الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

بين الموت والديون.. أفغان يخاطرون بحياتهم للتنقيب عن الذهب

بين الموت والديون.. أفغان يخاطرون بحياتهم للتنقيب عن الذهب

Changed

يعد انهيار مناجم الذهب أمر شائع في أفغانستان الغنية بالمعادن- إكس
يعد انهيار مناجم الذهب أمر شائع في أفغانستان الغنية بالمعادن- إكس
يجهد المنقبون الأفغان للعثور على الذهب على قمم ولاية بدخشان فيما يتعين عليهم تسليم خُمس الأرباح إلى سلطات طالبان.

يمتهن البعض في أفغانستان التنقيب عن الذهب رغم خطورته وعائداته غير المضمونة. 

فبعد أن فشل همايون، الميكانيكي البالغ 30 عامًا، في إيجاد وظيفة في مدينة فيض آباد المجاورة، انضمّ إلى حفنة من العاطلين الآخرين عن العمل لحفر الصخور بحثًا عن المعدن الثمين، على قمم ولاية بدخشان.

الأمل بالعثور على ذهب

يمزّق همايون نتفة من الخبز ويرتشف القليل من الشاي، بينما يصمت لبرهة قصيرة ضجيج أدوات يستخدمها رفاقه لاستخراج الذهب من جبل في شمال شرق أفغانستان.

ويقول همايون لوكالة "فرانس برس": "كان هناك خمسة أو ستة منا عاطلين عن العمل عندما جئنا إلى هنا لنرى ما إذا كان بإمكاننا العثور على شيء ما"، فيما ينهي رفاقه استراحتهم ويعيدون تشغيل المولدات ويستلّون مجددًا أدوات الحفر اليدوي.

فقد حفروا أربعة أنفاق في منجمهم الحرفي الصغير، لكنهم لم يعثروا على شيء يُذكر. وفي الوقت نفسه، يُضطر هؤلاء إلى إنفاق مدخراتهم الهزيلة على مصاريف الوقود والأدوات.

ويؤكد همايون أن منقّبين عثروا على الذهب في مناجم أخرى في المنطقة. لذلك يواصلون الحفر، آملين في العثور على كنز نفيس يقيهم خطر الرزوح تحت أعباء المديونية.

خسائر فادحة

من جهته، يقرّ قادر خان بأن الخسائر قد تكون فادحة. ويوضح: "هناك أشخاص استدانوا ولم يجدوا شيئًا في هذا النوع من الأنفاق". 

ويضيف: "لقد خسروا 200 ألف أو 300 ألف (أفغاني، أي 2800 إلى 4200 دولار)، ولم يكن لديهم حل آخر سوى البحث عن وظيفة أخرى، وكسب المال لسداد ديونهم". 

ورغم كونه في الرابعة والسبعين من العمر، "ليس أمام قادر خان خيار" سوى مواصلة العمل، كما يقول، بجانب كومة صخور يستعدّ لسحقها.

يواجه عمال مناجم الذهب في أفغانستان خطر الموت- إكس
يواجه عمال مناجم الذهب في أفغانستان خطر الموت- إكس

وأنهت عودة حركة طالبان إلى السلطة عام 2021 عقدين من الحرب مع الأميركيين وحلفائهم، لكنّ نصف السكان الأفغان يعيشون تحت خط الفقر، بحسب البنك الدولي.

وكان شريف (60 عامًا) يرعى الماشية سابقًا. لكنه يعمل في التنقيب عن الذهب منذ عام. وقد ذهب اثنان من أبنائه إلى إيران لمحاولة العثور على عمل هناك. ويقول: "نحن مستمرون في الزراعة، لكنّ الأمر لم يعد كما كان من قبل"، مشتكيًا من نقص المياه، في ظل الجفاف المستمر في البلاد للسنة الثالثة.

آلية استخراج الذهب

وتُكسر الصخور ثم تُنقل إلى سفح الجبل، حيث تُطحن لتحويلها إلى مسحوق.

ويستخدم الرجال دلى لصب الماء على أكوام الغبار على ضفاف نهر كوكشة، الذي يتدفق بين القمم المغطاة بالثلوج. ثم يعمدون إلى غربلتها فوق مادة مأخوذة من داخل سيارة وممدودة على قطع من الخشب.

تُستخدم عائدات الغسل الأول لتمويل المعدات اللازمة للحفاظ على نشاط المنجم، فيما يتقاسم العمّال إيرادات الغسلة الثانية والثالثة.

طالبان تأخذ خمس الأرباح

يتوقف شاب عن تحريك الحاوية التي يفصل فيها الصخر عن الذهب، ليُخرج من جيبه قطعة بلاستيك ملفوفة حول كمية صغيرة من المعدن الثمين، تناهز قيمتها 4000 أفغاني.

ويقول همايون إن 4,5 غرامات من الذهب كانت تباع مقابل 18 ألف أفغاني (250 دولارًا) في نهاية شهر فبراير/ شباط.

ووصل سعر المعدن الأصفر في السوق العالمية، إلى أعلى مستوى تاريخي، مع تخطي الأونصة أخيرًا عتبة 2200 دولار.

وحتى لو تمكّن المنقبون الأفغان من العثور على كميات كبيرة من الذهب، فسيتعين عليهم تسليم خُمس الأرباح إلى سلطات طالبان.

خطر الموت

وأثناء عمليات التنقيب في الجبال الأفغانية، لا يواجه العمّال خطر المديونية فحسب، بل الموت أيضًا، فانهيار المناجم أمر شائع في أفغانستان الغنية بالمعادن والأحجار مثل اللازورد الذي تشتهر به ولاية بدخشان.

يقول عمال مناجم نهر كوكشة إنهم فقدوا أصدقاء لهم أخيرًا. وفي الشهر الماضي، أفادت وسائل إعلام محلية بوفاة عامل في انهيار منجم في ولاية تخار المجاورة.

كما قُتل ما لا يقل عن 30 شخصًا في بدخشان في 2019 عندما انهار منجم ذهب كانوا ينقّبون فيه.

ولكن، على الرغم من كل شيء، يواصل عمال المناجم الحفر. ويقول همايون "حتى الآن لم نعثر على الكثير"، ولكن "لدينا أمل، ونثق في الله". 

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close