الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

بعد 107 أعوام.. العثور على حطام سفينة قبالة سواحل القطب الجنوبي

بعد 107 أعوام.. العثور على حطام سفينة قبالة سواحل القطب الجنوبي

Changed

نافذة لـ"العربي" عام 2020 حول انعكاسات ذوبان جليد القطب الجنوبي (الصورة: غيتي/ تويتر)
ذهل العلماء باكتشاف أن حطام السفينة لا يزال محفوظًا بحالة جيدة في المياه المتجمدة بعد أكثر من قرن على غرقها.

تم حل أحد أعظم الألغاز البحرية في العصر الحديث، مع إعلان فريق من المستكشفين، اليوم الأربعاء، عثورهم على حطام سفينة المستكشف الإنكليزي إرنست شاكلتون التي تحمل اسم "إنديورنس" أي "قوة التحمل"، والتي اختفت تحت الجليد البحري في القطب الجنوبي عام 1915.

فوفق "الوول ستريت جورنال"، قام فريق دولي من علماء آثار البحرية والباحثين، بتحديد موقع الحطام على عمق 3000 متر تحت بحر ويديل، على بعد حوالي 6 كيلومترات جنوبي الموقع الذي سجل فيه غرق Endurance.

وتظهر مقاطع الفيديو أن السفينة، التي عثر عليها بعد 107 سنوات يوم 5 مارس/ آذار الجاري، محفوظة بشكل جيد في المياه المتجمدة مع ظهور اسمها بوضوح في مؤخرة السفينة.

حيث قال مينسون بوند، مدير بعثة الاستكشاف الخاصة بالسفينة "إنديورنس 22": "إلى حد بعيد هذا أفضل حطام سفينة خشبية رأيته في حياتي.. لا يزال الحطام مستقيمًا وفي حالة سليمة رائعة".

أما رحلة البحث عن "إندورانس" فأجراها صندوق Falklands Maritime Heritage Trust، على متن سفينة البحوث وكاسحة الجليد اللوجستية القطبية S.A Agulhas II، التي أبحرت من كيب تاون يوم 5 فبراير/ شباط.

وخلال رحلة السعي للعثور على الحطام، استخدم الفريق غواصات خاصة لتحديد موقع السفينة.

فيما كشف المؤرخ دان سنو الذي كان جزءًا من رحلة الاستكشاف، أن المياه "كانت نقية مثل الماء المقطر، مع إمكانية رؤية واضحة لحدود الـ 30 مترًا على الأقل.. شعرت وكأنني أسافر عبر الزمن".

"أسطورة" الطاقم الذي عاش أشهرًا في الجليد

وكانت "إنديورنس" قد انطلقت نهاية عام 1914 من جزيرة جورجيا الجنوبية البريطانية جنوبي المحيط الأطلسي حاملة على متنها بعثة Imperial Trans-Antarctic  بقيادة شاكلتون، في محاولة لعبور القارة المتجمدة الجنوبية للمرة الأولى من بحر ويديل إلى بحر روس، عبر القطب الجنوبي.

لكنّ السفينة الشراعية البالغ طولها 44 مترًا علقت في جليد بحر ويديل بشهر يناير/ كانون الثاني 1915، بقرب جرف لارسن الجليدي، وبقيت على هذا النحو لأشهر، فتحطمت ببطء بسبب الجليد قبل أن تغرق في نوفمبر/ تشرين الثاني 1915.

لكن قصة سفينة شاكلتون تحولت إلى "أسطورة تاريخية" في عالم البحرية، حيث ذكر المؤرخون أن الطاقم الذي كان على متنها نجا بطريقة لا تصدق من الموت المحتم نتيجة التحطم.

ونصب المستكشفون آنذاك الخيام على المياه المتجمدة لأشهر حتى تفككت، قبل أن يقوم شاكلتون بإطلاق قارب النجاة للوصول إلى جزيرة مأهولة جنوبي جورجيا على بعد 720 ميل بحري.

فأصبح شاكلتون نموذجًا يحتذى به بعد أن انتقل على متن مركب النجاة الى الجزيرة، حيث تمكن من إرسال إشارة يطلب فيها النجدة، قبل أن يعود بعد أشهر لينقذ باقي رفاقه العالقين. 

طاقم "إنديورنس" خلال البعثة العابرة للقارة القطبية الجنوبية 1914-1917 (أرشيف – غيتي)
طاقم "إنديورنس" خلال البعثة العابرة للقارة القطبية الجنوبية 1914-1917 (أرشيف – غيتي)

تغير المناخ على جدول الرحلة الاستكشافية

من جهة ثانية، كشفت "الوول ستريت جورنال" أن البعثة الاستكشافية أجرت أيضًا خلال رحلتها بحثًا علميًا حول تأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك الأحوال الجوية لبحر ويديل والدراسات عن سمك الجليد البحري.

إذ وفق البعثة: "أجرينا بحثًا علميًا مهمًا في جزء من العالم يؤثر بشكل مباشر على المناخ والبيئة".

وكان رئيس اتحاد الجمعيات البيئية في الأردن عمر شوشان قد تحدث لـ"العربي" عام 2020 عن الانعكاسات الخطيرة مناخيًا لذوبان جليد القطب الجنوبي نتيجة التغير المناخي والاحتباس الحراري.

وقال إن كثافة ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، يؤدي بشكل متصاعد ومباشر إلى الاحتباس الحراري وبالتالي تفاقم ذوبان الجليد في القطبين الجنوبي والشمالي.

أما أثناء الذوبان، فيشرح شوشان أن هذه العملية تصدر الكثير من الانبعاثات والغازات الدفيئة، تعود وتؤثر بدورها في الغلاف الجوي.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close