تتصاعد حدّة العنف في أفغانستان وتتزايد العمليات العسكرية، رغم استمرار المسار السياسيّ مع استئناف المحادثات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة في قطر محمد نعيم: إنّ اجتماعًا عُقِد بين أعضاء فريق التفاوض ركّز على تسريع المحادثات بين الأفغان والقضايا المتعلقة بالسياسة.
ويأتي اجتماع الدوحة بعد زيارة قام بها المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد إلى كابل، التقى فيها الرئيس أشرف غني ورئيس لجنة المصالحة عبد الله عبد الله وقادة أحزاب وسياسيّين.
تقدّم لطالبان وانسحاب أميركي
في غضون ذلك، أفاد مراسل "العربي" في أفغانستان أنّ حركة طالبان تبنّت إسقاط طائرة مروحية قرب كابل؛ وهو ما أسفر عن مقتل ثلاثة من رجال الأمن.
واتهمت الحكومة الأفغانية الحركة كذلك باستهداف منظمة غير حكومية تُعنى بنزع الألغام؛ إذ أسفر هذا الهجوم عن مقتل أكثر من 10 أشخاص، وهو ما نفته الحركة.
وكانت حركة طالبان أعلنت سيطرتها على مناطق عديدة، وذلك بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية وحلفائها في الناتو من البلاد، وهي عملية يُتوقَّع أن تنتهي بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل.
المحادثات لم تتوقف
ويؤكد المتحدث باسم حركة طالبان محمد نعيم أنّ المحادثات جارية منذ زمن ولم تتوقف، مشيرًا إلى أنّ وفد حركة طالبان موجود في الدوحة منذ عيد الفطر.
ويشير نعيم، في حديث إلى "العربي"، من الدوحة، إلى أنّه تمّ خلال الاجتماعات التي عقدت في اليومين الماضيين، نقاش آليات تسريع عملية السلام وكيفية تحفيزها والمضيّ قدمًا.
ويؤكد المتحدث باسم طالبان انفتاح الحركة على حلّ المشاكل من خلال المفاوضات، مشيرًا إلى أنّ الطرف الآخر هو الذي لم يلتزم بما سبق أن تعهّد به. ويشدّد على أنّ عملية السلام لا يمكن أن تمضي قدمًا من طرف واحد.
طالبان "لم تبدأ الحرب"
ويقلّل نعيم من شأن الاتهامات التي توجّهها الحكومة الأفغانية لحركة طالبان بالوقوف خلف كلّ أعمال العنف التي تجري في أفغانستان. إلا أنه يضيف: "نحن لم نبدأ الحرب وإنما فُرِضت علينا وعلى شعبنا، وهذا واضح للجميع".
ويشير إلى أنّ "القوات الأجنبية جاءت إلى بلادنا واحتلّت وصنعت إدارة وقفت مع القوات الأجنبية حتى اليوم"، ويسأل: "إذا كانت المروحيات تقصف المدنيين ومواقع المجاهدين وتقتل المدنيين، هل نفرش لها الطريق بالورود؟".