المرزوقي لـ"العربي": سعيّد لا يتمتع بالشرعية ويسعى للعودة إلى الحكم الفردي
أكد الرئيس التونسي الأسبق محمد المنصف المرزوقي أن الرئيس الحالي قيس سعيّد "لا يتمتع بالشرعية" لحل البرلمان، مطالبًا النواب بتجاهل قراراته ومواصلة العمل، والشعب بالعودة إلى "المقاومة المدنية".
وقال المرزوقي، في حديث مع "العربي" اليوم الخميس، إن سعيّد "يتقدم منذ 8 أشهر خطوة بعد خطوة في انقلابه"، في إشارة إلى إجراءات الرئيس الاستثنائية التي بدأ باتخاذها في 25 يوليو/ تموز الماضي، وشملت تجميد البرلمان والتفرد بالسلطة التنفيذية.
واعتبر الرئيس الأسبق، الذي يتعرض لملاحقة قضائية في تونس إثر انتقاده لإجراءات سعيّد أن "الأمور واضحة، هذا الرجل جاء بمشروع انقلابي"، وقال إن هذا المشروع يشمل "استعادة السلطة وتدمير كل المؤسسات التي بنتها الثورة من الدستور والمؤسسات المستقلة والبرلمان والعودة إلى الحكم الفردي الذي عانينا منها لأكثر من 50 سنة".
لكن المرزوقي عبّر عن اعتقاده بأن الشعب التونسي والمؤسسات التونسية "ستقف ضد الانقلاب".
"جدار قوي" يستند إليه سعيّد
وقال المرزوقي لـ"العربي" إن "سعيّد استند في سلوكه إلى جدار قوي، وهو الأخطاء التي ارتكبتها الأحزاب والبرلمان الذي لم يكن يحظى بشعبية، لكن سعيّد استغل الفرصة ليفرغ الديمقراطية من مضمونها".
ورأى أن قوى إقليمية راهنت عليه "لتنفيذ المهمة القذرة المتمثلة بالقضاء على الإسلام السياسي".
لكن الشعب التونسي "فهم أن لا مجال لعودة الاستثمار الداخلي والخارجي إلا بعودة الاستقرار السياسي"، وفقًا للرئيس الأسبق، الذي شدد على أن سعيّد "هو عنوان اللا استقرار السياسي".
يفاقم أزمة التونسيين
وفيما وصف المرزوقي سعيّد بأنه "غير سوي وغير قادر على قيادة الدولة ويفاقم أزمة التونسيين"، اعتبر أنه "إذا كان القمع لم يصل حتى الآن إلى الدرجة التي يريدها سعيّد فهذا ربما بفضل العقلاء في الجيش والأمن"، لكنه استدرك بأن "صبرهم لن يطول كثيرًا".
وتعليقًا على اجتماع البرلمان الافتراضي الذي أثار غضب سعيّد، شدد المرزوقي على أن المسألة في الوقت الحاضر هي "هل نقاوم أم لا نقاوم؟" داعيًا "كل التونسيين إلى المقاومة"، وقال: "يجب العودة إلى المقاومة المدنية السلمية التي أطاحت بالديكتاتور السابق، هذا ديكتاتور آخر يجب الإطاحة به".
وأكد أن البرلمانيين أمام فرصة لتجاوز الصورة السلبية التي أعطوها للشعب عن أنفسهم، وقال موجهًا كلامه لهم: "فليجتمعوا بكل الوسائل الممكنة التي تتيحها التكنولوجيا وليواصلوا عملهم وليتجاهلوا هذا الشخص"، في إشارة إلى سعيّد.
وأعلن قيس سعيّد الأربعاء حل البرلمان بعد الجلسة الافتراضية العامة التي نجح البرلمان التونسي بعقدها في اليوم نفسه، وأقر خلالها قانونًا يلغي الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها سعيّد العام الماضي.
وقال المرزوقي: "مرة أخرى هذا الشخص ليس لديه أدنى شرعية لحل البرلمان".