Skip to main content

الهجوم الروسي على أوكرانيا.. هل يرسم الغاز حدود الموقف الألماني؟

الجمعة 25 فبراير 2022

أعلنت ألمانيا، على لسان وزيرة داخليتها نانسي فيزر، عن جهوزيتها الكاملة لاستقبال لاجئين من أوكرانيا، التي تتعرض لهجوم عسكري من قبل روسيا.

وأفاد مراسل "العربي" من برلين، أن ألمانيا كانت قد ساهمت بحوالي ملياري يورو خلال الأعوام الماضية لدعم التنمية الاقتصادية في أوكرانيا.

ولفت إلى أن وزيرة الدفاع الألمانية كريستينا لامبريشت تحدثت بدورها عن استعداد بلادها لإرسال 150 جنديًا على شكل سرية مشاة، وبعض المركبات البوكسر للانضمام إلى قوة فرنسية تابعة لحلف الناتو في رومانيا.

وأضاف أن برلين تدرس أيضًا إمكانية إرسال قواعد صواريخ باتريوت المضادة إلى مناطق البلطيق، في إطار دعم وتعزيز قوات حلف الناتو.

مسعى دبلوماسي وعقوبات

وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قد زار موسكو في 15 فبراير/ شباط الجاري، والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد زيارة إلى كييف التقى خلالها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في إطار حملة من الجهود الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة.

وأعلن شولتس هذا الأسبوع تعليق إجراءات منح التراخيص لبدء العمل بخط أنابيب "نورد ستريم 2" لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا، في إطار حزمة من العقوبات الغربية ضد موسكو على خلفية الأزمة مع كييف.

وعقب بدء الهجوم واسع النطاق على أوكرانيا، اعتبر شولتس أن العملية العسكرية الروسية "انتهاك فاضخ" للقانون الدولي.

وبينما لقي الهجوم إدانة دولية، وخرجت احتجاجات في العديد من البلدان، تجمع متظاهرون خارج مبنى المستشارية في برلين تنديدًا بالهجوم.

إضافة إلى ذلك، تنخرط ألمانيا بالاجتماعات الأوروبية التي تتدارس إجراءات الرد على التحرك الروسي. 

غير أن متحدث باسم الحكومة الألمانية أكد أن من الصعب فنيًا الإعداد لخطوة عزل روسيا عن نظام سويفت للمدفوعات الدولية بين البنوك، مشيرًا إلى أن ذلك سيؤثر بشكل كبير على المعاملات التجارية بالنسبة لألمانيا والشركات الألمانية في روسيا.

كما كشف أن عددًا من الدول اعترضت على فرض أي عقوبات متعلقة بتسليم النفط والغاز على روسيا.

ويُعد نظام سويفت شبكة دولية تستخدمها كل المؤسسات المالية في أنحاء العالم تقريبًا في تحويل مبالغ مالية فيما بينها، وهي حجر الزاوية في نظام المدفوعات الدولية.

وتعتمد ألمانيا بشكل خاص على روسيا في قطاع الغاز، وقد يسبّب استبعاد موسكو عن نظام سويفت تداعيات كبيرة على إمدادات برلين.

ولفت بوتين في تصريحات منتصف فبراير/ شباط الجاري لدى استقباله شولتس، إلى أن روسيا تزوّد ألمانيا بنحو ثلث حاجتها من مصادر الطاقة والغاز.

إلا أن وزير الاقتصاد والمناخ الألماني روبرت هافيك صرّح قبل أيام بأن ألمانيا قادرة على الاستغناء عن الغاز الروسي.

"نقطة تحول عميقة"

إلى ذلك، دانت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، التي واجهت سياساتها حيال موسكو انتقادات في بلادها، الهجوم الروسي على أوكرانيا، معتبرة أنه "نقطة تحول عميقة" في أوروبا خلال حقبة ما بعد نهاية الحرب الباردة.

وقبل أن تغادر الحكم في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أمضت ميركل 16 عامًا على رأس المستشارية في أقوى اقتصادات أوروبا، وأبقت خلالها على علاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع روسيا برئاسة بوتين، على رغم تعدد المسائل الخلافية بين البلدين.

وأكدت ميركل الجمعة أنها تتابع "الاعتداء على وحدة الأراضي والسيادة" الأوكرانية "بقلق عميق وتعاطف".

ورأت في بيان أن "حرب العدوان الروسي تشكل نقطة تحوّل عميقة في التاريخ الأوروبي بعد نهاية الحرب الباردة"، معتبرة أنه "لا يوجد أي مبرر" لهذا "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي"، معبرة عن "الإدانة له بأشد العبارات".

وأبدت ميركل "تضامنها" مع الحكومة والشعب الأوكرانيين، و"الدعم الكامل" لإدارة سلفها أولاف شولتس لتعامل ألمانيا مع الأزمة الراهنة، والجهود المبذولة مع الشركاء الغربيين من أجل "وقف الرئيس بوتين في أسرع ما يمكن".

وخلال الآونة الأخيرة، وتزامنًا مع تصاعد حدة الأزمة بشأن أوكرانيا وصولًا إلى الغزو الروسي لأراضيها، وجّه كثيرون في ألمانيا انتقادات للسياسة التي اعتمدتها ميركل حيال موسكو، معتبرين أنها كانت "ساذجة"، ولا سيما لإبقائها على علاقات دبلوماسية واقتصادية وثيقة.

ولطالما ساندت ميركل مشروع "نورد ستريم2" المضاف إلى خط أنابيب الغاز "نورد ستريم"، الذي بدأ العمل به في 2011، باعتباره محوريًا في إستراتيجية الطاقة الألمانية، خصوصًا في ظل سعي برلين إلى تقليل الاعتماد على الطاقة النووية وتلك المستخرجة من الفحم الحجري، والعمل تدريجيًا على تعزيز مصادرها من الطاقة المتجددة.

وخلفت ميركل في المستشارية غيرهارد شرويدر، الذي تعاون في مرحلة ما بعد مغادرته الحكم عام 2005، مع شركات روسية كبرى في مجال الطاقة.

وفي الآونة الأخيرة، وجد شرويدر (77 عامًا) نفسه محط انتقادات لاذعة على خلفية ترشحه لشغل مقعد في مجلس إدارة مجموعة "غازبروم" الروسية للطاقة، علمًا بأنه يشغل أيضًا مقعدًا في مجلس إدارة خط أنابيب "نورد ستريم".

واعتبر شرودر الخميس أن الغزو الروسي لأوكرانيا غير مبرّر، لكنه دعا إلى الحفاظ على "الروابط السياسية، الاقتصادية، والمدنية" مع موسكو.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة