الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

بعد أن استخدمتها روسيا في أوكرانيا.. ما هي الصواريخ "فرط الصوتية"؟

بعد أن استخدمتها روسيا في أوكرانيا.. ما هي الصواريخ "فرط الصوتية"؟

Changed

الخبير العسكري والإستراتيجي ألبير فرحات يتحدث عن دلالات استخدام روسيا للصواريخ فرط الصوتية في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
كشفت روسيا أنها استخدمت صواريخ "كينجال" فرط الصوتية في غرب أوكرانيا ما يطرح تساؤلات حول قدرات هذه الصواريخ ودورها في تغيير موازين القوى في المعركة الأوكرانية.

يتواصل القصف الروسي على مختلف المناطق الأوكرانية، وصولًا إلى العاصمة كييف منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.

ويشكل الميدان الأوكراني مجالًا لاختبار حي للأسلحة التي سعت روسيا ودول أخرى لتطويرها في زمن السلم، في إشارة إلى أن زمن الحرب التقليدية قد ولّى.

فقد كشفت روسيا أمس السبت أنها استخدمت صواريخ "كينجال" فرط الصوتية لتدمير مخزن أسلحة تحت الأرض في غرب أوكرانيا. 

رسائل روسية

في هذا السياق، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي ألبير فرحات أن السياسة العسكرية الروسية تهدف عبر استخدام هذه الصواريخ إلى تقطيع أطراف أوكرانيا.

ويقول في حديث إلى "العربي" من باريس: "روسيا تريد إرسال رسالة واضحة للولايات المتحدة الأميركية ولحلف الناتو وأوروبا أنهم لن يستطيعوا الصمود أمام موسكو".

واعتبر فرحات أن الرسالة الروسية الأهم هي للداخل الأوكراني، والتي تقول إن الأوكرانيين لن يستطيعوا الاعتماد على حليف مثل الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا، حسب الخبير العسكري.

كما رأى فرحات أن روسيا تريد إرساء قواعد جديدة للعبة، "أي أنها لا تريد الإطالة كثيرًا في الحرب".

ما هي الأسلحة "فرط الصوتية"؟

والسلاح "فرط الصوتي" هو عبارة عن صاروخ يمكنه الانطلاق بسرعة "5 ماخ" أي أسرع خمس مرات من سرعة الصوت على الأقل، وقادر على اجتياز ميل أي 1.6 كيلومتر، في الثانية الواحدة، بحسب تعريف موقع "بارتي يارد" العسكري.

ويُزعم أن بعض الصواريخ، مثل الصاروخ الباليستي الروسي Kh-47M2 "كينجال"  الذي دخل الميدان الأوكراني، قادر على الوصول إلى سرعات ماخ 10 (7672 ميلًا في الساعة) ومسافات تصل إلى 1200 ميل.

كما يمكن لهذا النوع من الصواريخ حمل رؤوس نووية أو رأس حربي تقليدي ينطلق بسرعات هائلة لتدمير أهداف بدقة شديدة دون الحاجة لوقود دافع بل باستخدام الطاقة الحركية فقط.

مزايا الصواريخ "فرط الصوتية"

من هنا، يشرح الموقع المتخصص بالأخبار العسكرية، أنه عندما تصبح الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت جاهزة للعمل، فإن الفجوة بين أنظمة الدفاع الصاروخي والهجوم الصاروخي ستكون هائلة. 

وبحسب الموقع، لا يوجد حاليًا نظام دفاع صاروخي تشغيلي قادر على اعتراض صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت بهذا الحجم. 

وتتميز هذه الأسلحة المتطورة بقدرتها على الجمع بين السرعة الخارقة والقدرة على المناورة وضرب وتدمير أهداف بعيدة المدى.

فللمقارنة، صاروخ كروز توماهوك الأميركي وهو نظام الصواريخ بعيدة المدى التابع للبحرية الأميركية والبحرية الملكية هو دون سرعة الصوت، ويسير حوالي 550 ميلًا في الساعة ويقطع مسافة قصوى تبلغ حوالي 1500 ميل.

ولا تزال الصواريخ "فرط الصوتية" سرًا خاضعًا "لحراسة مشددة" من قبل الدول التي تطورها، لكنها تقدم عددًا من المزايا الإضافية عسكريًا مقارنة بالأسلحة دون سرعة الصوت والأسرع من الصوت، لا سيما فيما يتعلق بملاحقة الأهداف ذات الأهمية الزمنية (على سبيل المثال، قاذفات الصواريخ الباليستية المتنقلة)، حيث تكون السرعة الإضافية لسلاح تفوق سرعة الصوت ذات قيمة أكبر ميدانيًا. ويمكنها أيضًا التغلب على دفاعات الأهداف شديدة الدفاع مثل حاملات الطائرات.

تجارب صينية وكورية

وفي الأشهر الأخيرة، أعلنت العديد من الحكومات عن تجارب ناجحة ومشاريع مستقبلية.

ففي شهر سبتمبر/ أيلول الفائت، أعلنت كوريا الشمالية أيضًا عن إطلاقها أول صاروخ "فرط صوتي" من تصنيعها، ولمَّحت إلى أنه قادر على حمل أسلحة نووية.

وأفادت وسائل إعلام غربية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أن الصين اختبرت قدرة فضائية جديدة بإطلاق صاروخ "فرط صوتي" قادر على حمل رأس نووية.

فوفق صحيفة "فاينانشال تايمز"، اختبرت بكين الصاروخ "فرط الصوتي" والقادر على حمل رأس نووي في أغسطس/ آب الماضي. وتمت عملية الإطلاق بواسطة صاروخ من طراز "لونغ مارتش"، وهي صواريخ تعلن الصين عادة عن إطلاقها في حين بقيت تلك العملية سرية.

ومع دخول عصر الأسلحة فرط الصوتية من البوابة الأوكرانية، ستعمل الدول المطورة للأسلحة على استكشاف طريقة "مضمونة أكثر" للدفاع عن نفسها في مواجهة هذا الجيل الجديد من الأسلحة.

لكن هذا الهدف قد يشكّل تحديًا تقنيًا وماليًا لا سيما أن الأمر سيتطلب تثبيت مستشعرات خاصة في الفضاء لتتبع الأسلحة "فرط الصوتية". 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close