السبت 27 يوليو / يوليو 2024

بعد ترحيله من فرنسا بسبب تصريح.. إمام تونسي يلجأ إلى القضاء

بعد ترحيله من فرنسا بسبب تصريح.. إمام تونسي يلجأ إلى القضاء

شارك القصة

أوقف الإمام التونسي محجوب محجوبي ثم تم ترحيله إلى تونس- اكس
أوقف الإمام التونسي محجوب محجوبي ثم تم ترحيله إلى تونس- إكس
اتُهم محجوب محجوبي بالإدلاء بتصريحات تحضّ على الكراهية وتم ترحيله من فرنسا إلى تونس في قرار وصفه بـ"التعسفي".

ندّد إمام تونسي رحلّته فرنسا بعد اتهامه بالإدلاء بتصريحات تحضّ على الكراهية، الجمعة، من تونس بما وصفه بالقرار "التعسفي"، مؤكدًا أنه سيلجأ إلى القضاء من أجل العودة إلى فرنسا حيث تقيم عائلته.

وأوقف محجوب محجوبي الذي كان يقطن منطقة في جنوب فرنسا ثم رُحلّ الخميس إلى تونس حيث وصل قبيل منتصف الليل في رحلة جوية من باريس.

ويعيش الإمام في فرنسا منذ منتصف الثمانينيات، وهو متزوج وأب لخمسة أبناء، وطالب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان بسحب تصريح إقامته الأحد.

واتُهم محجوب محجوبي ببث مقطع فيديو وصف فيه "العلم الثلاثي الألوان" من دون أن يحدد ما إذا كان العلم الفرنسي، بأنه "علم شيطاني". وقال الإمام لاحقًا إنها "زلة لسان"، موضحًا أنه كان في الواقع ينتقد المنافسات الشديدة بين مشجعي البلدان المغاربية خلال فعاليات كأس إفريقيا للأمم الأخيرة لكرة القدم.

وأوضح محجوبي الذي يعمل في مجال المقاولات في تصريح لوكالة "فرانس برس" من مقر سكنه في منطقة سليمان (شرق) التي تبعد حوالي 30 كيلومترًا عن العاصمة تونس أن "القرار الإداري لوزير الداخلية تعسفي بالطبع، سأدافع عن نفسي وسأفعل كل شيء من أجل العودة إلى زوجتي وأولادي".

سيمارس حق الدفاع

وتابع: "المحامي سيقدم قضية إلى المحكمة بفرنسا من أجل حق الدفاع. وسنواصل العمل وإذا لم تنصفني المحكمة سنلجأ إلى المحكمة الأوروبية". 

وأضاف محجوبي (52 عامًا) الذي يحمل أبناؤه الجنسية الفرنسية وأصغرهم يعالج من مرض السرطان: "لم أسبّ الجالية اليهودية ولم أسب العلم الفرنسي... لم أدع قط إلى الكراهية أو التطرف، بل على العكس من ذلك، والجميع يعرفني". وأوضح في حديثه عن أفراد عائلته: "بقوا لوحدهم ومن المستحيل أن يعيشوا من دوني". 

وكان دارمانان طلب من المحافظ إبلاغ القضاء بالتصريحات التي أدلى بها إمام المسجد في مدينة بانيول-سور-سيز، ليصل الأمر إلى إعلان المدعية العامة في نيم (جنوب) سيسيل جينساك الإثنين، أنّها فتحت تحقيقًا أوليًا في القضية.

وأوقف محجوبي ظهر الخميس بناء على قرار ترحيل في حضور أبنائه وزوجته، بحسب محاميه سمير حمرون، وتم نقله إلى أحد مراكز التوقيف الإداري في منطقة باريس.

وأعلن دارمانان أنه "بعد أقل من 12 ساعة من توقيفه" تم ترحيله إلى تونس. وأضاف وزير الداخلية عبر منصة إكس "إنه دليل على أن قانون الهجرة (الذي تم إقراره مؤخرًا)، والذي بدونه لم يكن من الممكن تنفيذ مثل هذا الطرد السريع، يجعل فرنسا أقوى". وتابع "الحزم هو القاعدة"، منتقدًا "الإمام المتطرف صاحب التصريحات غير المقبولة". 

قرار "تعسفي"

ورأى الإمام في تصريحاته لوكالة "فرانس برس" أن "قرار الترحيل تعسفي من قبل وزير الداخلية الذي أراد أن يخلق إثارة مستندًا إلى قانون الهجرة الجديد". وعلّل تحرك الوزير الفرنسي بـ"اقتراب الانتخابات" وتأخر حزبه في استطلاعات الرأي.

ومحجوبي ليس أول إمام ترحله فرنسا، إذ سبق أن تم ترحيل الجزائري عبد الرحيم صياح الذي كان مسؤولًا في مسجد في فرنسا أُغلق عام 2018، بتهمة الترويج لأعمال إرهابية. وتعتبره السلطات "زعيمًا للسلفية" وقد رحل إلى الجزائر في يونيو/ حزيران الماضي.

وكان الرئيس إيمانويل ماكرون قد أعلن مطلع عام 2020 نيّته إنهاء مهام حوالي 300 إمام أرسلتهم دول مختلفة، وفي الوقت نفسه زيادة عدد الأئمة المتدرّبين في فرنسا. ومنذ الأول من يناير/ كانون الثاني، لم تعد فرنسا تقبل أئمة جددًا "أجانب" ترسلهم دول أخرى.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close