السبت 11 مايو / مايو 2024

بوتين يعمل من الكرملين.. فاغنر: سيطرنا على "روستوف" دون إطلاق رصاصة واحدة

بوتين يعمل من الكرملين.. فاغنر: سيطرنا على "روستوف" دون إطلاق رصاصة واحدة

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول كشف بريطانيا عن تفاصيل تمرد فاغنر (الصورة: غيتي)
أعلن بريغوجين أن قواته لم تكن بحاجة إلى إطلاق رصاصة واحدة عندما سيطرت على مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا في روستوف.

أكد المتحدث باسم الكرملين السبت أن الرئيس فلاديمير بوتين ما زال يعمل من مكتبه في العاصمة الروسية، على رغم التمرد المسلح الذي أطلقته مجموعة فاغنر العسكرية.

وقال المتحدث دميتري بيسكوف: إن "الرئيس يعمل من الكرملين"، وفق ما نقلت عنه وكالة "ريا نوفوستي"، وذلك ردًا على سؤال بشأن معلومات تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأن بوتين غادر موسكو بسبب التمرد.

وكان بوتين توجّه السبت بخطاب إلى الأمة محذرًا من "التهديد القاتل" وخطر "حرب أهلية" اللذين يمثلهما قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين بعد تمرده على القيادة الروسية.

وقال الرئيس الروسي: "إنها طعنة في ظهر بلدنا وشعبنا"، مضيفًا أن "ما نواجهه ليس إلا خيانة. خيانة سببها طموحات ومصالح شخصية" لبريغوجين، ومؤكدًا أن المتمردين "سيعاقبون حتمًا".

في المقابل، صرّح بريغوجين السبت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أخطأ بشدة" باتهام مقاتليه "بالخيانة"، مؤكدًا أن قواته "لن تستسلم".

وفي أول تعليق له على الأحداث، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت، أن التمرد المسلح الذي أطلقته مجموعة فاغنر دليل على ضعف روسيا وعدم الاستقرار السياسي فيها.

"من دون إطلاق رصاصة واحدة"

ميدانيًا، أعلن بريغوجين اليوم السبت أن قواته لم تكن بحاجة إلى إطلاق رصاصة واحدة عندما سيطرت على مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا في روستوف.

وفي رسالة صوتية جديدة نشرها المكتب الصحفي للمجموعة، قال إن رجاله تعرضوا لإطلاق نيران المدفعية وطائرات الهليكوبتر وهم في طريقهم إلى روستوف.

وأضاف أنه يعتقد أنه يحظى بدعم الشعب الروسي لما يسميه مسيرته "من أجل العدالة".

وفي سياق متصل، أعلن قوميون روس مؤيدون للحرب في أوكرانيا الذين يقودهم ضابط سابق في جهاز الأمن الاتحادي الروسي اليوم السبت، أنهم سينشرون قريبًا خطة عمل للتصدي للتمرد المسلح لمجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة.

وحذرت جماعة القوميين الروس، وهي جماعة معروف باسم "نادي الوطنيين الغاضبين"، في بيان من أن اندلاع حرب أهلية سيؤدي إلى إلحاق هزيمة عسكرية مذلة بالجيش الروسي في أوكرانيا، وحذرت من أن روسيا على شفا كارثة.

فاغنر "تتحرك" نحو موسكو

أفاد مراسل "العربي" في روسيا، بأن أحد عناصر مجموعة فاغنر ظهر في مقطع فيديو وهو يعلن أن قوات المجموعة بدأت تتحرك باتجاه العاصمة موسكو.

وبشأن تصريحات وزارة الدفاع البريطانية التي على ما يبدو أنها تعول على ولاءات الحرس الوطني الروسي خلال الساعات القادمة، أفاد مراسل "العربي" من لندن، بأن البيان الرسمي المقتضب الذي نشرته وزارة الدفاع البريطانية على تويتر، يتحدث عن ثلاث نقاط أساسية، الأولى أن قوات تابعة لمجموعة فاغنر تركت مواقعها في باخموت شرق أوكرانيا لتعبر باتجاه مدينة روستوف وتسيطر على مقر القيادة الجنوبية الروسية التي تدار منها المعارك في أوكرانيا.

والنقطة الثانية في البيان، حسب مراسلنا، هي التأكيد بأن هناك تحديًا كبيرًا يواجه فلاديمير بوتين والقيادة الروسية هو الأكبر منذ اندلاع الحرب.

أما النقطة الثالثة التي تحدث عنها هذا البيان، هي أن مجموعات أخرى من فاغنر تتجه من روستوف باتجاه موسكو، وأن ولاء قوات الحرس الوطني هو الفيصل في حماية موسكو، بحسب البيان.

"تصدع في الجبهة الداخلية الروسية"

وبالإضافة إلى بيان وزارة الدفاع البريطانية، أشار مراسل "العربي" إلى أن هناك الكثير من التحليلات على وسائل الإعلام البريطانية لمسؤولين وخبراء أمنيين، تتحدث عن الجبهة الداخلية الروسية وتصدعها، لافتًا إلى أن هناك احتفاء في بريطانيا بما يعتبر تصدعًا غير متوقع في الجبهة الداخلية الروسية.

لكنه أشار إلى أن هناك أيضًا خشية، إذ ذهب بعض المحللين إلى أن روسيا وهي قوية هي خطر على بريطانيا، كما أنها خطر على المملكة وهي ضعيفة أيضًا، بالنظر إلى مسألة القيادة الروسية وقوة التحكم في الأسلحة النووية وأمور إستراتيجية كبرى، ربما تخشى لندن أن تتحول من يد منضبطة أخرى غير منضبطة وهي مجموعات فاغنر.

وأضاف أن بريطانيا تعتقد أن خرقًا كبيرًا حدث في الجبهة الداخلية الروسية، وبأن قائد مجموعة فاغنر، لن يتوقف في معركة كسر العظم مع بوتين حتى يصل إلى مبتغاه.

ولفت مراسلنا إلى أن بعض المحللين في بريطانيا يلمحون إلى ما يشبه المؤامرة داخل الجسم العسكري الروسي، وبأن سيطرة قوات مجموعة فاغنر بكل بساطة على مقر القيادة الجنوبية، وهو المقر الأكبر في روستوف، لم يكن ليحدث لولا أن قادة هذه القيادة كانوا في صف يفغيني.

وأردف أن التقييمات البريطانية تؤكد بوجود قاعدة جوية كبرى في روستوف، كذلك مقر قيادة فيلقي المدفعية الأول والثاني، وقيادة كتيبة الدبابات الرابعة الروسية الموجودة، بالإضافة إلى مقرات أمنية كبرى سقطت بين عشية وضحاها في يد فاغنر، ما يؤكد بالنسبة للبريطانيين، بأن هناك في داخل الجيش الروسي من يساعد هذه المجموعة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close