الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

بعد تعثّر الحل العسكري.. ما المسارات المحتملة لأزمة النيجر؟

بعد تعثّر الحل العسكري.. ما المسارات المحتملة لأزمة النيجر؟

Changed

برنامج "للخبر بقية" يناقش مآلات الأزمة في النيجر في ظل تراجع الخيار العسكري (الصورة: غيتي)
يبدو أن سياسة الأمر الواقع هي الطريق الذي ستسلكه دول القارة الإفريقية والقوى الدولية الكبرى مع النيجر بعد تراجع الخيار العسكري.

شهدت مالي وبوركينا فاسو وغينيا وغينيا بيساو وزيمبابوي خلال السنوات القليلة الماضية انقلابات عسكرية، وتولى زمام سلطتها العسكر عبر أشكال عدة بحكم سياسة الأمر الواقع.

واضطرت أطراف إقليمية ودولية للتعامل مع الأنظمة العسكرية الحاكمة في هذه الدول رغم تنديدها وشجبها للانقلابات العسكرية وفرضها عقوبات في كثير من الأحيان على أنظمتها الحاكمة.

سياسة الأمر الواقع

ويبدو أن سياسة الأمر الواقع هي الطريق الذي ستسلكه دول القارة الإفريقية والقوى الدولية الكبرى مع النيجر التي طلب قادتها العسكريون دعمًا من غينيا لمواجهة التحديات المقبلة.

ويعد أحد أبرز المؤشرات على ذلك تراجع سيناريو التدخل العسكري في النيجر الذي لوحت به المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس".

وبدا ذلك واضحًا عبر تأجيل اجتماع قادة جيوش دول "إيكواس" لأسباب وُصفت بالفنية وكذلك إعلان الجماعة والاتحاد الأوروبي وواشنطن قبل أيام قليلة تغليبهم الحل الدبلوماسي في النيجر.

ولم يتراجع الخيار العسكري وحده، حتى مطلب "إيكواس" المتشدد بعودة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى السلطة انفتح على مطلب آخر فضفاض وهو العودة إلى المسار الدستوري. وهذا المطلب يمكن الالتفاف عليه كما حدث في مالي بإعلان خارطة طريق تنتهي بانتخابات.

وثمة أسباب كثيرة لإقصاء الخيار العسكري في التعامل مع أزمة النيجر أبرزها عدم جدوى هذا الخيار وكلفته البشرية المادية الكبيرة فضلًا عن أمور أخرى أبرزها أن قوة الاحتياط لدول "إيكواس" غير جاهزة، ناهيك عن تدخلات إقليمية ودولية عدة في ملفات القارة الإفريقية.

التدخل العسكري "شبه مستحيل"

في هذا السياق، أشار الأكاديمي والدبلوماسي النيجري السابق علي تاسع إلى أن عدة أسباب جعلت التدخل العسكري "شبه مستحيل".

واعتبر في حديث إلى "العربي" من نيامي أن إيكواس أخرجت جميع أوراقها دفعة واحدة ظنًا منها أن المجموعة العسكرية ستتراجع.

ولفت إلى أن دولًا أخرى مثل مالي وغينيا وبوركينا فاسو التفت حول النيجر معتبرة أن أي اعتداء على نيامي هو اعتداء عليها.

كما أشار تاسع إلى بروز أصوات دول أخرى تعادي التدخل العسكري في النيجر، إضافة إلى ما حدث في الدول المتحمسة للتدخل نفسها مثل نيجيريا والسنيغال وساحل العاج التي رفضت شعوبها التدخل العسكري.

دور المزاجين الشعبي والدولي

من جهته، رأى الخبير الأمني والإستراتيجي في منطقة الساحل والصحراء سليمان الشيخ حمدي أن المزاج الشعبي أدى إلى أن تستتب الأمور في مالي وبوريكا فاسو، مشيرًا إلى أن المزاج الشعبي هو الذي يسيّر الأمور في القارة الإفريقية. 

وقال في حديث إلى "العربي" من نواكشوط: "إن ما ينقص الانقلابيين سواء جاؤوا بحق أو بباطل هو الحاضنة الشعبية".

كما اعتبر حمدي أن المزاج الدولي لا يقل أهمية عن المزاج الشعبي. وقال: "إن فرنسا تقاتل من أجل مصالحها الضيقة الخاصة وتريد أن تحرق الأخضر واليابس دون أن تفكر في النتيجة". 

ولفت إلى أن الولايات المتحدة لاعب آخر لا يقل أهمية عن فرنسا في النيجر، لكنها تفكّر بعقلانية وفي مآلات التدخل العسكري.

أخطار متعددة

وحول أسباب تعثر اعتماد الخيار العسكري في النيجر، شرح أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس الدولية جان بيار ميليلي أن الخيار العسكري ليس ممكنًا في الظروف الحالية لأسباب عدة. 

وفي حديثه من باريس قال ميليلي: "نحن أمام مأزق يمثل أصل المشكلة لأن فرنسا تدخلت ردًا على مطلب من بعض دول المنطقة لتحاول مكافحة الإرهاب المنتشر تحت عدة أشكال".

واعتبر ميليلي أن هناك "أخطارًا جهادية إضافة إلى ضعف التنمية ومشاكل سياسية، وقفت عائقًا أمام إمكانية الخوض في مغامرة في النيجر". 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close