الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

القصف الإيراني على أربيل.. ما هي حدود الردّ العراقي على انتهاك سيادته؟

القصف الإيراني على أربيل.. ما هي حدود الردّ العراقي على انتهاك سيادته؟

Changed

ناقشت حلقة "للخبر بقية" القصف الإيراني على بلدات عراقية حدودية في إقليم كردستان وحدود الرد العراقي (الصورة: غيتي)
يتكرر القصف الإيراني على بلدات عراقية حدودية في إقليم كردستان، فيما يجدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي موقف الاحتجاج من دون رفع سقف الكلام.

على عمق يصل إلى 130 كيلومترًا، وصل القصف الإيراني لمواقع في إقليم كردستان العراق. وتقول طهران إن هذه المواقع تعود لجماعات "إرهابية" تنشط على الحدود المشتركة، وتتجاوزها أحيانًا نحو الداخل الإيراني لتزكية الإضطرابات في الجمهورية الإسلامية.

واتهم قائد القوة البرية للحرس الثوري الإيراني إسرائيل باستغلال هذه الجيوب في كردستان لشنّ هجمات على إيران، وإنشاء قواعد تجسّس.

وترهن إيران وقف عملياتها في الإقليم الكردي بضمانات تمنع أراضيه من أن تتحوّل إلى مقرّ لتهديد الأمن القومي الإيراني، وإغلاقه مقار معارضين إيرانيين من الأكراد، وهو شرط أساسي وضعته الخارجية الإيرانية تحت طائلة استمرار قصف كردستان.

أما إربيل، فاستنجدت بحكومة بغداد المركزية التي قامت باستدعاء سفير إيران محمد كاظم آل صادق، وتسليمه مذكرة احتجاج على القصف. 

كما كرّر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي موقف الاحتجاج، خلال زيارته للإقليم الإثنين، ليؤكد أن العراق ليس منطلقًا لأعمال تهدد دول الجوار.

ولم يرفع الكاظمي سقف الكلام، لأن زيارته كانت مليئة برسائل إيرانية إلى أربيل، وفقًا لمصادر متابعة للزيارة.

تصعيد التحرك تجاه إيران أو تركيا غير قابل للتطبيق. فمن ناحية، بغداد مقيّدة بأزماتها السياسية، في ظل غياب لهجة موحّدة من القوى والأحزاب تجاه قصف كردستان، عدا عن أن الإقليم له حكمه الذاتي، وعليه ضبط حدوده.

كما أن الإقليم محكوم بمعاهدة داخلية، وترهقه الجغرافيا، حيث تتوسط إربيل دولًا إقليمية فاعلة، وحدودها تتداخل معها مثلما تتقاطع المصالح السياسية فوق أراضيها، وتجعلها مكشوفة أمام تدخّلات خارجية، كما تسمح لها بالتحرّك العسكري عبر أحزابها الكردية أصلًا أو وكالة.

هجمات وقصف إيراني أو تركي، وجماعات كردية تشارك في المعارك الدائرة في سوريا، فكل شيء مستباح هنا.

وأمام هذا الوضع المتشابك، لا يعود الإقليم سيد نفسه وحدوده، بل تحوّل إلى حديقة خلفية، وساعي البريد في النزاعات الإقليمية الراهنة.

"ضربات استفزازية"

وصف الدكتور أحمد الصحّاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية، الضربات الإيرانية بأنها "ضربات عدائية استفزازية أحادية الجانب"، مشيرًا إلى أنها "انتهاك سافر لسيادة العراق".

وقال الصحّاف، في حديث إلى "العربي"، من بغداد، إن وزارة الخارجية العراقية دعت الجانب الإيراني إلى التنسيق مع حكومة بغداد حيال أي تحد من شأنه أن يكون له أثر على المشهد الأمني، ويحمل انعكاسات على علاقات البلدين.

وأشار إلى أن الخارجية العراقية التزمت قواعد الإجراءات الدبلوماسية المُحدّدة لدى استدعائها لسفير إيران، كما لا يُمكن للعراق، الذي أصبح نقطة ارتكاز وتواصل وحوار على مستوى المنطقة، أن يتحوّل إلى نقطة تهديد لجيرانه في المنطقة.

وشدّد على أنه لا يُمكن لأي من جيران العراق أن يستغلّوا الأزمة السياسية في بغداد لانتهاك سيادة أراضيها.

"لا تنسيق بين طهران وأربيل"

من جهته، أشار الدكتور صباح صبحي، عضو مجلس النواب العراقي عن كتلة "الديمقراطي الكردستاني"، إلى أن تاريخ إيران طويل في تجاوز سيادة الدول المجاورة والإقليمية، نافيًا وجود أي تنسيق بين طهران وأربيل حول الهجمات الأخيرة بدليل سقوط ضحايا أبرياء.

وقال صبحي، في حديث إلى "العربي"، من أربيل، إن إقليم كردستان سبق ودعا طهران إلى تقديم دلائل وإثباتات حول وجود قواعد إسرائيلية في أربيل، لكنّها لم تفعل ذلك إلى الآن.

واعتبر أن المخاوف الإيرانية حول أمنها القومي يُمكن معالجتها بالطرق الدبلوماسية، وليس بقصف عنيف كما لو أن طهران تخوض حربًا مع الإقليم.

"خارجون عن إرادة الإقليم والدولة العراقية"

في المقابل، أكد أمير موسوي، الدبلوماسي الإيراني السابق، وجود تنسيق بين طهران وبغداد وبين طهران وأربيل في ما يتعلّق بالقصف.

وقال موسوي، في حديث إلى "العربي"، من طهران، إن إيران دافعت عن السيادة العراقية، والقضية ليست قضية قصف أراض، بل قضية معالجة وجود إرهابيين متمركزين في أراضي الإقليم لظروف دولية مفروضة على الإقليم إسرائيليًا وأميركيًا، خارج إرادة الإقليم والدولة العراقية.

وأضاف أن طهران كانت تأمل من البشمركة أن تساعد الحرس الثوري في تصفية هذه البؤر الإرهابية، كما ساعدت إيران البشمركة في إخراج "تنظيم الدولة" من أربيل.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close