أعلنت الولايات المتحدة أن مبعوثها الخاص للقرن الإفريقي مايك هامر التقى مسؤولين مصريين رفيعين لدفع الجهود الدبلوماسية لتسوية ملف سد "النهضة" الإثيوبي.
ويقوم هامر بجولة إلى المنطقة تشمل أيضًا الإمارات وإثيوبيا تستمر حتى 1 أغسطس/ آب المقبل، بغرض تقديم حل دبلوماسي للمسائل ذات الصلة بسد "النهضة".
التقى المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الأفريقي مايك هامر بمسؤولين بالحكومة المصرية اليوم لمناقشة الأمن المائي لمصر وقضية سد النهضة والقضايا الإقليمية الأخرى ذات الاهتمام المشترك. إن حوارنا المتواصل يعزز شراكتنا المستمرة مع مصر.@MikeHammerUSA @StateDept_NEA @AsstSecStateAF pic.twitter.com/994q5M7Ri4
— U.S. Embassy Cairo (@USEmbassyCairo) July 26, 2022
وذكرت السفارة الأميركية أن هامر "التقى مسؤولين مصريين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية ومجلس النواب، لدفع الجهود الدبلوماسية لتسوية بشأن سد النهضة".
وناقش المبعوث الأميركي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري كريم درويش قضية سد النهضة والتحديات الإقليمية في الشرق الأوسط وإفريقيا، بالإضافة إلى الشراكة الإستراتيجية القوية بين مصر والولايات المتحدة، حسب بيان السفارة.
ونقلت السفارة عن هامر قوله: "جئت إلى مصر بأول رحلة رسمية لي للمنطقة، لأستمع إلى آراء شركائنا المصريين بشأن القضية الهامة المتعلقة بسد النهضة، ولفهم احتياجات مصر المائية بشكل أفضل".
وأضاف: "نشارك بنشاط في دعم طريق دبلوماسي للمضي قدمًا تحت رعاية الاتحاد الإفريقي للتوصل لاتفاق يوفر الاحتياجات طويلة الأجل لكل مواطن على امتداد نهر النيل".
والإثنين، حذّر السيسي من خطورة "السياسات الأحادية" التي تمارسها أديس أبابا في ملف سد النهضة، مشددًا على أهمية الالتزام بالتعاون والتشاور المسبق بين الدول المشاطئة لنهر النيل.
وفي سياق منفصل، أعلنت السفارة تسلم الرئيس المصري دعوة من البيت الأبيض لحضور قمة القادة الأمريكية الإفريقية التي ستنعقد في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وتمثل قضية سد النهضة أهمية بالغة للقاهرة وواشنطن على حد سواء، وهو ما بات واضحًا خصوصًا مع الاهتمام الأميركي بهذا الملف منذ تولي بايدن مهامه في البيت الأبيض.
"أزمة سد النهضة"
وفي حديث سابق مع "العربي"، ذكّر أستاذ العلوم السياسية في جامعة "جورج تاون" عاطف عبد الجواد بتعهد الرئيس الأميركي خلال قمة جدة لنظيره المصري ببذل جهود جديدة لمحاولة التوصل إلى حل دبلوماسي يرضي كل الأطراف، لافتًا إلى أن بايدن أيد حق مصر في ما يسمى بالأمن المائي.
وشدد عبد الجواد على أن جولة المبعوث الأميركي لا تقتصر فقط على أزمة سد النهضة، بل إن هناك 3 قضايا إضافية يبحثها خلال جولته، وهي محادثات دبلوماسية لتحقيق السلام بشأن النزاع مع تيغراي في إثيوبيا، ومسار ومصير المساعدات الإنسانية التي تقدمها بلاده والأمم المتحدة في الصومال وإثيوبيا وتيغراي.
وكانت إثيوبيا قد قررت منفردة ملء بحيرة سد النهضة في يوليو/ تموز 2020، وتنفيذ الملء الثاني في الشهر نفسه من عام 2021، فيما تباينت ردود السلطات المصرية بين الإعلان أن مياه النيل خط أحمر وبين عدم اتخاذ خطوات عملية لوقف انفراد إثيوبيا بالقرار.
وتزامنًا مع تجمّد المفاوضات الثلاثية بخصوص السد منذ نحو عام، تخشى القاهرة من أن تؤثر إجراءات أديس أبابا على حصتها السنوية من مياه النيل (55 مليار متر مكعب) مطالبة بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بين الدول الثلاث حول قواعد ملء وتشغيل السد.
في المقابل، تقول إثيوبيا إن السد سيحقق لها فوائد عديدة، ولا سيما في إنتاج الطاقة الكهربائية، ولن يُضر بدولتي المصب، معربةً عن إصرارها على المضي في الملء الثالث.