كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني اليوم الإثنين، أن المعتقلة وفاء زهدي جرار البالغة 49 عامًا تخضع لعملية جراحية لبتر أجزاء كبيرة من رجليها، جرّاء الإصابة التي تعرضت لها بعد اعتقالها من قبل قوات الاحتلال بتاريخ 21 أيار/ مايو الجاري.
وفي بيان مشترك، قالت الهيئة ونادي الأسير إنه في الوقت الذي تواجه فيه المعتقلة جرار وضعًا صحيًا خطيرًا، إذ منذ نقلها إلى المستشفى وهي منوّمة وتحت تأثير التخدير وأجهزة التنفس الاصطناعي، وتثار شكوك حول وضعها الصحي.
أمر اعتقال إداري بحق وفاء زهدي جرار
وقال البيان إن الاحتلال ضاعف جريمته وأصدر أمر اعتقال إداري بحقها لمدة أربعة أشهر، وذلك في إطار عملية التصعيد المستمرة لجريمة الاعتقال الإداري التي طالت الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني.
وأشارت الهيئة ونادي الأسير إلى أن الاحتلال يماطل في تزويد محامي المعتقلة جرار وذويها بتقرير طبي مفصل وواضح عن حالتها منذ لحظة دخولها المستشفى وحتى حينه، وأن هناك محاولات قانونية مستمرة من أجل الحصول على هذه التقارير.
شكوك بشأن رواية الاحتلال
وأكدت الهيئة والنادي أن المماطلة في تزويد محامي جرار بتقرير طبي، تضاعف الشكوك حول رواية الاحتلال عن أسباب إصابتها، وفي هذا الإطار شدّدت الهيئة والنادي على أن السند الأساس في هذه القضية هو رواية المعتقلة جرار.
وأوضحا أن المعتقلة وفاء زهدي جرار خضعت لعملية جراحية سابقة في 22 مايو لإحدى رجليها، إذ وصف الأطباء حالتها حينها بأنها "طفيفة ومستقرة"، ولاحقًا أوضح الأطباء للمحامي أنها تعاني عدة إصابات أخرى في جسدها، ومنها كسر في إحدى الفقرات.
اعتقال جرار في جنين
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت وفاء زهدي جرار بتاريخ 21 مايو الجاري، بعد اقتحام منزلها في جنين، خلال العملية العسكرية الأخيرة التي شنها الاحتلال على المدينة ومخيمها، حيث أعلن إصابتها لاحقًا.
وقد رافق عملية اعتقالها قيام قوات الاحتلال بسرقة مصاغ ذهب من المنزل وأموال إلى جانب عمليات الترهيب، والتهديد والتخريب الكبير الذي طال كل المقتنيات في المنزل.
وحمّلت الهيئة والنادي، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير المعتقلة وفاء زهدي جرار، والمسؤولية عن استكمال كل إجراءات علاجها اللازمة.
وجرار هي زوجة الأسير عبد الجبار جرار (58 عامًا) من جنين، المعتقل إداريًا منذ فبراير/ شباط 2024، وهذا أول اعتقال تتعرض له، علمًا بأنها أم لأربعة أبناء.
ومع تحويل جرار إلى الاعتقال الإداري، يرتفع عدد المعتقلات إداريًا في سجون الاحتلال إلى 26، وهن من بين ما لا يقل عن 80 معتقلة في سجون الاحتلال ومعسكراته.
وأكدت الهيئة والنادي مجددًا أن عملية اعتقال جرار تأتي في إطار جرائم الاحتلال المستمرة والمتصاعدة بشكل غير مسبوق من حيث كثافتها منذ حرب الإبادة المتواصلة بحق غزة والعدوان الشامل على الشعب الفلسطيني، بما فيه حملات الاعتقال الممنهجة التي طالت الفئات كافة، ومنها الأطفال والنساء، ورافقتها عمليات تنكيل وتعذيب غير مسبوقة في كثافتها.
وبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى بداية مايو 2024، أكثر من 9300 من بينهم أكثر من 3400 معتقل إداري.
