أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن روسيا دعت لوقف لإطلاق النار في غزة وليس فقط إلى هدن إنسانية، لافتًا إلى أهمية هذه الخطوة لناحية إنقاذ حياة السكان ومنع توسع رقعة النزاع.
وأشار في حديث خاص إلى "العربي" إلى أن روسيا نظرت بعين الإيجابية إلى التوصل للهدنة الإنسانية في غزة التي ستوقف عمليات القتل لأيام على الأقل، معربًا عن أمله في أن تتحول الهدنة المؤقتة لوقف دائم لإطلاق النار، مشددًا على أولوية حماية الأرواح ووقف عمليات القتل.
خطر الانزلاق لحرب إقليمية قائم
ورحب نائب وزير الخارجية الروسي بالدورين المصري والقطري بشأن التهدئة في غزة، لافتًا إلى أنه زار القاهرة والدوحة والتقى بممثلي البلدين. كما التقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وقيادة حماس في الدوحة.
وردًا على سؤال حول إمكان انزلاق الأوضاع إلى حرب إقليمية، قال بوغدانوف: "هذا الخطر قائم بشكل دائم، ولذلك فإن وقف إطلاق النار في غزة ليس ضروريًا لحل مشاكل غزة وسكانها والرهائن الإسرائيليين فقط، بل ضمانة لعدم توسع النزاع".
وخلص بوغدانوف إلى أن وقف الحرب هو الضامن لعدم انزلاق النزاع وتوسعه للدول المجاورة.
كما اعتبر أن الأعمال على غرار قصف مطار دمشق بالغة الخطورة لأنها قد تقود لمزيد من التصعيد.
وقال بوغدانوف: "إن قتل النساء والأطفال على مرأى العالم يلهب مشاعر الناس"، متحدثًا عن المظاهرات التي تخرج في أوروبا وأميركا لدعم الشعب الفلسطيني، معتبرًا أنه لا يمكن للشعوب البقاء بوضع اللامبالاة تجاه ما يحصل في الأراضي الفلسطينية.
موقف إسرائيل يعيق جهود السلام
وحول حراك المجتمع الدولي للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار واستئناف عملية السلام، يقول بوغدانوف: "هذا العمل جار بمختلف الاتجاهات لكن السؤال يكمن في مدى فعالية هذه الجهود لأن من يتخذون القرار في بعض الدوائر وبالقيادة الإسرائيلية يقولون لنا إننا غير معنيين بذلك ولا نعتزم تنفيذ أي قرارات دولية".
ورأى نائب وزير الخارجية الروسي أن هذا الموقف يشكل عائقًا أمام كل الجهود التي تبذل من أجل إحلال السلام والأمن، مشددًا على أن "السبل العسكرية فشلت على مدى عشرات السنوات في حل المشكلات القائمة وقادت إلى تراكم مشاعر الرغبة بالانتقام وتولد الراديكالية والتطرف".
إلى ذلك، أكّد بوغدانوف عزم بلاده على العمل ومواصلة الجهد في كل الاتجاهات واستغلال علاقات موسكو بتل أبيب لإحلال السلام، متهمًا الجانب الأميركي في تعطيل عمل المجموعة الرباعية الدولية للوساطة (تتألف من الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة وهدفت لتيسير مفاوضات عملية السلام).
ولفت بوغدانوف إلى أن جلسة مهمة على مستوى وزراء الخارجية ستعقد في مجلس الأمن حول غزة، مشيرًا إلى أن موسكو ستدعم خلالها مشروع قرار سيقدمه الجانب المصري بدعم من دول عربية أخرى حول الأوضاع في غزة.
