عاد الهدوء إلى قطاع غزة اليوم الأحد بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل حيز التنفيذ عند الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي مساء أمس.
وأفادت مراسلة "العربي" كريستين ريناوي بأنّ التزامًا بدا واضحًا بوقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الذي تم برعاية مصرية، ضمن اتفاق يتضمن الالتزام بوقف استهداف المدنيين و(الأفراد) وهدم المنازل أيضًا.
وأشارت المراسلة إلى أنه رغم دخول الاتفاق حيز التنفيذ فقد سُجل إطلاق صاروخين من غزة قبيل منتصف الليل، اعترضت القبة الحديدية الإسرائيلية أحدهما، وسقط آخر في منطقة مفتوحة، قابل ذلك غارة إسرائيلية على القطاع تخللها قصف جوي، لكن الهدوء ساد تمامًا بعد ذلك.
وأضافت ريناوي أن ميلًا إسرائيليًا واضحًا قد بدا لاستعادة الحياة الطبيعية في المستوطنات الواقعة في غلاف قطاع غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي برفع حواجز أمنية أقامها على عدة طرقات كانت مغلقة، منذ يوم الثلاثاء حيث انطلقت العملية العسكرية ضد غزة.
وتسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ بدايته، باستشهاد 33 فلسطينيًا بينهم 6 أطفال و3 سيدات، و6 من قادة "سرايا القدس"، كما أصيب 147 آخرون بجراح مختلفة، فيما قتل إسرائيلي واحد جراء رد المقاومة الفلسطينية.
إعلان متبادل
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنتياهو، قد أعلن موافقة تل أبيب على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، في وقت متأخر من ليلة أمس السبت، لكنه قال في بيان رسمي: "الهدوء سيقابل بالهدوء، وإذا تعرضت إسرائيل للهجوم أو التهديد، فإنها ستواصل فعل ما يلزم عليها للدفاع عن نفسها".
وذكر بيان نتنياهو أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي شكر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على جهود القاهرة.
بالمقابل، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب: "نعلن قبولنا بالإعلان المصري ونلتزم به ما التزم به الاحتلال"، مضيفًا: "قبولنا جاء بعد حصولنا على تعهد بوقف الاغتيالات ووقف استهداف المنازل والمدنيين".
ترحيب بالاتفاق الجديد
ورحبت منظمة التحرير الفلسطينية بالاتفاق، من خلال أمين سر اللجنة التنفيذية، حسين الشيخ، الذي توجه بالشكر كذلك لمصر على "دورها الكبير وجهدها العظيم للوصول إلى هذا الاتفاق، كما وشكر كل الأشقاء والجهات الدولية التي ساهمت في تحقيق هذا الاتفاق".
من جانبها، رحبت واشنطن بوقف إطلاق النار، على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، وانضمت إلى الحكومة الإسرائيلية في التعبير عن شكرها للرئيس المصري على جهود الوساطة. فيما توجهت بشكر خاص لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وكان وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، قد أبلغ نظيره المصري سامح شكري، من خلال مكالمة هاتفية، ترحيب الدوحة بوقف إطلاق النار بغزة.
وأعرب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري عن "إدانة دولة قطر للقصف الإسرائيلي على المنشآت المدنية والمنازل في غزة، وترحيبها باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه اليوم".
مقابل ذلك، توجه أمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، الذي أعلن الانتهاء من "جولة أخرى في الصراع"، بالشكر إلى "الإخوة في مصر الذين بذلوا جهودًا كبيرة في كبح العدوان، وكذلك الإخوة في دولة قطر العزيزة، وكل الذين اتصلوا للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني".