أكدت الأمم المتحدة في تقرير لها، أن أكثر من نصف مليون شخص يتضورون جوعًا في قطاع غزة، حيث يواجه سكان القطاع الذي يتعرض منذ ثلاثة أشهر لعدوان إسرائيلي متواصل انعدامًا حادًا بالأمن الغذائي.
وباتت مهمة العثور على المياه والغذاء في قطاع غزة، مهمة شاقة في ظل شح المساعدات الغذائية وارتفاع الأسعار التي زادت عن الضعفين.
جوع في العراء
وتمضي أربعة من بين كل خمس عائلات في جنوب القطاع يومًا وليلة كاملة دون طعام، بحسب ما صرحت به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وقالت لاجئة فلسطينية في مخيمات النازحين هناك، لمراسل "العربي": "أريد أن أطعم أبنائي، لقد كان والدهم يؤمن لهم الطعام، واستشهد، وبعده متنا من الجوع والفقر".
ومع دخول فصل الشتاء، زادت معاناة السكان الذين يعانون من البرد القارس، إذ ينامون في العراء، ويفتقرون إلى الوقود اللازم لتدفئة الخيم التي تؤويهم وحتى الأخشاب التي كانوا يجمعونها من المباني المدمرة نفدت هي الأخرى، وأصبح النازحون الفلسطينيون يعتمدون على قطع القماش والبلاستيك لإشعال النيران بغرض التدفئة.
والد لطفل حديث الولادة في مخيمات النزوح، قال لمراسل "العربي": "كما ترى، ابني عمره 5 أيام، ويقبع مع والدته تحت المطر، لا أحد يرأف بنا، أو يؤمن لنا شادرًا نحتمي به من الأمطار".
التكافل الاجتماعي
وكان للتكافل الاجتماعي خلال الحرب، دورًا مهمًا في منع انهيار الأوضاع بشكل تام، وسد إلى حد ما فراغ أحدثه غياب المؤسسات الدولية، وفق ما أكده المراقبون.
وروى مسؤول في إحدى المبادرات الاجتماعية لمراسل "العربي"، كيف أطلقوا مبادرة "تكية"، وهي مبادرة قال عنها المسؤول إنها ليست مقتصرة على أبناء المنطقة حيث يتواجدون، بل هي في صدد التطور، حيث تم تأمين صحون ومعالق بلاستيكية للمارين أيضًا.
ورغم مساعدات الناس لبعضها البعض إلا أن الوضع الإنساني سيتدهور يومًا بعد يوم في حال استمرار شح دخول المساعدات إلى القطاع.
وفي هذا الصدد، شددت وكالة "الأونروا" من جديد على مطلبها بضرورة إدخال 500 شاحنة يوميًا، بشكل عاجل ودفع المزيد من الجهود لوقف الحرب في المقام الأول.
زحف المجاعة
ووفقًا لتقرير الأمم المتحدة، تؤكد الأوضاع الصعبة التي تعكسها الأرقام في قطاع غزة أنّ 2.2 مليون شخص في غزة باتوا تحت تهديد شبح المجاعة، وأنّ أكثر من مليوني شخص وصلوا إلى المرحلة الثالثة من انعدام الأمن الغذائي، وأنّ أكثر من 900 ألف شخص آخرين في المرحلة الرابعة التي تعتبر مرحلة الطوارئ في مؤشر الأمن الغذائي للأفراد.
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع، أشرف القدرة، قد أكد في مؤتمر صحافي، أن "الظروف الصحية والإنسانية لأكثر من 1.9 مليون نازح كارثية وقاهرة".
ولفت إلى أن النازحين في القطاع "يتعرضون لمخاطر المجاعة وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية نتيجة انعدام المأوى المناسب والماء والطعام والدواء في الأماكن التي نزحوا إليها".