور ملحوظ للأوضاع الإنسانية ونقص حاد في الموارد الغذائية، والماء وتعطل المستشفيات والخدمات الأساسية.
وأدت الحرب إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية وتعرفة وسائل النقل، فيما شهدت الإمدادات الإنسانية ومخازن الإغاثة التابعة للأمم المتحدة عمليات نهب.
ودعا القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان عبدو دينغ إلى فتح ممرات إنسانية للسماح بإيصال المساعدات للمحتاجين، مؤكدًا أن جميع السودانيين بدون استثناء يحتاجون إلى المساعدة حاليًا.
وأضاف أن الأمر معقد جدًا في ظل استمرار القتال حسب وصفه.
مع بداية الهدنة الخامسة بين الأطراف المتنازعة.. عودة الهدوء "النسبي" إلى #الخرطوم والمنظمات المحلية والدولية تدعو إلى توفير المستلزمات الطبية اللازمة👇#السودان pic.twitter.com/jNY0dX89dB
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 28, 2023
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من التأثيرات الفادحة للصراع على السكان المدنيين، بعدما اضطرت إلى وقف معظم أنشطتها الحيوية في الخرطوم ودارفور وشمال كردفان، بسبب خطورة الوضع الأمني.
ولا يقل الوضع الصحي في البلاد سوءًا عن المعيشي، فقد أصدرت نقابة الأطباء تقريرًا قالت فيه، إن ثلثي المستشفيات متوقفة عن العمل، وإن بعض أقسامها يتعرض للقصف والاعتداءات وعمليات نهب وإخلاء قسري.
وأضافت النقابة أن المستشفيات التي بقيت تعمل مهددة بالإغلاق نتيجة نقص الكوادر الطبية والإمدادات، حسب تقديرها.
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة مع الأوضاع الإنسانية في السودان، فقال محمد الحميري إن الوضع الإنساني في السودان يزداد تفاقمًا، وكلما مر يوم تتحول العاصمة الخرطوم إلى مقبرة مفتوحة في كل شارع للأسف، وإذا لم تتوقف الحرب، أو تحسم فسيكون السودان والإقليم أمام كارثة كبيرة حسب وصفه.
أما سحر فقد اتهمت قوات الدعم السريع بـ"تدمير القطاع الصحي لاستخدامه ورقة ضغط على الجيش السوداني لقبول التفاوض معهم".
ودعا أحمد كامل إلى وقف الحرب لأن الوضع الإنساني سيئ للغاية، فالذين لا يموتون في الرصاص والقصف، يموتون بسبب الجوع والمرض وفقدان الأدوية، حسب ملاحظاته.