لقي متظاهر حتفه في السودان أمس الأحد، برصاص قوات الأمن خلال الاحتجاجات التي اندلعت بالعاصمة الخرطوم، وتزامنت مع تجمّع الآلاف من السودانيين في ولاية النيل الأزرق جنوب البلاد احتجاجًا على تصاعد العنف القبلي بالولاية.
وقالت لجنة أطباء السودان في بيان: "ارتقت قبل قليل روح شهيد إثر إصابته بطلق ناري في الصدر أطلقته قوات الانقلاب بعد مشاركته في تظاهرات اليوم بمدينة الخرطوم". كما أفادت بأن عدد قتلى الاحتجاجات ارتفع إلى 118 منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
وبوتيرة شبه يومية، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي وترفض "انقلاب" قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
العنف القبلي
وفي الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق، احتشد آلاف المحتجين أمام مقر الحكومة الإقليمية وأضرموا فيه النيران اعتراضًا على تصاعد العنف القبلي مؤخرًا والذي أوقع نحو 220 قتيلاً و180 جريحًا، في صراع يعد من أقوى نوبات العنف القبلي التي شهدتها البلاد في السنوات الماضية.
أكثر من 220 قتيلا في الاحتجاجات.. غاضبون يقتحمون مقراً حكوميا بالنيل الأزرق ويشعلون النار#العربي_اليوم #السودان تقرير: جهاد العدوان pic.twitter.com/CQ9OifW65u
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 23, 2022
وسقط هؤلاء القتلى مؤخرًا في ثلاث قرى خلال اشتباكات وقعت بين قبائل الهوسا والفونج بالولاية التي تقع جنوب البلاد.
وفي بداية أعمال العنف، احتج أفراد من قبيلة الهوسا في جميع أنحاء السودان على خلفية ما اعتبروه تمييزًا ضدهم بسبب العرف القبلي الذي يحظر عليهم امتلاك الأرض في النيل الأزرق لأنهم آخر القبائل التي استقرت في الولاية.
ويعتبر استغلال الأراضي مسألة حساسة للغاية في السودان، إحدى أفقر دول العالم، حيث تمثل الزراعة والثروة الحيوانية 43% من الوظائف و30% من الناتج المحلي الإجمالي.
وفيما تحذر السلطات من اتساع رقعة الصراعات القبلية، شهدت ولاية غرب كردفان أيضًا عودة للاشتباكات في منطقة أضية، حيث أودت بحياة عدد من المواطنين وخلفت إصابة آخرين.