Skip to main content

الهجوم دخل أسبوعه الثاني.. أوكرانيا تدعو لمحاسبة الروس على "جرائم حرب"

الجمعة 4 مارس 2022

يوم آخر في عمر الهجوم الذي تنفّذه روسيا على أوكرانيا، انطلق معه أسبوع مفتوح على كل الاحتمالات. في الميدان الذي تزداد حدة معاركه، وكذلك على مستوى التصريحات والتصريحات المضادة، والعقوبات، ومساعي وقف الحرب.

وكان اليوم الخميس قد شهد جولة ثانية من المفاوضات بين الجانبَين الروسي والأوكراني عند الحدود بين بولندا وبيلاروسيا. وكشف عضو في فريق تفاوض كييف، أن الأوكرانيين لم يحصلوا خلال الجولة على النتائج التي كانوا يعوّلون عليها.

وبينما أُفيد عن توصل الطرفين إلى تفاهم بشأن إقامة ممرات إنسانية مشتركة لإجلاء المدنيين، فإنهما اتفقا على عقد جولة ثالثة مطلع الأسبوع المقبل. 

"خطر الموت المحدق"

وفيما تستمر المعارك على أكثر من جبهة، أعلنت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، أن عشرات الملايين في أوكرانيا يواجهون "خطر الموت المحدق" مع تصاعد العمليات العسكرية بقصف مدن كبرى وتقارير عن إصابة أهداف مدنية بأسلحة عنقودية.

كما أكدت أمينة جباروف النائبة الأولى لوزير الخارجية الأوكراني، أن القوات الروسية ترتكب أفعالًا ترقى إلى جرائم حرب في بلادها، ودعت إلى محاسبة المسؤولين عنها.

وأعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي على تويتر، أن مليون شخص فروا من أوكرانيا في غضون أسبوع بعد هجوم روسيا على البلاد.

وأضاف: "بالنسبة لملايين آخرين داخل أوكرانيا، حان الوقت لأن تصمت المدافع حتى يمكن تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة".

التطورات الميدانية

وتتركز المواجهات الحربية في الجبهة الشمالية والشمالية الغربية من كييف، وهي الجغرافيا المتصلة ببيلاروسيا المجاورة.

ووقعت اشتباكات ميدانية في إيفانكيف في محيط العاصمة، وقالت وزارة الدفاع إنها أسقطت طائرة سوخوي روسية في إربين.

وفي ما يخصّ كييف، فقد نقلت وكالة "إنترفاكس" عن وزارة الدفاع أن القوات الروسية قصفت مركزًا للإذاعة والتلفزيون في المدينة.

ومع تواتر الأنباء عن تقدم للأرتال العسكرية الروسية صوبها، لم تهدأ صفارات الإنذار طيلة اليوم.

غير أن وزارة الدفاع البريطانية اعتبرت في تقرير، أن القسم الأكبر من الرتل الروسي الزاحف نحو العاصمة لا يزال على بعد أكثر من 30 كيلومترًا من وسط المدينة، بعدما عرقلته المقاومة الأوكرانية الشرسة والأعطال الميكانيكية.

إلى ذلك، تعرّضت مدينة خاركيف للقصف طوال ليل الأربعاء، في حين أكّد مسؤولون أوكرانيون أن الجيش الروسي سيطر على خيرسون، المدينة الكبيرة في جنوب البلاد.

واتهم الجانب الأوكراني الجيش الروسي باستهداف منطقة سكنية في تشيرنيغيف، على الطريق المؤدية الى كييف، ما أسفر وفق آخر حصيلة عن 33 قتيلًا.

وأفاد مسؤولان أوكرانيان أن القوات الروسية تكثّف جهودها للسيطرة على محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوبي شرق البلاد.

بوتين: العملية تتم وفق الخطة

في غضون ذلك، جدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القول إنّ "العملية العسكرية الخاصة تتم تمامًا وفق الجدول الزمني والخطة" الموضوعة، مشيدًا بالجنود الروس و"معركتهم ضد نازيين جدد" و"مرتزقة أجانب"، يستخدمون برأيه المدنيين "دروعًا بشرية" في أوكرانيا.

وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعرب بوتين عن عزمه على مواصلة هجومه "بدون هوادة" ضد "القوميين" في أوكرانيا، وفق الكرملين.

وخلال هذا الاتصال، أعرب بوتين أيضًا عن "عدم موافقته" على خطاب بشأن أوكرانيا ألقاه ماكرون في اليوم السابق، وهدد بأنه قد يوسّع قائمة مطالبه الطويلة أصلًا من كييف خلال المحادثات، وفقًا للمصدر نفسه.

ومن الجانب الفرنسي، أفاد الإليزيه أن ماكرون يعتقد أن "الأسوأ لم يأتِ بعد" في أوكرانيا بعد محادثاته الهاتفية مع نظيره الروسي، وأن الهدف من الهجوم على أوكرانيا هو "السيطرة" على كل البلاد بحسب الإليزيه.

من جهته، تحدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، نظيره الروسي مطالبًا بالتواصل معه. 

وقال في كييف: "علي أن أتحدث إلى بوتين، لأنه السبيل الوحيد لوقف هذه الحرب".

بموازاة ذلك، دعا زيلينسكي الغربيين إلى زيادة مساعداتهم العسكرية، مؤكدًا أنه في حال هزمت روسيا أوكرانيا، ستستهدف موسكو بقية دول أوروبا الشرقية بدءًا من دول البلطيق وصولًا "إلى جدار برلين".

كرة ثلج العقوبات

إضافة إلى ذلك، تكبر كرة ثلج العقوبات التي يتم فرضها على روسيا منذ بدئها الهجوم على أوكرانيا.

وأعلن البيت الأبيض اليوم الخميس فرض عقوبات جديدة تستهدف النخبة الحاكمة وشركاتهم، وكذلك المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين. 

وأضاف أن الولايات المتحدة ستفرض أيضًا قيودًا على تأشيرات دخول 19 من النخبة الحاكمة الروسية وأسرهم وشركائهم.

وأعلنت اللجنة البارالمبية الدولية، أنها قررت منع رياضيي روسيا وبيلاروسيا من المشاركة في الألعاب البارالمبية الشتوية في بكين.

وفي سياق متصل، كشفت الشركة المشغلة للأقمار الاصطناعية "وان ويب"، أنها علّقت كل عمليات الإطلاق من قاعدة بايكونور الروسية في كازاخستان.

وأكدت وكالة الطاقة الدولية أن أوروبا يمكنها أن تقلّل استيراد الغاز الروسي بأكثر من الثلث خلال عام، وأشارت إلى خطة من عشر نقاط لتقليل اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي.

‬وفي المواقف، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن التكلفة البشرية للحرب غير المبرّرة والمجّانية التي يشنّها الكرملين مروّعة، متحدثًا عن "مئات إن لم يكن آلاف المدنيين قتلوا وجرحوا".

وأضاف: أنّ "عدد القتلى والجرحى المدنيين والعواقب الإنسانية لن تنفكّ تزداد سوءًا في الأيام المقبلة".

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان للقناة الثانية في التلفزيون الفرنسي، أن باريس ستقترح قرارًا على مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار في الحرب الدائرة في أوكرانيا.

بالمقابل، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "لكل دولة الحق باختيار تحالفاتها، لكن ليس على حساب أمن الدول الأخرى".

واعتبر أن "الحرب العالمية الثالثة ستكون نووية فقط، ونحن لن ننصاع لأي استفزازات"، مشيرًا إلى أن "الحرب النووية في عقل الغرب فقط وروسيا لن تبدأ الحرب".

وأعلن ‬الاتحاد الروسي لكرة القدم أنه سيطعن أمام محكمة التحكيم الرياضية على قرار الاتحادين الدولي "الفيفا" والأوروبي "اليويفا" بحرمان المنتخبات الوطنية الروسية من المنافسة في البطولات الدولية بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة