لمدة 63 عامًا منذ الاستقلال عن فرنسا، ارتبط اسم النيجر بانقلابات عسكرية، واغتيالات سياسية، وهجمات إرهابية، وفقر مدقع، ومجاعة، وتصحّر، رغم ثرواتها الطبيعية الهائلة من المعادن الثمينة واليورانيوم، حيث تعدّ ثالث أكبر مصدر له في العالم.
أفقر دول العالم
وتقع النيجر على الطرف الجنوبي للصحراء، وتُعتبر أحد أفقر دول العالم، وتحتلّ مرتبة متأخرة في مؤشر التنمية البشرية التابع للأمم المتحدة.
ويبلغ عدد سكانها الإجمالي 26.2 مليون نسمة، نصفهم يعيشون في فقر مدقع، يُفاقمه معدّل إنجاب هو الأعلى في العالم، ويبلغ 6.8 أطفال لكل امرأة عام 2021.
تشكل الصحراء ثلثي مساحة النيجر، ويتسبّب التصحّر بمواسم جفاف متتالية فاقمت الجوع المستشري.
وهي جزء من مشروع السور الأخضر العظيم، الذي يرمي إلى إقامة ممر من الأشجار والشتول في القارة السوداء، يمتدّ عبر منطقة الساحل بأكملها بطول ثمانية آلاف كيلومتر.
انعدام استقرار سياسي مزمن
وتُعاني النيجر انعدام استقرار سياسي مزمنًا، منذ أن نالت استقلالها عن فرنسا عام 1960.
وشهدت البلاد أربعة انقلابات، بانتظار مع ستؤول إليه الأوضاع بعد إعلان مجموعة من العسكرين الإطاحة بالرئيس محمد بازوم.
عرفت #النيجر منذ استقلالها انقلابات عسكرية كثيرة.. إليكم أبرزها 👇 pic.twitter.com/dn4bln9HVb
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 26, 2023
وشهدت البلاد أول عملية انتقالية ديمقراطية للسلطة عام 2021، عندما تولّى بازوم الرئاسة بعدما تنحّى سلفه طوعًا.
تمرّد مزدوج
يوجد في النيجر تحركين للجهاديين: الأول في الجنوب الغربي ينفّذه عناصر قدموا من مالي المجاورة عام 2015، والآخر في الجنوب الشرقي ينفّذه جهاديون مقرهم شمال شرق نيجيريا.
واقتربت العمليات القتالية للتصدّي لجهاديين تابعين لتنظيمي "القاعدة" و"الدولة" من العاصمة نيامي، وأصبحت على بعد نحو مئة كيلومتر منها.
وفرّ مئات الآلاف من منازلهم، ما تسبّب بأزمة إنسانية وفاقم الضغط على الاقتصاد.
وفي مارس/ آذار 2021، خلّف أحد الهجمات الأكثر عنفًا، 141 قتيلًا في قرى عدة في إقليم طاوة الصحراوي الشاسع.
وتلقّى الجيش النيجري تدريبات ودعمًا لوجستيًا من الولايات المتحدة وفرنسا.
والعام الماضي، أصبحت النيجر مركزًا للعمليات الفرنسية لمكافحة الجهاديين في الساحل، حيث نشرت باريس 1500 جندي من قوات مكافحة الإرهاب فيها، بعدما دُفعت وحداتها للخروج من مالي وبوركينا فاسو إثر خلافات سياسية مع البلدين.
يورانيوم ومعادن ثمينة
وتمتلك النيجر احتياطيات تُعدّ من الأكبر عالميًا من اليورانيوم، الذي يُعدّ مكوّنًا أساسيًا في الصناعات النووية.
وبدأت فرنسا التي تعتمد بشكل شبه كامل على المحطات النووية في إنتاج الكهرباء، قبل نصف قرن التنقيب عن اليورانيوم في شمال النيجر.
وباتت البلاد تنتج الذهب والنفط على نطاق ضيّق. إلا أن غالبية السكان يعتاشون من الزراعة.
مدن منسية من الملح والطين
ويحفل شمال شرق النيجر بقرى مُحصّنة يُطلق عليها اسم "قصار" أو "قْصَر"، قلاعها مبنية من الملح والطين فوق صخور مطلة على الصحراء.
ولا يزال منشأ "قصار دجادو" لغزًا، بجدرانها المعلّقة وأبراجها وممراتها وآبارها.
وتسعى النيجر إلى إدراج الموقع على قائمة الأمم المتحدة للتراث العالمي.
