يعد تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة من بين النصائح الأكثر شيوعًا التي يقدمها الأطباء لأولئك الذين يتطلعون إلى التقدم في العمر مع الحفاظ على صحة جيدة.
لكن المشاركة الاجتماعية والصداقة و"الضحك الجيد" لا تقل أهمية عن البقاء بصحة جيدة حتى سن الشيخوخة، وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" عن البروفيسورة روز آن كيني، طبيبة الشيخوخة في كلية ترينيتي في دبلن.
التفاعل مع الآخرين يعزز صحة الدماغ
وقالت البروفيسورة: إن التفاعل مع الآخرين يعزز صحة الدماغ ويمكن أن يحمي أيضًا من أمراض القلب والسرطان.
وأوضحت كيني أن المشاركة الاجتماعية والصداقة والعلاقات الاجتماعية لا تقل أهمية عن جميع التدابير الأخرى مثل ممارسة الرياضة والنظام الغذائي والنشاط البدني.
وقالت: "إن الناس تطوروا ليحتاجوا إلى الآخرين، تمامًا كما تطورنا لنحتاج إلى الغذاء والماء". وأضافت: "عندما نحرم أنفسنا من الاختلاط فإن التأثير يكون في الواقع سيئًا وسامًا مثل أي شيء يمكن أن تحصل عليه من الناحية البيولوجية"، مؤكدة أن قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يخفف من التدهور المعرفي والخرف.
الوحدة عامل خطر
وبحسب الصحيفة، فقد أظهرت مجموعة من الدراسات أن الشعور بالوحدة هو أحد عوامل الخطر الرئيسية لتطوير حالات تراجع الذاكرة. وبيّنت أن العزلة مرتبطة بصغر حجم الدماغ وصعوبات في المهارات الحيوية، مثل القدرة على التخطيط وتركيز الانتباه وتذكر التعليمات.
وأوضحت كيني أن أولئك "المعزولون اجتماعيًا بشكل مؤلم" هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بضعف صحة الدماغ.
كما تم ربط الوحدة بالالتهاب المزمن. ورجّحت كيني أن يكون "الالتهاب المزمن هو الخلل البيولوجي الكامن وراء جميع الأمراض الخطيرة التي نعرفها مثل السرطان وأمراض القلب والسكتات الدماغية وما إلى ذلك". وشرحت أن الوحدة تؤدي إلى التهاب مزمن، ولهذا السبب ترتبط هذه الأمراض بشكل كبير بالوحدة، كما هو الحال مع الخرف.
اختيار الصداقات ضرورة
وشددت كيني على ضرورة "بذل الكثير من الجهد في بناء الصداقات كما اختيار الأطعمة" أو اختيار النشاط البدني الذي نفضله، مشيرة إلى أن التنشئة الاجتماعية لا تتعلق بعدد العلاقات التي يقيمها الشخص، بل بجودتها.
وبالإضافة إلى مقابلة الأصدقاء، أوصت كيني بالتطوع أو الانضمام إلى النادي أو حضور دروس التمارين الرياضية للاستفادة من التفاعل الجماعي.
فوائد الضحك الصحية
وكان موقع "هيلب غايد" قد نشر مقالًا يشير فيه إلى أن الضحك من القلب يحدث تغيرات نفسية وجسدية تساهم في تحسين المناعة والمزاح وتخفيف الألم. ويعدد المقال فواد الضحك المبنية على دراسات واستشارات طبية منها أن الضحك يقوي جهاز المناعة حيث يكبح هرمونات التوتر ويحفز الخلايا المناعية والأجسام المضادة لمكافحة العدوى وبالتالي يحسّن المقاومة للأمراض.
ويساعد الضحك في إطلاق مادة الإندورفين وهي مادة كيميائية طبيعية تمنح الجسم الشعور بالسعادة. ويعزز الإندورفين الشعور العام بالعافية ويمكنه حتى أن يخفف الألم مؤقتًا. كما يخفف الضحك القوي التوتر الجسدي والإجهاد ويؤدي إلى استرخاء العضلات.
كما يحمي الضحك القلب ويحسن وظيفة الأوعية الدموية ويزيد من تدفق الدم ويساعد على الوقاية من مشاكل القلب والأوعية الدموية الأخرى.
كما يحرق الضحك السعرات الحرارية بشكل خفيف إنما ليس كالرياضة واتباع حمية غذائية.
ووجدت إحدى الدراسات أن الضحك لمدة 10 إلى 15 دقيقة يوميًا يمكن أن يحرق نحو 40 سعرة حرارية.