أغلقت مراكز الاقتراع في تركيا أبوابها بعدما شهدت ازدحامًا شديدًا بدأ منذ ساعات الصباح الأولى واستمر حتى ما بعد الظهر، مع توافد المواطنين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية وبرلمانية توصف بالمصيرية.
ووفق مراسل "العربي"، بدأت عملية فرز الأصوات فور انتهاء العملية الانتخابية في كافة أنحاء البلاد.
وأوضح رئيس الهيئة العليا للانتخابات التركية أن "عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية حصلت من دون ورود أي مشاكل".
من جهته، شدد الرئيس التركي والمرشح عن "تحالف الجمهور" رجب طيب أردوغان، على أن "عملية التصويت في عموم البلاد جرت بشكل يليق بديمقراطيتنا، وهذا وقت الحفاظ على الصناديق كما هو معتاد".
ويسعى المرشح الرئاسي عن تحالف الأمة كمال كليتشدار أوغلو إلى الإطاحة بالرئيس الحالي ومرشح تحالف "الجمهور" رجب طيب أردوغان، لإنهاء حكمه المستمر منذ أكثر من 20 عامًا.
وأدلى الناخبون الأتراك بأصواتهم منذ الثامنة صباح اليوم الأحد، عبر 191 ألفًا و884 صندوق اقتراع في 973 قضاء بعموم البلاد.
كما أدلى 3 ملايين و416 ألفًا و98 ناخبًا من المغتربين الأتراك بأصواتهم في الممثليات الخارجية لدى 73 دولة، والتي انتهى التصويت فيها يوم التاسع من مايو/ أيار الجاري.
إقبال كثيف على الصناديق
وكان مراسل "العربي" من أنقرة، أشار إلى مدى الازدحام الذي شهدته المراكز، قائلًا: إن نسبة المشاركة قد تتجاوز الدورات الانتخابية السابقة. وعزا ذلك إلى شدة التنافس وحدة الاستقطاب الحاصل في الشارع التركي.
ومن إزمير، تحدث مراسل "العربي" عن الإقبال الذي تزايد شيئًا فشيئًا خلال ساعات النهار. وذكر أن أحد مراكز الاقتراع في المدينة وصل إليه الناخبون من مختلف الفئات العمرية؛ شباب وكهول، وحتى المرضى جاؤوا من المستشفيات رفقة محاليل طبية.
والإقبال الكبير للمشاركة في الاقتراع انسحب على مدينة اسطنبول، التي توصف بالخزان الانتخابي.
وتحدث مراسل "العربي" من هناك، عن استقبال مراكز الاقتراع أعدادًا كبيرة من الناخبين، مذكرًا بأنه يحق لأكثر من 10 ملايين ونصف المليون تركي في اسطنبول الإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات.
"خزان انتخابي" يصدّر 98 نائبا إلى البرلمان.. مراسل التلفزيون العربي يوضح أهمية #اسطنبول في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الجارية في #تركيا #الانتخابات_التركية @CanAtayturkmen pic.twitter.com/ILoiXeFcEs
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 14, 2023
وبانتهاء عملية التصويت سيبدأ فرز الأصوات. وبينما يحظر القانون التركي نشر أي نتائج قبل التاسعة مساء، يُتوقع أن تتوافر بحلول ساعة متأخرة من مساء اليوم مؤشرات واضحة حول ما إذا كانت ستجري جولة إعادة.
وتنافس في الانتخابات الرئاسية كل من مرشح تحالف الجمهور رجب طيب أردوغان، ومرشح تحالف الأمة كمال كليتشدار أوغلو، ومرشح تحالف الأجداد سنان أوغان.
بموازاة ذلك، اقترع الأتراك لاختيار برلمانهم الجديد المؤلف من 600 عضو، حيث تتمثل اسطنبول بـ98 عضوًا، وهو ما يشكل الحصة الأكبر من التمثيل الذي تحظى به ولاية من الولايات.
"الاستقرار هو من سيفوز"
ويلفت عضو لجنة الأمن والسياسات الخارجية في الرئاسة التركية مسعود حقي جاشن، إلى أن الشعب التركي توّاق للديمقراطية، متحدثًا عن توافد الناخبين إلى صناديق الاقتراع لممارسة حقهم الديمقراطي.
ويأمل في إطلالته عبر "العربي" من اسطنبول، أن "يدر هذا الانتخاب بالخيرات على تركيا والعالم الإسلامي".
ويذكر بأن أردوغان، في السياستين الداخلية والخارجية، يدعو إلى تحقيق الاستقرار في تركيا والعالم.
إلى ذلك، يرى جاشن أن كليتشدار أوغلو قام بإجراء اتفاقات سرية مع بعض الجهات المشبوهة، وبتلفيق اتهامات ضد الجيش، لافتًا إلى "وعوده بإخراج زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش من السجن".
كما يلفت إلى ما وعد به حزب الشعوب الديمقراطي من حيث "إخلاء سبيل عبد الله أوجلان، رئيس حزب العمال الإرهابي"، على حد تعبيره. ويعتبر أن "الاستقرار هو الذي سيفوز" في الانتخابات.