الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

المرتزقة موجودون.. مقاتل روسي سابق يكشف خفايا "فاغنر"

المرتزقة موجودون.. مقاتل روسي سابق يكشف خفايا "فاغنر"

Changed

تقرير تعريفي عن مجموعة "فاغنر" الروسية وعلاقاتها مع الرئيس بوتين (الصورة: الغارديان)
بدا غابيدولين بدا مضطربًا نوعًا ما وعيناه الزرقاوان الثاقبتان تندفعان حول المقهى الفارغ. وقال إنه قلق بشأن عواقب نشر كتابه.

في أول تقرير منشور عن القتال من أجل جيش المرتزقة الروسية السرية "فاغنر"، شرح مارات غابيدولين، وهو مقاتل سابق في المجموعة شارك في المعارك بسوريا بعد بضعة سنوات من اندلاع الثورة عام 2011، مذكراته الشخصية حول "القتال من أجل فاغنر".

وقال غابيدولين، وهو يُمسك بمذكّراته التي انتهى من كتابتها مؤخرًا، لصحيفة "الغارديان" البريطانية: "لقد كتبت هذا لأنني أدركت أن الوقت قد حان لبلدنا لمواجهة الحقيقة: المرتزقة موجودون".

ويبلغ المقاتل السابق من العمر 55 عامًا، تغطي وجهه وذراعيه الندوب. ويُصرّ على أنه "في روسيا يفضّل عدم الحديث عن المرتزقة الخاصّة بنا، لأن الأمر لا يتناسب مع الرواية الرسمية".

وانضمّ غابيدولين، وهو جندي روسي قديم في القوات الجوية، إلى "فاغنر" بعد سنة من تأسيسها، والتي كانت في ذلك الوقت مجموعة مرتزقة غير معروفة، وسرعان ما تمّ نشرها للقتال في سوريا إلى جانب الجيش الروسي الداعم للنظام السوري، وسرعان ما ترقّى لقيادة إحدى وحدات "فاغنر" الخمس هناك.

من هي فاغنر؟

عام 2014، أسّس المجموعة ديمتري أوتكين، الذي كان في السابق عضوًا في القوات الخاصة الروسية، وهو يخضع حاليًا لعقوبات أميركية لمساعدة الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا.

وتأسّست "فاغنر" عام 2014 لدعم الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، ويُزعم أن تمويلها يأتي من قبل يفغيني بريغوزين، رجل الأعمال القوي المرتبط بشكل وثيق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويكتنف الغموض الشركة من تأسيسها عام 2014، فعلى الورق، الشركة غير موجودة، مع عدم العثور على تسجيل الشركة أو الإقرارات الضريبية أو الهيكل التنظيمي.

وتجادل الحكومات والأكاديميون الغربيون بأن "فاغنر" هي أداة غير رسمية للسياسة الخارجية للكرملين، ويتّم نشرها حيث تريد روسيا لتوسيع نفوذها أو إحداث اضطرابات. ونفى بريغوزين وموسكو أي علاقة بـ "فاغنر".

ولم يُحاول غابيدولين إنكار وجود "فاغنر" أو دورها النشط في المصالح الأمنية الروسية. ولكنه قال إن أحد دوافعه الرئيسية وراء تأليف الكتاب هو "إخراج المرتزقة من الظلّ، وتسليط الضوء على الفوائد المحتملة لأهداف السياسة الخارجية لروسيا".

وأضاف: "مجموعات المرتزقة لا يُمكن الخجل منها، هي موجودة في كل مكان، ولديها مهارات متخصّصة يفتقر إليها الجيش العادي".

المشاركة في سوريا 

وتحدّث غابيدولين عن الأحداث التي يزعم أنه شهدها في سوريا، مشددًا على أن "إنجازات الجيش الروسي في سوريا كانت إلى حد كبير بسبب تضحيات المرتزقة، ولكن هذه الحقيقة تتجاهلها المؤسسة العسكرية تمامًا".

ويصف في مذكراته بعض المعارك الكبرى التي خاضها المرتزقة، بما في ذلك عمليتين لتحرير مدينة تدمر القديمة.

ويُعتقد أن العشرات من جنود "فاغنر" قاتلوا وقتلوا في سوريا منذ بدء الصراع في عام 2011.

وتصف المذكرات أيضًا الحياة اليومية للمرتزقة، بما في ذلك النهب العرضي وأخطاء قادته.

وأشار غابيدولين إلى أنه شارك في معركة خشام عام 2018، حيث قُتل مئات من المرتزقة الروس بعد غارات جوية أميركية ضد القوات الموالية للنظام، فيما يُعتقد أنه أعنف اشتباك بين روسيا والولايات المتحدة منذ الحرب الباردة.

وقال: "ما كان يجب أن نكون هناك أبدًا، قيادتنا أخطأت (..) الأميركيون يعرفون بالضبط أين كنا".

نفوذ متنامي

وبعد سوريا، ازدادت شهرة "فاغنر" إثر التقارير عن العمليات في جمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا، الدول الغنية بالموارد والتي تمتلك فيها روسيا مصالح استراتيجية.

كما أدى النفوذ المتنامي للجماعة إلى انقسام دولة مالي وشركائها الأوروبيين بعد أن نشرت الدولة الواقعة في غرب إفريقيا مقاتلي "فاغنر" في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ومع تصاعد التوترات بشأن أوكرانيا في الأشهر الأخيرة، ذكرت وكالة رويترز أنه تمّ إرسال مرتزقة روس لم تسمهم إلى شرق أوكرانيا الذي يسيطر عليه الانفصاليون.

والأسبوع الماضي، زعمت صحيفة "ديلي بيست"، ومقرها الولايات المتحدة، أن جنود فاغنر يتم نقلهم من إفريقيا وربما باتجاه أوكرانيا.

وخلال المقابلة، ذكرت الصحيفة أن غابيدولين بدا مضطربًا نوعًا ما، وعيناه الزرقاوان الثاقبتان تندفعان حول المقهى الفارغ. وقال إنه قلق بشأن عواقب نشر كتابه، وكان حريصًا على تجنّب ذكر رئيسه السابق المزعوم بريغوزين.

وأراد نشر المذكرات عام 2020، لكنه سرعان ما سحب كتابه بعد ضغوط من "أشخاص معينين". لكنه هذه المرة، قرّر عدم التراجع ووجد ناشرًا "شجاعًا" في مدينة إيكاترينبرغ. كما تخطط دار النشر "ميشيل لافون"، ومقرها باريس، لتوزيع نسخة فرنسية.

وأضاف: "قلت لنفسي كفى، لقد حان الوقت للخروج من الظل. لن امتنع عن النشر مرة أخرى، لأن الأمر لا يتعلّق بي فقط".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close