الأحد 19 مايو / مايو 2024

بغياب رسميّ.. سفراء وناشطون يكرّمون اللبناني لقمان سليم ويطالبون بمعاقبة قتلته

بغياب رسميّ.. سفراء وناشطون يكرّمون اللبناني لقمان سليم ويطالبون بمعاقبة قتلته

Changed

الوداع الأخير للفمان سليم
والدة سليم خلال مراسم التشييع اليوم (غيتي)
وصفت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا اغتيال الناشط المعارض لـ"حزب الله" بأنه فعل "بربري، غير مقبول ولا يمكن أن يُغتفر".

طالب سفراء دول عدة، اليوم الخميس، أبرزهم السفيرة الأميركية بوضع حدّ لثقافة الإفلات من العقاب السائدة في لبنان، وذلك خلال مشاركتهم في مراسم تكريم الباحث والناشط السياسي لقمان سليم في دارة عائلته في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.

ونظمت عائلة سليم مراسم تكريم لفقيدها في حديقة دارتها في منطقة حارة حريك بعد أسبوع من العثور عليه مقتولاً بالرصاص في جنوب البلاد، حيث أقامت له نصبًا تذكاريًا. وحضر المراسم التي تخللتها تلاوة صلوات من رجال دين مسلمين، ومسيحيين، عدد من الدبلوماسيين الغربيين، وإعلاميون وناشطون سياسيون مع غياب أي تمثيل رسمي لبناني.

ولقمان سليم (58 عامًا) باحث ومفكر عمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، وتوثيق ذاكرة الحرب الأهلية (1975-1990)، والتوعية على أهمية المواطنة والمساواة في بلد يعاني من انقسامات وصراعات سياسية وطائفية عميقة.

وكان سليم من أشد المنتقدين لـ"حزب الله" الذي يُعَدّ القوة السياسية والعسكرية الأكبر في لبنان. ولم يمنعه ذلك من تحويل دارة عائلته في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، الذي دان الجريمة، إلى مقر لعمله، ونشاطه ومركزًا لجمعية أمم للتوثيق والأبحاث التي أسسها.

وقالت السفيرة الأميركية دوروثي شيا خلال مشاركتها في مراسم التكريم، في زيارة نادرة لدبلوماسي أميركي إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، مخاطبة عائلته: "لقد سُلبتم وحُرمنا جميعنا من رجل عظيم، إنه فعل بربري، غير مقبول ولا يمكن أن يُغتفر". وأضافت: "كان شخصًا لا يتعب ولا يكلّ في مساعيه من أجل مصالحة الشعب اللبناني وتعزيز الحرية"، مشددة على أنّ "هذه الجهود لا ولن تُقمع بالخوف والعنف". وتابعت: "ننضم إليكم في المطالبة بالمحاسبة عن هذه الجريمة المروعة".

وشدد السفير الألماني أندرياس كيندل خلال كملة ألقاها على وجوب عدم نسيان "ما حدث الأسبوع الماضي"، مضيفًا: "نريد ونحتاج إلى تحقيق شفاف وإلى وضع حد للإفلات من العقاب.

بدورها، أكدت السفيرة السويسرية مونيكا شموتز كيرغوتز على أهمية "المحاسبة". وقالت إن بلادها "خسرت صديقاً" لكنها ستواصل دعم المشاريع التي عمل عليها.

لقمان سليم
السفيرة الأميركية تلقي كلمة باسم بلادها في مراسم التشييع (غيتي)

وكانت مراكز أبحاث عدة ومنظمات غير حكومية ودولية تستعين بخبرة لقمان سليم ومنشوراته نظرًا لاستقلاليته وجرأته في تناول أكثر المواضيع حساسية. كما قدّمت سفارات غربية عدة الدعم المالي لمشاريع توثيق ذاكرة الحرب والمفقودين.

وفي كلمة مقتضبة، حمّلت والدة لقمان سليم الباحثة والصحافية سلمى مرشاق رفاق ابنها والشباب مسؤولية "بناء بلد يليق بكم وبلقمان"، مضيفة: "الحمل ثقيل عليكم جداً". وقالت: "لا تستخدموا إلا العقل والمنطق، فالسلاح لا يفيد البلد ولم يفدني أنا كأم، لقد ضيّع ابني".

ووضعت العائلة لوحة رخامية في وسط حديقة دارتها تخليدًا لذكرى ابنها، مرفقة ببيت شعر للمتنبي جاء فيه "وقفت وما في الموت شك لواقف كأنك في جفن الردى وهو نائم".

وكان اغتيال سليم قد قوبل بعدة إدانات دولية أبرزها من وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكين، الذي طالب بتوقيف الجناة وتقديمهم للعدالة بشكل عاجل. كما طالبت الأمم المتحدة لبنان بتحقيق شفاف حول جريمة اغتيال الناشط البارز.

المصادر:
التلفزيون العربي/أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close