الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

انقلاب جديد في النيجر وسط أجواء ضبابية.. أي تداعيات على المنطقة والغرب؟

انقلاب جديد في النيجر وسط أجواء ضبابية.. أي تداعيات على المنطقة والغرب؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تتطرق إلى انقلاب النيجر وتناقش تداعياته على وضع التحالف القائم ما بين الغرب والنيجر، والشكوك بشأن دور روسي (الصورة: غيتي)
على الرغم من استبعاد موسكو، بحسب بعض التقارير من التورط في ما حدث في النيجر إلا أنها لن تكون خارج حدود الشك بالنسبة للغرب.

يواصل الانقلابيون العسكريون في النيجر، في أجواء مبهمة وضبابية، احتجاز الرئيس محمد بازوم في القصر الرئاسي بالعاصمة نيامي.

وقد دعا بازوم الشعب إلى حماية مكتسبات الديمقراطية خلال بيان استطاع تسريبه عبر منصة "أكس" (تويتر سابقًا).

أما وزير الخارجية حسومي مسعودو، فقد قال من جهته إن السلطة القانونية والشرعية هي التي يمارسها رئيس النيجر المنتخب محمد بازوم.

وأكد مسعودو من مكان إقامته في العاصمة أن ما وصفها بالمغامرة ذات الأهداف الكارثية ستفشل لأنها ستواجه بالرفض بين الديمقراطيين في البلاد.

تأييد الجيش للانقلاب

من جانبه، رفع الجيش يده بالتأييد لحركة الانقلاب الجديدة في البلاد خشية انزلاق الأمن وتفكك الأمة، محذرًا في الوقت ذاته من أن أي تدخل عسكري خارجي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة لا يمكن السيطرة عليها.

والجيش، الذي تلا بيانه من أعلى منصة التلفزيون الرسمي، طالب جميع قوات الدفاع والأمن بالتركيز على مهامها لمكافحة الإرهاب والجريمة.

في غضون ذلك، تتوالى البيانات والتنديد من الأمم المتحدة ومفوضية الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، داعية إلى إطلاق سراح الرئيس وإنهاء الانقلاب.

وبينما قد يكون ما يحدث في النيجر محاولة انقلاب، لكنها في المقابل تعد انتكاسة للغرب، لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا المرتبطتين بالغرب الإفريقي إسترتيجيًا. 

رفع الجيش في النيجر يده بالتأييد لحركة الانقلاب الجديدة في البلاد خشية انزلاق الأمن وتفكك الأمة - رويترز
رفع الجيش في النيجر يده بالتأييد لحركة الانقلاب الجديدة في البلاد خشية انزلاق الأمن وتفكك الأمة - رويترز

وتزداد التخوفات أيضًا من أن تتحول النيجر إلى بؤرة لإيواء الجماعات المسلحة المتهمة بالإرهاب.

فالنيجر تعد آخر مركز لعمليات فرنسا ضد هذه الجماعات في منطقة الساحل، بعد خسارة مالي وبوركينا فاسو.

وعلى الرغم من استبعاد موسكو، بحسب بعض التقارير، من التورط في ما حدث إلا أنها لن تكون خارج حدود الشك بالنسبة للغرب، حيث تسعى روسيا إلى تعزيز مواقعها في إفريقيا في ظل صراع محتدم مع واشنطن على احتواء القارة الإفريقية.

"الانقلاب صار أمرًا واقعًا"

تعليقًا على المشهد، يلفت الأكاديمي النيجيري إدريس آيت إلى أن الانقلاب صار أمرًا واقعًا، وأن الحزب الحاكم صار "في خبر كان"، على حد تعبيره.

ويقول في حديثه إلى "العربي" من الكويت: إن المنتظر الآن فقط هو هوية رئيس المجلس العسكري، الذي ما زال مجهولًا.

ويشير إلى أنه "قبل إعلان القوات المسلحة انحيازها للانقلابيين، بدا أنه كان هناك أمل يُتمسك به خصوصًا من قبل أنصار الحزب الحاكم".

ويشرح أن ما تقدم تفسره التصريحات وتغريدة وزير الخارجية السابق، الذي أعلن نفسه رئيسًا للحكومة مؤقتًا بالوكالة، وتغريدة الرئيس المخلوع محمد بازوم، موضحًا أن "الأمل كان على اعتبار أن قسمًا كبيرًا من الجيش لا يؤيد الانقلابيين، وفق ما قيل حرفيًا".

"خسارة للغرب ولا سيما فرنسا"

من ناحيته، يتحدث أستاذ العلوم السياسية والخبير الأمني والإستراتيجي سليمان الشيخ حمدي عن إستراتجية للانقلابيين، كما في مالي وبوركينا فاسو، من حيث أنهم لا يعلنون في البداية لا عن هوية من يقود الانقلاب ولا حتى عن خططهم في أثناء سير الانقلاب.

ويقول في إطلالته عبر "العربي" من نواكشوط: إن "هذا الأمر هو نوع من إخفاء الحقائق عن المراقبين على الأقل، حتى تكتمل خطتهم".

ويرى أن أحدًا لا يستطيع حتى الآن أن يجزم بأمر هوية الانقلاب"، الذي يؤكد أنه "سيكون له تداعيات كبيرة على دول الجوار".

وفيما يشير إلى أن النيجر فيها أكبر قاعدة فرنسية حتى الآن، وفيها قاعدتين ألمانية وأميركية، يصفها بأنها "رأس الحربة في المشروع الغربي في غرب إفريقيا بشكل عام".

ويعتبر أن بدء ترنحها تحت ضربات الانقلابيين أو الذين لم يعلنوا على الأقل ولاءهم، فذاك يعد خسارة للغرب ولا سيما فرنسا.

"يوم أسود للنفوذ الغربي"

بدوره، يشير الأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية جان بيار ميلالي إلى أن الانقلاب إذا ما كان أمرًا واقعًا فذاك يوم أسود للنفوذ الغربي عامة، والفرنسي خاصة.

ويعزو في حديثه إلى "العربي" من باريس، هذه القراءة إلى كون ذاك الانقلاب يكمل سلسلة من الانقلابات في كل بلدان الجوار، مما قد يسهل التسلل وإثبات وجود الروس، وتحديدًا مرتزقة فاغنر.

ويضيف أنه "يوم أسود كذلك لسكان المنطقة، التي تعتبر من المناطق الأكثر فقرًا في العالم وتعاني مشكلات اقتصادية وبيئية ومن الجفاف والنمو الديمغرافي الهائل، مما قد يضاعف عدد السكان بعد 20 أو 30 عامًا".

ويرى أن هذه الأحداث في كل هذه اللوحة القاتمة تضيف همًا جديدًا، لأن العسكريين الضباط أداروا ظهورهم من الطريق إلى الديمقراطية، في حين كان الرئيس بازوم منتخبًا ديمقراطيًا على الأقل.

وفيما يقول إنهم على ما يبدو ينتهجون النهج الروسي، يضيف: "نلاحظ في هذه الأيام أن هذا النهج ليس ناجحًا. فقد يكتسب بعض النقاط، لكنه في نهاية المطاف نهج ديكتاتوري للرجل القوي".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close