في مضيق البوسفور في تركيا، تُلقى السفن شباكها التي يزيد طولها عن ألف متر عبر المضيق لصيد أكبر قدر ممكن من الأسماك. أما الصيادون الهواة فيضعون صناراتهم جانبًا، وينظرون إلى القارب الكبير الذي حدّ من فرصهم في الصيد.
ويقول الصياد التركي محمد دوغان في حديث إلى "العربي": إن القوارب الكبيرة تمنع الصيادين من الصيد.
ويُعتبر البوسفور أحد أكثر المضائق نشاطًا في العالم، حيث تمرّ عبره يوميًا أكثر من 200 سفينة من سفن شحن وناقلات من البحر الأسود، بالإضافة إلى ناقلات البضائع.
وأوضح مراد إيهان أوغلو، وهو صياد تركي أيضًا، في حديث إلى "العربي"، أن الأسماك لا تستطيع الدخول إلى البوسفور، ولا تحظى بالوقت الكافي لمجرد وضع بيضها، لأن الشباك التي أُلقيت في المضيق تُغلق ممرها.
وفي 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، أصدرت السلطات المحلية قرارًا بإغلاق المضيق أمام حركة المرور لنصف يوم، بهدف تخصيص مياهه لسفن الصيد والسفن الصناعية. لكن سرعان ما تراجعت وزارة النقل عن القرار بعد احتجاجات علماء ومنظمات غير حكومية شجبت ما وصفته بـ"سباق الصيد في ممر حيوي ذي أهمية كبيرة".
سيف ذو حدين
وأوضح الدكتور نوّار العلي الأكاديمي المختصّ في شؤون البيئة أن مضيق البوسفور يشهد ازدحامًا كبيرًا في حركة السفن، ما يصعّب على قوارب الصيد الصغيرة التحرّك داخله.
وقال العلي في حديث إلى "العربي" من أنقرة: إنّ المضيق شهد العديد من حالات التسرّب النفطي، ما أدى إلى تلوّث المياه، ناهيك عن النفايات التي تلقيها السفن في المضيق.
وأضاف أن المضيق ممرّ عبور لأعداد كبيرة ومتنوّعة من الأسماك من البحر الأسود إلى المياه الدافئة شتاء نحو بحر مرمرة، لوجود العوالق التي تتغذّى عليها هذه الأسماك.
وأكد أن الحكومة التركية لا تستطيع منع حركة السفن التجارية عبر المضيق، وقد تكون قناة إسطنبول في المستقبل حلًا للمشكلة.
واعتبر أن الأمر سيف ذو حدين، لأن إيقاف حركة السفن سيؤثر على الحركة التجارية، كما أن الصيد الجائر يؤثر على استنزاف أنواع السمك، ووجودها في المضيق، الأمر الذي يؤثر بدوره على وجود طبقات كبيرة من العوالق سيؤثر على الحياة المائية في مرمرة.
وشدّد على ضرورة السماح بهجرة الأسماك من البحر الأسود إلى بحر مرمرة.