الأحد 5 مايو / مايو 2024

بعد جائحة كورونا.. الحرب على أوكرانيا توجه ضربة جديدة للاقتصاد العالمي

بعد جائحة كورونا.. الحرب على أوكرانيا توجه ضربة جديدة للاقتصاد العالمي

Changed

نافذة إخبارية تحليلية لـ"العربي" تسلط الضوء على الآثار العكسية للعقوبات على الغرب والعالم (الصورة: غيتي)
نبهت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي من أنّ تخلف روسيا عن سداد دينها "لم يعد حدثًا غير مرجح" وسط تأثيرات عكسية للعقوبات المفروضة على موسكو على الغرب والعالم عمومًا.

أكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، أنّ هناك تأثيرات "مأساوية" للحرب في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي، مؤكدة أن الصندوق سيخفض توقعاته للنمو العالمي الشهر المقبل بسبب تلك الحرب التي تدخل يومها السادس عشر من دون آفاق للتوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار.

وجاء تصريح مديرة صندوق النقد الدولي فيما تشتد المعارك بين الجيشين الروسي والأوكراني وسط إجراءات وعقوبات غربية تزداد يومًا بعد آخر في محاولة لإرغام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التراجع عن "عمليته العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.

"تأثير مأساوي"

وفي التفاصيل، نبهت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي من أنّ تخلف روسيا عن سداد دينها "لم يعد حدثًا غير مرجح" بسبب الحرب في أوكرانيا، حيث يعقد الصندوق والبنك الدولي اجتماعات الربيع بشكل افتراضي في أبريل/ نيسان المقبل.

وقالت غورغييفا خلال لقاء مع بعض الصحافيين: "سيكون هناك تأثير مأساوي للحرب على أوكرانيا. لدينا انكماش كبير في روسيا ونرى التأثير المرجح على آفاقنا للاقتصاد العالمي"، مؤكدة: "سنخفض الشهر المقبل توقعاتنا للنمو العالمي".

وشددت على أنّ الاقتصاد العالمي لم يتعاف بالكامل بعد جائحة كوفيد-19 التي تسببت بـ"أزمة ليست كسائر الأزمات، وهو يمر الآن بمرحلة دونها صدمة" أكبر بعد. ومضت تقول: "حصل ما لا يمكن تصوره، حرب في أوروبا".

تداعيات "قاسية" على روسيا

وبالنسبة للتداعيات على روسيا، قالت غورغييفا: إنّ العقوبات "غير المسبوقة"، التي فرضتها الدول الغربية تؤدي إلى "انكماش حاد في الاقتصاد الروسي وركود عميق".

وعددت التداعيات على روسيا ومنها تراجع هائل في قيمة العملة ما يؤدي إلى ارتفاع التضخم وانهيار القدرة الشرائية ومستوى عيش غالبية المواطنين الروس.

وقالت: إنّ "التداعيات على الدول المجاورة ستكون كبيرة أيضًا لا سيّما تلك التي لها روابط وثيقة بالاقتصادين الأوكراني والروسي" ذاكرة دول آسيا الوسطى ومولدافيا ودول البلطيق.

وشددت على أن الصندوق ليس لديه برنامج مع موسكو بل يريد أن يساعد أوكرانيا بشكل أكبر. وأقرّ الصندوق الأربعاء الماضي مساعدة قدرها 1.4 مليار دولار لكييف.

"مخاطر كبيرة" على الاقتصاد العالمي

وشهدت أسعار القمح والطاقة ارتفاعًا كبيرًا منذ بدء الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، حيث باتت تأثيراتها كبيرة على البلدان في الشرق كما في الغرب.

ويشير في هذا السياق الباحث في الاقتصاد الدولي في جامعة جورج تاون محمد سليمان إلى أنّ المخاطر كبيرة نتيجة لتلك الحرب، إضافة إلى وجود مخاوف بشأن سلاسل التوريد ووجود مخاطر أخرى بشأن "المواجهة المفتوحة" بين حلف شمال الأطلسي وروسيا.

ويؤكد في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، أنّ تلك المخاطر لها انعكاسات كبيرة على البورصات وأسواق المال والسندات الدولية، لافتًا إلى أنّ "العالم في أزمة مركبة" حيث البلدان النامية "ستعاني بشكل كبير" نتيجة لهذه الأزمة مع خروج "الأموال الساخنة والاستثمارات الأجنبية من الدول الناشئة".

وبالنسبة إلى انعكاسات الأزمة على الدول الغربية، التي تواصل فرض العقوبات على روسيا، أوضح الباحث في الاقتصاد الدولي أنّ هناك حالة غليان في واشنطن وباقي المدن الأميركية نتيجة لارتفاع أسعار الطاقة التي تؤثر على شتى مناحي الحياة للمواطن الأميركي وغيره في أوروبا والغرب عمومًا.

لكنه يشير إلى أنّ تأثيرات الأزمة ستكون أشد وطأة على اقتصادات البلدان الناشئة والفقيرة أكثر من البلدان الغربية على خلفية اضطراب سلاسل التوريد وعدم توفر القمح والارتفاع الكبير في أسعار الطاقة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close