تشهد قرية "كاني مران" في السليمانية بالعراق انخفاضًا حادًا في أعداد الأبقار، فبعد أن كانت تعرف بقرية الزبادي، أصبحت تعاني من نقصها نتيجة التغير المناخي.
وإثر ذلك، قد تضطر مربية المواشي جميلة حسن التي ورثت تربية الأبقار عن أجدادها، إلى بيع آخر أبقارها لتعيل عائلتها كما فعلت في السابق، فمشكلة الجفاف في البلاد أجبرت مربي الجواميس على بيع أبقارهم، بعد أن كان العراق دولة خصبة بسبب نهري دجلة والفرات.
وتقول مربية المواشي جميلة حسن: "لدينا بقرتان وثور واحد، اعتدنا أن نمتلك الكثير من قبل، لقد فقدناهم جميعًا بسبب أسعار العلف المبالغ فيها"، مضيفة أن حياتهم تعتمد على تربية الماشية.
من جهته، يرتب تاجر الألبان بهوز جمعة كمية الألبان التي استطاع الحصول عليها من جميلة، وهي بالطبع ليست كما في السابق، حيث أصبح جمعة اليوم بالكاد يستطيع توزيع الكميات المطلوبة.
ويقول جمعة: "أصبح اللبن باهظ الثمن، ليس كالسنوات السابقة، وذلك بسبب ارتفاع أسعار العلف، نتيجة قلة المياه".
ويردف: "لقد تغير كل شيء"، مشيرًا إلى أن الدلو الواحد كان يكلف دولارين، ليتضاعف سعره إلى 4 دولارات، فيما أصبح العلف بـ400 دولار بعد أن كان بـ200 دولار.
ولم يكن العراق يومًا إلا أرض خيرات، لكنّ بناء السدود في تركيا وإيران البلدين المجاورين، وعدم تنظيم استخدام مياه الري أوصل البلاد والعباد إلى شح المياه، بعد أن كانت تفيض بها.
تأثير التغير المناخي على تربية المواشي
وفي هذا الإطار، يؤكد الخبير الزراعي السابق في وزارة الزراعة والموارد المائية بإقليم كردستان، بدرخان محمد أمين، أن الثروة الحيوانية في العراق هي من أكثر القطاعات التي عانت من التغير المناخي.
ويوضح في حديث لـ"العربي" من العاصمة العراقية بغداد، أن التغير المناخي خلال السنوات الماضية، أثر بشكل كبير وملحوظ على المراعي الطبيعية، حيث أدى إلى تدهورها بشكل عام، وذلك بسبب قلة الأمطار، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الأعلاف.
ويشير أمين إلى أن التغير المناخي أثر أيضًا على العاملين في مجال الرعي، إذ تراجعت أعدادهم في السنوات الأخيرة الماضية، لافتًا أيضًا إلى تراجع عمل الخدمات البيطرية أيضًا بسبب الأزمة الاقتصادية في العراق.
ويتحدث عن وجود ظواهر طبيعية أثرت على المنطقة الشمالية لكردستان، وأدت إلى تغيير نسبة الأمطار ومواعيد تساقطها، الأمر الذي أدى إلى الجفاف والتصحر في البلاد.
