الجمعة 17 مايو / مايو 2024

انتهاك فاضح للأماكن المقدسة.. بن غفير يقتحم المسجد الإبراهيمي بالخليل

انتهاك فاضح للأماكن المقدسة.. بن غفير يقتحم المسجد الإبراهيمي بالخليل

Changed

نافذة إخبارية سابقة لـ"العربي" حول قيام عدد من المستوطنين باقتحام المسجد الإبراهيمي في الخليل (الصورة: غيتي)
حذرت أوساط فلسطينية من تداعيات اقتحام بن غفير للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، معتبرة إياه انتهاكًا فاضحًا للأماكن المقدسة ودور العبادة.

اقتحم وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، اليوم الأربعاء، المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

ويأتي اقتحام بن غفير ضمن سلسلة اقتحامات الاحتلال ومستوطنيه المتواصلة للحرم منذ أمس الثلاثاء، إذ نفذ المستوطنون رقصات تلمودية داخله، احتفالًا بما يسمى عيد "الاستقلال"، حسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".

بدوره، استنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ حاتم البكري هذا الاقتحام، معتبرًا إياه انتهاكًا فاضحًا للأماكن المقدسة ودور العبادة.

وحذر البكري من أن الاحتلال، ومن خلال عمليات التهويد المستمرة، ومنها بث صور المستوطنين وهم يرقصون داخله وخارجه بكل راحة وطمأنينة، يعمل على تهجير الفلسطينيين من الأماكن التي يريد السيطرة عليها في الخليل القديمة خاصة، وفق مخطط ممنهج تنفذه حكومة الاحتلال مع المستوطنين.

وأوضح أن قوات الاحتلال من خلال تبادل الأدوار مع المستوطنين، سمحت لهم برفع علم دولة الاحتلال والشمعدان وإطلاق مفرقعات وألعاب نارية على سطح الحرم وفي ساحاته الخارجية، وهذا يندرج في إطار فرض هيمنتهم الكاملة على الحرم الإبراهيمي ومحيطه، بهدف تحويله إلى كنيس يهودي.

وأشار إلى أن ما يقوم به الاحتلال هو انتهاك فاضح لقدسية الحرم الإبراهيمي ولملكية وقفية خاصة للمسلمين لا يحق لغيرهم ممارسة العبادة فيها، وهذا أمر يقتضي العمل وبشكل جاد لإيقافه والحد منه بشكل كامل وبكل قوة من خلال التوافد على الحرم، حسب قوله.

وطالب البكري المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ومتابعة الأماكن الدينية بالعمل على "كف يد هذا الاحتلال الذي أصبح يعبث بأرضنا ومقدساتنا دون رقيب، خاصة في ظل هذه الحكومة اليمينية العنصرية".

كما طالب بضرورة وضع السفراء والقناصل وجميع الجمعيات الإنسانية العاملة في فلسطين والعالم في صورة ما يجري داخل الحرم الإبراهيمي ومحيطه من انتهاكات واعتداءات صارخة بقوة السلاح.

انتهاك فاضح لدور العبادة

من جانبه، حذر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح من تداعيات اقتحام بن غفير للمسجد الإبراهيمي.

واعتبر فتوح، في بيان صحافي، أن هذه الاقتحامات تشكل انتهاكًا فاضحًا لدور العبادة، ومحاولة لإضفاء الطابع الديني على الصراع، الذي من شأنه إشعال المنطقة، وتفجير الأوضاع.

وحذّر من التداعيات الخطيرة المترتبة على ما يجري في المسجد الأقصى خاصة محاولة السيطرة على مصلى باب الرحمة، في ضوء الاعتداءات المتكررة عليه، مطالبًا المجتمع الدولي بلجم هذا "الجنون الإجرامي"، لحكومة الاحتلال المتطرفة.

مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى

واليوم الأربعاء، جددّت شرطة الاحتلال الإسرائيلي اقتحامها لمصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى، لليوم الرابع على التوالي، وسط أعمال تفتيش في محيطه.

يذكر أن أفرادًا من شرطة الاحتلال قد اقتحموا مصلّى باب الرحمة يوم الثلاثاء، وصادروا هويات المتواجدين فيه.

كما تكرر اقتحام مصلى باب الرحمة الإثنين والسبت الماضيين بقطع أسلاك الكهرباء عنه، وتخريب تمديدات الكهرباء داخله.

كما اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين، الأربعاء، المسجد الأقصى في مدينة القدس، تحت حراسة مشددة من الشرطة.

وجاءت اقتحامات اليوم مع احتفال إسرائيل بذكرى ما يسمى "يوم الاستقلال" ويؤرخ لذكرى تأسيس الدولة على الأرض العربية عام 1948، وهو ما يطلق عليه الفلسطينيون "يوم النكبة"، ويوافق وفق التقويم العبري هذا العام يوم 26 أبريل/ نيسان.

"سياسة عقاب جماعية"

وفي سياق متصل، حذرت فلسطين، الأربعاء، من أن الإجراءات الإسرائيلية بما فيها اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى و"سياسة العقاب الجماعية" تجرّ المنطقة إلى "مربع العنف والتوتر".

جاء ذلك في تصريحات للناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة نقلتها وكالة الأنباء الرسمية "وفا"، وأخرى لرئيس الوزراء محمد اشتية بمستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء بمدينة رام الله.

وقال أبو ردينة: إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجر المنطقة لمربع العنف والتصعيد والتوتر وعدم الاستقرار".

ورأى أبو ردينة أن "قيام مستوطنين متطرفين باقتحام المسجد الأقصى ورفع علم الاحتلال في باحاته، وتكرار اقتحام شرطة الاحتلال لمصلى باب الرحمة وتخريب تمديدات الكهرباء داخله، يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تبحث عن سبل تفجير الأوضاع".

وحمّل الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية "مسؤولية السياسات الخطيرة الساعية لتدمير أي جهد إقليمي أو دولي يبذل لتوفير الاستقرار ومنع تدهور الأوضاع".

ووصف الاعتداءات المتكررة على مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى بأنها "لعب بالنار"، مضيفًا أن "المصلى جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى".

واعتبر أبو ردينة "الحصار الذي تتعرّض له المدن الفلسطينية في الضفة، واستمرار اقتحام المدن والقرى والمخيمات بمثابة عقاب جماعي" للشعب الفلسطيني.

ودعا الإدارة الأميركية إلى "التدخل الفوري لوقف هذه الممارسات الخطرة، والضغط على إسرائيل لوقف كافة إجراءاتها أحادية الجانب".

من جهته، قال رئيس الوزراء محمد اشتية إن ما "يتعرّض له مصلى باب الرحمة من تخريب لمحتوياته ومصادرة بعضها، أمر مدان ارتكبته قوات الاحتلال".

وشدد على ضرورة "وقف اجتياجات المسجد الأقصى كليًا، وليس فقط في شهر رمضان الفضيل، وكذلك وقف التعديات على كنيسة القيامة، وبقية الكنائس".

"مخطط لتحويل مصلى باب الرحمة إلى كنيس يهودي"

من جهتها، حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من مخطط متدحرج تسعى سلطات الاحتلال عبر بن غفير إلى تحقيقه وهو السيطرة على مصلى باب الرحمة، وتحويله إلى كنيس يهودي يكون بمثابة موطئ قدم منشود للتقسيم المكاني للمسجد الأقصى، في ضوء الاعتداءات المتكررة عليه.

وأكدت الهيئة، في بيان أن كل المؤشرات أصبحت تؤكد استهداف الجزء الشرقي للمسجد الأقصى ضمن مخطط التقسيم، وهي المنطقة الممتدة من مصلى باب الرحمة شمالًا إلى المصلى المرواني جنوبًا، حيث عمدت شرطة الاحتلال إلى فرض حصار على هذه المنطقة وتخصيصها لمسارات للمستوطنين أثناء اقتحامهم للمسجد الأقصى.

وأضافت أن استهداف مصلى باب الرحمة يأتي استكمالًا لمخطط تهويد مقبرة باب الرحمة التي تتصل مع المصلى من الجهة الشرقية الخارجية، التي يخطط الاحتلال لتحويلها إلى حدائق توراتية والسماح للمستوطنين بأداء طقوس تلمودية فيها.

وحذرت الهيئة، سلطات الاحتلال من مخاطر تنفيذ هذا المخطط، وما سينجم عنه من تفجير غير مسبوق للأوضاع على الأرض.

مسيرة العودة الـ26 بأراضي قرية اللجون المهجرة

وعلى صعيد آخر، شارك الآلاف من الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، في مسيرة العودة الـ26 المقامة هذا العام في أراضي قرية اللجون المهجرة.

ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية ولافتات حملت أسماء القرى الفلسطينية المهجرة والأسير وليد دقة ابن مدينة باقة الغربية، إضافة إلى إطلاق هتافات منادية بالحرية وحق العودة.

وانطلقت المسيرة بالقرب من شارع وادي عارة الرئيس، وصولًا إلى عمق قرية اللجون المهجرة.

وبالتزامن مع مسيرة العودة، نظمت هيئات وحراكات فلسطينية إلى جانب عدد من الفلسطينيين المهجرين من قراهم والذين بقوا داخل الخط الأخضر، مسيرات وفعاليات في عدة قرى مهجرة بالبلاد.

كما زار عدد من أهالي القرى المهجرة في منطقة الجليل، قراهم التي هُجرّوا منها في عام النكبة 1948، بينها حطين، وميعار، والدامون، والغابسية، ونظموا فعاليات وطنية مؤكدين تشبثهم بحقهم وأرضهم، وارتدَوا الكوفيات الوطنية ورفعوا الأعلام الفلسطينية.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close