الأحد 28 أبريل / أبريل 2024

بعد انتكاسة الوعود المليارية.. "كوفاكس" تُكافح لتوفير 800 مليون جرعة لقاح

بعد انتكاسة الوعود المليارية.. "كوفاكس" تُكافح لتوفير 800 مليون جرعة لقاح

Changed

تعاني كوفاكس من تحديات في نقل اللقاحات وإدارة توزيعها في بعض الدول
تعاني كوفاكس من تحديات في نقل اللقاحات وإدارة توزيعها في بعض الدول (غيتي)
لا تزال المبادرة تعاني من تحديات في نقل اللقاحات وإدارة توزيعها في بعض الدول، ومنها أن اللقاحات المتبرّع بها تعاني من فترات صلاحية أقصر.

تكافح مبادرة "كوفاكس" العالمية لتوزيع أقلّ من نصف لقاحات كوفيد 19 التي تعهّدت سابقًا بتوزيعها مجانًا في جميع أنحاء العالم نهاية العام الحالي، والتي بلغ عددها آنذاك ملياري جرعة.

وبناء على مقابلات مع كبار المسؤولين في المبادرة، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن كوفاكس تحاول الآن توفير 800 مليون جرعة بحلول نهاية عام 2021.

وأشار المسؤولون إلى أنه حتى إذا تم الوفاء بذلك، فإن إجمال الجرعات سيكون بعيدًا عن 2.3 مليار جرعة كان من المنتظر توفيرها في يناير/ كانون الثاني المقبل.

ضغوط الإمداد

وأُجبرت "كوفاكس" على خفض عدد الجرعات نتيجة الضغوط على سلاسل الإمداد العالمية وتأثيرها على حركة الشحن.

وأضاف متحوّر "أوميكرون"، الذي تمّ اكتشافه لأول مرة في جنوب إفريقيا، الحاجة الملحة إلى اللقاحات، ولكنه أيضًا عطّل حركة الشحن، وخيّب آمال "كوفاكس" في المزيد من الشحنات المنتظمة عام 2022.

وتهدف المبادرة إلى تجميع الأموال لشراء جرعاتها الخاصّة من مجموعة متنوعة من شركات الأدوية، وتعتمد بشكل متزايد على التبرّعات من الولايات المتحدة والدول الغنية الأخرى.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، تعهّدت الإدارة الأميركية بالتبرّع أو تسهيل شراء 1.1 مليار جرعة لـ"كوفاكس"، على الرغم من أنه من غير المتوقع وصول العديد من هذه الجرعات حتى العام المقبل.

وهذا الأسبوع، قال مسؤولون من المنظمات التي تدعم "كوفاكس" إنهم لا يستطيعون التنبؤ على وجه اليقين بعدد الجرعات التي سيتم تسليمها بحلول 1 يناير/ كانون الثاني.

وقالت مديرة اللقاحات في منظمة الصحة العالمية كيت أوبراين إنهم كانوا يتوقّعون تلبية عتبة 800 مليون قريبًا، لكن الموعد النهائي قد يكون في أوائل عام 2022.

فشل في تلبية التوقّعات

لكن بعض منتقدي المنظمة قالوا إن التأخير في إيصال اللقاحات "دليل إضافي على أن كوفاكس فشل في تلبية التوقّعات التي حدّدتها في الأشهر الأولى من جائحة كورونا".

وقال زين رزفي، الباحث في مجموعة الدفاع عن حقوق المستهلك "بابليك سيتيزن": "كوفاكس ليست على المسار الصحيح لتحقيق أهدافها المتواضعة، ناهيك عن تلقيح العالم. يعكس هذا الفشل الفجوة الهائلة بين الخطاب والواقع بشأن الوصول إلى اللقاح عالميًا".

بحلول نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، سلّمت "كوفاكس" 596 مليون جرعة في جميع أنحاء العالم. وللحصول على 800 مليون جرعة هذا العام، سيحتاج "كوفاكس" إلى تقديم أكثر من 200 مليون جرعة هذا الشهر -أي أكثر من أي مستوى شهري حتى الآن.

ومنذ تأسيسها، كافحت "كوفاكس" مع مشكلات التوريد، وسعت المبادرة إلى تجميع الموارد لشراء مجموعة من الجرعات، لضمان حصول جميع البلدان على اللقاحات.

ووقّعت حوالي 200 دولة لتكون جزءًا من المبادرة، حيث جمعت مليارات الدولارات من التمويل. لكن العديد من الدول الغنية التي دعمت  "كوفاكس"، قدّمت طلبات مسبقة للحصول على اللقاحات من الشركات المصنّعة، قبل أن تتمكن المبادرة من جمع أموال كافية لشراء لقاحاتها. وهذا ما جعل المبادرة في آخر قائمة الانتظار.

تحديات التوزيع

وفي وقت لاحق، تعرّضت الإمدادات لمزيد من الضغط عندما تمّ منع أحد الموردين الرئيسيين لجرعات اللقاح، وهو معهد "Serum Institute of India"، من التصدير بعد موجة من الحالات المرتبطة بمتغير "دلتا" ضربت الهند.

ولا تزال المبادرة تعاني من تحديات في نقل اللقاحات وإدارة توزيعها في بعض الدول، ومنها أن اللقاحات المتبرّع بها تعاني من مضاعفات إضافية، بما في ذلك فترات صلاحية أقصر.

ويقول النقّاد إن المبادرة لم تكن شفافة بما يكفي بشأن قضايا التوريد. وقال جيمس كريلينشتاين، المؤسس المشارك لمنظمة المساواة الصحية "PrEP4All"، إن "كوفاكس خفّضت أهدافها مرارًا وتكرارًا، ثم أخطأت تلك الأهداف، ثم خفّضت تلك الأهداف مرة أخرى".

خدمات لوجستية

ولا تقتصر المشكلة على "الإمداد" بل تتعدّاه إلى الخدمات اللوجستية. وقال أوبراين إن المبادرة حصلت على حوالي 1.2 مليار جرعة لقاح، لكن لم تكن كل البلدان مستعدة لها.

ولا يزال من غير الواضح كيف يُمكن لمتغيرات مثل "أوميكرون" أن تؤثر على طموحات "كوفاكس" في المضي قدمًا في مبادرتها.

لكن بيركلي ومسؤولين آخرين في المبادرة قالوا إنهم ما زالوا ينتظرون المزيد من البيانات حول كيفية أداء اللقاحات الحالية ضد متغير أوميكرون، والذي ثبت أنه يراوغ بعض الأجسام المضادة لمكافحة الأمراض التي تنتجها اللقاحات.

المصادر:
ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة