الجمعة 17 مايو / مايو 2024

الكرملين يؤكد أن المنطقة ستبقى روسية.. القوات الأوكرانية تدخل خيرسون

الكرملين يؤكد أن المنطقة ستبقى روسية.. القوات الأوكرانية تدخل خيرسون

Changed

ناقشت "الأخيرة" دلالات الانسحاب الروسي من خيرسون بالنسبة لأوكرانيا (الصورة: غيتي)
بينما أشاد البيت الأبيض بـ"نصر استثنائي" لأوكرانيا بعد انسحاب القوات الروسية من خيرسون، أكد الكرملين أن المنطقة ستبقى "روسية".

دخل الجيش الأوكراني، الجمعة، مدينة خيرسون جنوب البلاد بعد انسحاب القوات الروسية، في انتكاسة قوية أخرى لموسكو بعد قرابة تسعة أشهر من بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي.

وأعلن الجيش الروسي انسحاب أكثر من 30 ألف جندي روسي من منطقة خيرسون، تاركين الضفة اليمنى لنهر دنيبرو للانتشار على ضفته اليسرى.

وبينما أشاد البيت الأبيض بـ"نصر استثنائي" لأوكرانيا، أكد الكرملين أن المنطقة ستبقى "روسية".

وهذا الانسحاب هو الثالث من حيث الحجم منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، إذ اضطرت القوات الروسية للتراجع في الربيع خلال محاولتها السيطرة على كييف في مواجهة مقاومة أوكرانية شرسة، قبل طردها من منطقة خاركيف (شمال شرق) بشكل شبه كامل في سبتمبر/ أيلول الماضي.

يوم تاريخي

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي على وسائل التواصل الاجتماعي دخول القوات الأوكرانية إلى خيرسون بـ"يوم تاريخي"، مضيفًا: "شعبنا. لنا. خيرسون"، إلى جانب رمز تعبيري لعلم أوكرانيا ومشاهد التقطها هواة من المدينة تُظهر القوات الأوكرانية تتجمّع مع سكان المدينة.

وأظهر أحد المقاطع التي نشرها زيلينسكي وقال إنه صُوّر من خيرسون، جنودًا أوكرانيين يقولون إنهم من "اللواء 28"، فيما سُمع حشد يهتف "في سي يو"، وهي اختصار للقوات المسلحة الأوكرانية.

كما غرّد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر قائلًا: "أوكرانيا تُسطّر نصرًا مهمًا آخر في الوقت الحالي، وتُثبت أنّ مهما تقول روسيا أو تفعل، أوكرانيا ستنتصر".

بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان اليوم السبت: "يبدو أنّ الأوكرانيين حقّقوا لتوهم انتصارًا استثنائيًا: العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها روسيا في هذه الحرب عادت الآن تحت العلم الأوكراني وهذا أمر رائع جدًا".

واعتبر سوليفان أنّ انسحاب القوات الروسية ستكون له "تداعيات إستراتيجية أوسع".

بدوره، رحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر بـ"عودة خيرسون إلى أوكرانياـ"، معتبرًا أنها "خطوة مهمة نحو الاستعادة الكاملة لحقوقها السيادية".

لا تغيير

من جهتها، أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى "سحب أكثر من 30 ألف جندي روسي، وحوالي خمسة آلاف وحدة تسليح ومركبة عسكريّة" من الضفة الغربية لنهر دنيبرو إلى الضفة اليسار.

في أوّل تعليق للرئاسة الروسية على انسحاب قواتها من خيرسون، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن منطقة خيرسون ستبقى "تابعة لروسيا الاتحادية"، مضيفًا: "لا يُمكن أن يكون هناك تغيير".

وأشار إلى أنّ الرئاسة الروسية "غير نادمة" على الاحتفال الكبير الذي أعلن خلاله بوتين في سبتمبر ضمّ أربع مناطق أوكرانية إلى روسيا وبينها خيرسون.

ونشرت وكالة الأنباء الحكومية "ريا نوفوستي" صورًا لمركبات عسكرية روسية تُغادر خيرسون، مشيرة إلى أنّها كانت تعبر جسر أنتونوفسكي الممتد فوق نهر دنيبرو.

وقال عدد من المراسلين الروس إنّه تم تدمير الجسر بعد ذلك، من دون توضيح ما إذا كان الجيش الروسي فجّره بالديناميت أم أنّه دُمّر نتيجة الضربات الأوكرانية.

وأبدت كييف حذرها بشأن الانسحاب الروسي من خيرسون، خشية أن يكون فخًا أو أن يُلغّم الجيش الروسي المنطقة ليُصعّب عودة القوات الأوكرانية.

وأوضح يفهين ميكيتينكو، مستشار وزير الخارجية الأوكراني، أن الانسحاب الروسي جاء نتيجة القتال الشرس للقوات الأوكرانية في المدينة، لكنّه، في الوقت نفسه، أشار إلى أن معظم القوات الروسية (حوالي 10 آلاف جندي روسي) لا تزال في المدينة.

وقال ميكيتينكو، في حديث إلى "العربي"، من كييف، إن هذا الانسحاب يُمكن أن يفتح الباب أمام المفاوضات لكن بشروط: سيادة جميع الأراضي الأوكرانية، واحترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ودفع تعويضات للخسائر التي لحقت بأوكرانيا، ومعاقبة المجرمين المسؤولين عن هذه الحرب، وضمانات لأوكرانيا بعدم تكرار أي عدوان جديد.

ومع اقتراب موعد قمة مجموعة العشرين المقرّرة الأسبوع المقبل في إندونيسيا والتي أعلن الكرملين أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يُشارك فيها، تسعى الرئاسة الفرنسية إلى إمكانية إجراء حوار.

وقال أحد مستشاري الرئيس إيمانويل ماكرون: "هناك مساحة واضحة جدًا في مجموعة العشرين لحمل رسالة سلام، ومطالبة روسيا بالدخول في منطق وقف التصعيد. الغالبية العظمى داخل مجموعة العشرين تعتبر أنّ هذه الحرب ضخمة ولا يمكن تحمّلها بالنسبة إلى بقيّة العالم".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close