الجمعة 3 مايو / مايو 2024

انتخابات ليبيا بين التأكيد والتأجيل.. ما دلالات عودة ستيفاني وليامز؟

انتخابات ليبيا بين التأكيد والتأجيل.. ما دلالات عودة ستيفاني وليامز؟

Changed

يطالب نواب ليبيون بتأجيل الموعد الانتخابي فيما يريد آخرون من المفوضية العليا للانتخابات تحمّل مسؤولياتها والمضي بإجراء الانتخابات في آجالها.

يفصل ليبيا عن موعد الانتخابات الرئاسية أقل من أسبوعين ولا حسم بعد بشأن نقاط الجدل الكثيرة وأبرزها حسم القائمة النهائية للمرشحين الرئاسيين حيث تتجه الإرادة الدولية نحو الدفع لإجراء الانتخابات رغم الشوائب والمعوقات.

وفي سياق محاولات تقريب المسافة بين ما تريده الأمم المتحدة ومعها واشنطن وبين تعقيدات المشهد الليبي، وصلت الممثلة الأممية ستيفاني وليامز إلى طرابلس وباشرت لقاءاتها مع المسؤولين الليبيين.

تناقضات داخلية

وتعود وليامز إلى طرابلس لتستكمل مسارًا توافقيًا كانت يدها طولى فيه وتؤكد أهمية الالتزام بمخرجات الحوار السياسي الليبي ومن أهمها إجراء الانتخابات وتحقيق تطلعات الشعب الليبي في بناء دولته.

وحرص رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفيم مع المسؤولة الأممية على إجراء الاستحقاقات الانتخابية، فهي الحل الوحيد لأزمات البلاد.

ووراء زجاج مجلس النواب الليبي في طبرق، يطالب نواب بتأجيل الموعد الانتخابي فيما يريد آخرون من المفوضية العليا للانتخابات تحمّل مسؤولياتها وإمضاء الانتخابات في آجالها. وبين التناقضين يحاول المجتمع الدولي والفاعلون في الداخل إنهاء التأزم في البلاد.

"تأجيل لبق" للانتخابات الرئاسية

وفي هذا الإطار يعتبر الباحث السياسي سامي العالم أن عودة ستيفاني ويليامز إلى ليبيا بمثابة "التفاف على الحوار باعتبار أنها لا تمثل أي شيء بالنسبة إلى بعثة الأمم المتحدة وهي مستشارة فقط لأمين عام الأمم المتحدة" أنطونيو غوتيريش.

ويرى العالم في حديث إلى "العربي" من طرابلس، أنّ ويليامز "لا علاقة لها بشكل مباشر سواء بالحوارات أو النقاشات أو حلحلة الأزمة في ليبيا".

لكنه يوضح أن قدوم ويليامز إلى ليبيا يهدف إلى "حلحلة ما رسمته في حوارات جنيف وتونس"، مرجحًا أن تصل بالمجموعة إلى رأي يقضي بـ"تأجيل لبق" للعملية الانتخابية.

ولفت العالم إلى وجود "ارتباك لدى المفوضية العليا للانتخابات والمجلس الأعلى للدولة والبرلمان" بشأن تأجيل الانتخابات.

"رؤية دولية" تدعم التأجيل    

من جانبه، يرى عضو المفوضية العليا للانتخابات السابق وسام الصغير أن عودة ويليامز والحديث عن الحوار من جديد هو "إعلان مبطن عن تأجيل الانتخابات أو تعليق العملية الانتخابية".

ويعتبر الصغير في حديث إلى "العربي" من مصراتة، أن هناك أسبابًا لعودة ويليامز "كون الفاعلين الدوليين لرسم الخارطة السياسية داخل ليبيا أصبحوا يرون أن العملية الانتخابية لا تسير بطريقة سلسلة".

ويوضح أن هؤلاء يرون أنّ المضي قدمًا نحو الرابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول بوجود العقبات والتحديات هو "الاتجاه نحو الانسداد السياسي من جديد والعودة إلى مربع ما قبل الإعلان عن الانتخابات".

ويلفت إلى أن "هناك رؤية من المجتمع الدولي لتأجيل الانتخابات الرئاسية نظرًا إلى تعالي الأصوات المعارضة لتنظيمها" في موعدها المحدد.

ويشير كذلك إلى أن "وجود ترسبات وعقبات كبرى بدأت منذ معارضة إجراء الانتخابات أساسًا من دعاة الاستفتاء ومعارضة وجود قانون انتخابي لم يصدر في شكل توافقي، إضافة إلى مشاركة شخصيات جدلية في العملية الانتخابية".

عودة "لإنقاذ ما يمكن إنقاذه"

بدوره يعتبر رئيس المنظمة الليبية للتنمية السياسية جمال الفلاح أن المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز عادت إلى ليبيا "لإنقاذ ما يمكن إنقاذه" من العملية السياسية.

ويلفت الفلاح في حديث إلى "العربي" من بنغازي إلى أنه "لا يمكن إنكار أن ستيفاني هي الراعية الأولى للحوار الليبي الذي انبثق عنه ثلاثة مسارات للحوار سواء المسار السياسي أو المسار الاقتصادي أو المسار الأمني".

ويشير إلى أنه "لا يجري التحدث عن ستيفاني ويليامز المبعوثة والنائبة والمستشارة بل يجري الحديث عن الولايات المتحدة وبعض الدول الداعمة لها".

ويرى أن "تأجيل الانتخابات أصبح واردًا، نظرًا إلى صعوبة إجراء تلك الانتخابات في موعدها المحدد". لكنه يعتبر أنه جرى "العبث بخارطة الطريق من بعض أطراف البرلمان، حيث حددت الخارطة موعد الانتخابات الرئاسية لتكون متزامنة مع التشريعية".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close