السبت 27 أبريل / أبريل 2024

بمشاركة شبابية ومراقبة مدنية.. انتخابات لبنان تنطلق بجولتها الثانية

بمشاركة شبابية ومراقبة مدنية.. انتخابات لبنان تنطلق بجولتها الثانية

Changed

"العربي" يواكب عملية الانتخابات البرلمانية اللبنانية (الصورة: غيتي)
انطلقت المرحلة الثانية من عملية اقتراع المغتربين اللبنانيين للانتخابات البرلمانية في دول الاغتراب، وسط مراقبة من هيئات المجتمع المدني والاتحاد الأوروبي.

يتوافد المغتربون اللبنانيون، اليوم الأحد، إلى مراكز الاقتراع في السفارات والقنصليات، مع انطلاق المرحلة الثانية من التصويت في الانتخابات البرلمانية في 48 بلدًا. 

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان أن 194 ألفًا و348 مغتربًا لبنانيًا، يشاركون في هذه الجولة، بعد أن انطلقت العملية الانتخابية رسميًا في جولة أولى يوم الجمعة، في 10 دول عربية وإيران. 

وتفقد الرئيس اللبناني ميشال عون مركز العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة الإنتخابات النيابية في الخارج الذي تمّ استحداثه في مقر وزارة الخارجية والمغتربين.

وقال عون في تصريحات للصحافيين إن الجهود المبذولة لإنجاز الانتخابات في الاغتراب ليست سهلة، معربًا عن أمله في أن تتحسن الامور في الانتخابات المقبلة وتكون أسهل من اليوم، "وأن يكون لكل ناخب رمز للتصويت من منزله".

وخلال زيارته، استمع عون من رئيس هيئة الإشراف على الانتخابات القاضي نديم عبد الملك حول الملاحظات التي تكوّنت لدى الهيئة يوم الجامعة الماضي واليوم الأحد.

كما قدمت له ممثلة "الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات" (لادي) عرضًا بالمهام التي تقوم بها في مراقبة العملية الانتخابية، وكذلك تحدثت مندوبة الاتحاد الاوروبي التي تتولى مع فريق وزارة الخارجية متابعة عملية الاقتراع.

انتظار اليوم الحاسم

وكانت الخارجية اللبنانية أفادت، في بيان، بأن أستراليا أولى الدول التي بدأ فيها تصويت المغتربين، ليلة السبت-الأحد. كما أوضحت الوزارة، أن الولايات المتحدة ستكون آخر من يفتح صناديق الاقتراع أمامهم، نظرًا لفارق التوقيت.

وبلغت نسبة المشاركة في الجولة الأولى، نحو 60% وفق الخارجية اللبنانية، فيما ستجري الانتخابات داخل البلاد في 15 مايو/ أيار الجاري.

وتحدّثت جمعية "لادي" التي تواكب الانتخابات في العديد من العواصم عن بعض المخالفات التي وثّقها مراقبوها، من بينها أنّ العديد من العوازل في الأقلام في أستراليا على سبيل المثال، مكشوفة وبالتالي لا تضمن سرية الاقتراع، وتمكّن المندوبين أو هيئات القلم من الاطلاع على خيارات الناخبين.

كما أشارت إلى حصول دعاية انتخابية قرب مراكز الاقتراع في أكثر من مكان، ما يشكّل خرقًا للصمت الانتخابي، فضلًا عن تسجيلها حالات ضغط على الناخبين. ونشرت الجمعية كذلك شريط فيديو يوثّق إدخال مندوبي بعض الأحزاب عددًا من الناخبين من الباب الخلفي لمركز الاقتراع.

وتتوجه أنظار جميع القوى السياسية التقليدية والمنبثقة عن المجتمع المدني نحو انتخابات الخارج، نظرًا لقدرتها على التأثير في النتائج النهائية، وهو ما ترجم استقطابًا سياسيًا بين مختلف القوى السياسية التي سعت إلى جذب أكبر قدر من المغتربين لمصلحتها.

وهذه هي المرة الثانية التي يُتاح فيها للمغتربين المشاركة في انتخاب أعضاء البرلمان الـ 128، حيث تتنافس 103 قوائم انتخابية تضم 718 مرشحًا موزعين على 15 دائرة انتخابية لاختيار أعضاء البرلمان.

وتجرى الانتخابات البرلمانية في لبنان كل أربع سنوات، حيث تتوزع المقاعد على نحو طائفي بالشكل التالي: 28 للسنّة، و28 للشيعة، و8 للدروز، و34 للموارنة، و14 للأرثوذكس، و8 للكاثوليك، و5 للأرمن، ومقعدان للعلويين، ومقعد واحد للأقليات داخل الطائفة المسيحية.

قوى شبابية

وتشهد الانتخابات وجود وجوه ولوائح شابة، كسرت المشهد التقليدي لأحزاب السلطة، وانبثقت عن حراك 17 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019، والذي طالب بإسقاط المنظومة الحاكمة، رغم وجود شكاوى من أن القانون الانتخابي الذي تجري على أساسه الانتخابات "مفصَّل على قياس" الطبقة السياسية الحالية، بحسب ما يؤكد معارضون وخبراء انتخابيون.

وأشار أستاذ العلاقات الدولية اللبناني فادي الأحمر في حديث سابق إلى "العربي"، من بيروت، إلى أنه لو حصلت الانتخابات قبل عامين لكانت نسبة المشاركة أعلى بكثير من اليوم، وذلك لأن الناس كانت مندفعة لتغيير الطبقة السياسية الحاكمة بعد الانتفاضة الشعبية التي حصلت في خريف 2019.

وتأتي انتخابات العام الحالي في ظل أوضاع سياسية معقدة، وأزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة يمر بها لبنان، فاقمها شح السلع الأساسية وفقدان العملة المحلية نحو 90% من قيمتها. 

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close