كشفت مديرية الدفاع المدني في العراق، اليوم السبت، تفاصيل حادثة انهيار البناية التجارية السكنية بمنطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد، فيما أشارت إلى أن قطع الطرق عرقل وصول الفرق التخصصية للموقع.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت المديرية في بيان، إنقاذ 13 شخصًا من داخل البناية المنهارة في الكرادة، لافتة إلى أن "عمليات الإنقاذ ما زالت مستمرة".
وأشار البيان إلى أنها "تتعامل مع حادثة انهيار بناية وإنقاذ المحتجزين في منطقة الكرادة، مضيفة أن "فرقها ما زالت تواصل أعمالها لإنقاذ المحتجزين في البناية".
بناية تجارية سكنية "انهارت بالكامل"
من جهته، أفاد مدير إعلام الدفاع المدني نؤاس صباح وكالة الأنباء العراقية "واع" أن البناية التي انهارت في منطقة الكرادة، هي بناية تجارية سكنية مكونة من أربعة طوابق قرب مطعم قدوري، وقد انهارت بالكامل تقريبًا".
وأضاف صباح، أن "فرق الدفاع المدني في جانبي الكرخ والرصافة مستنفرة بالكامل"، مشيرًا إلى أن "القطوعات أثرت كثيرًا على وصول جميع الفرق".
ولفت إلى أن "بعض فرق المديرية وصلت إلى موقع الحادث وتعاملت مع عمليات رفع الكتل الكونكريتية (الخرسانية) والبحث عن الناجين أو الضحايا"، مبينًا أنه "بحسب أهالي المنطقة تبين أن البناية تسكنها عائلة إضافة إلى حارس".
وأوضح أن "العملية تحتاج إلى وصول معدات الرفع الثقيلة إلى الموقع للمباشرة برفع الكتل الكونكريتية، لكن قطع الطرقات عرقل وصول الفرق الثانية التخصصية الساندة، لا سيما وأن معدات الإنقاذ تأتي من منطقة اليرموك عند فرق البحث والإنقاذ الدولي التابعة للدفاع المدني والتي يحتاج وصولها إلى وقت ".
مشاهد مؤلمة لذوي ضحايا مبنى المختبر الوطني المنهار بساحة الواثق في الكرادة. pic.twitter.com/7FO7wIVntl
— إيرث نيوز (@earth_news_iq) October 1, 2022
استنفار وتحقيق
بدوره، وجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم السبت، الدفاع المدني باستنفار أقصى الجهود لإنقاذ المحاصرين في المبنى المنهار.
وقال الكاظمي في تغريدة على تويتر: "وجهنا الدفاع المدني باستنفار أقصى الجهود لإنقاذ المحاصرين في المبنى المنهار، راجين أن يمن الله بالصحة عليهم".
وأضاف "وجهنا بفتح تحقيق بالحادث والإجازة الممنوحة في الحكومات السابقة"، لافتًا إلى أن "الحادث يؤكد صحة جهود مكافحة الفساد، وإيقاف منح الإجازات العشوائية، وقد واجهت -للأسف- بسببها انتقادات عدة".
"العربي" يرصد الأضرار
ورصدت كاميرا "العربي" عمليات إنقاذ المبنى المنهار، حيث كانت الجرافات وفرق الدفاع المدني تعمل على إزالة الركام.
وأفاد مراسل "العربي"، بأن المبنى المنهار مخصص لتقديم مختلف الخدمات الصحية، وكان بداخله عدد ليس بالقليل من المراجعين على الرغم من شبه الإقفال الذي شهدته العاصمة العراقية بغداد اليوم السبت.
وأوضح أن المبنى تم منحه كفرصة استثمارية عام 2018، بطريقة البناء السريع، إلى شركة عراقية - مصرية، كما أوضحت بعض الوثائق التي نشرت على وسائل التواصل. وتم الانتهاء منه خلال فترة قريبة.
وأشار إلى أن عملية الإنقاذ لا تزال مستمرة في البحث عن ضحايا أو إنقاذ ناجين، لافتًا إلى أنه لا يوجد الكثير من المداخل والمخارج للمبنى من أجل إنقاذ الناجين.
ونقل مراسل "العربي" عن أحد شهود العيان قوله: إن الأشخاص الموجودين في الطوابق السفلية استطاعوا الهرب والابتعاد عن المبنى.
من جهتها، أكدت لجنة النزاهة النيابية في العراق، فتح ملف منح إجازات الاستثمار للمختبرات والمستشفيات الأهلية.
وقالت عضو اللجنة النائبة سروة عبد الواحد في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية: إن "هيئة الاستثمار الوطنية مطالبة بتوضيح آلية إعطاء إجازات الاستثمار للمختبرات والعيادات والمستشفيات الأهلية".
ولفتت إلى أن "ما حدث اليوم في بغداد من انهيار مبنى للعيادات الطبية بسببٍ هندسي يدعو إلى إعادة النظر بكلِّ الموافقات التي تمنحها هيئة الاستثمار وخصوصًا إضافة بناء على المباني المتهالكة، التي تستوجب الحصول على الموافقات الهندسية من أمانة بغداد أو المحافظة ضمن خطط مدروسة وليست عشوائية".
وأشارت إلى أن "لجنة النزاهة ستقوم بفتح هذا الملف لكشف جميع المخالفات المتعلقة به، سواء في بغداد أو المحافظات الأخرى، وإحالة المخالفين إلى القضاء".