مع تصاعد حوادث "التطرف الداخلي" إلى مستويات مرتفعة في الولايات المتحدة، يحذّر خبراء من أن اللغة التي يستعملها الساسة تسهم في انتشار خطاب معاد تغذيه إيديولوجيا عنصرية على أساس العرق أو الدين أو الجنس ما يشكل نواة لانزلاقات مستقبلية.
يتحدث غارنيل ويتميلد، ابن ضحية إطلاق نار في نيويورك، في جلسة استماع في اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ الأميركي عن والدته التي قضت في إطلاق نار في بافالون. وقد أدّت الواقعة إلى مقتل عشرة أميركيين من أصول إفريقية على يد متطرف أبيض.
ويطالب ويتميلد الكونغرس باتخاذ إجراءات لوقف مثل هذه الحوادث. وقال ويتميلد أمام الكونغرس: "أطلب من الجميع أن يتخيّل وجه والدته وأنت تنظر إلي وتسأل نفسك ألا يوجد ما يمكن عمله". وأضاف: "إذا لم يكن هناك شيء فمع الاحترام أنت يجب أن تترك سلطتك ونفوذك لآخرين".
العنصرية والكراهية
وكان الدافع وراء جريمة بافالو عنصريًا، وفق التحقيقات الأولية، كحال كثير من حوادث استهداف الأقليات في الولايات المتحدة.
ومن جهته، قال رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ ديك ديربان: "كان المتعصبون البيض مسؤولين، انتشر العنف العنصري الأبيض في أنحاء أميركا وهذا يثير تساؤلًا واضحًا لماذا يزداد سوءًا". وأضاف: "لا يمكن إنكار هذا الأمر، الكراهية لها قاعدة كبيرة".
نظرية "الاستبدال العظيم"
ويوجّه متطرفون بيض فوهات بنادقهم نحو صدور الأقليات من مجتمعهم الأميركي، يدفعهم بحسب مشاركين، إيمان بما يسمّى نظرية "الاستبدال العظيم" التي وخلال السنوات الماضية أصبحت شريحة من الأميركيين حاضنة لها.
ويعتبر مدير مشروع شيكاغو للأمن والتهديدات روبرت بابي أنه من المهم مقارنة ما يحدث الآن بعشرينيات القرن الماضي. ويقول: "الاختلاف اليوم هو الاستقطاب الكبير في البلاد ولدينا مأزق سياسي بطرق لم نشهدها من قبل وهو ما يجعل من شبه المستحيل لقادتنا الاتفاق بشأن تهديدات ديمقراطيتنا".
وقد ارتفعت الحوادث العنصرية في الولايات المتحدة بنسبة 32% عام 2020 عن العام الذي سبقه. فقد كان الأميركيون من أصول إفريقية أكبر فئة من ضحايا العنصرية والتحيّز بزيادة قدرها 49%.
فالأجواء السياسية والخطاب المتطرف يمينًا أو يسارًا والشعبوية ومحاولة الاستقطاب بتبني الخوف من الآخر كاستراتيجية؛ كلها عوامل ساهمت في زيادة العنف وحوادث استهداف الأقليات، وفق مراقبين.