Skip to main content

بين مسعى أممي واحتدام المواجهات.. أين وصلت مبادرات حل الأزمة في اليمن؟

الثلاثاء 1 يونيو 2021

سعى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غرفينث للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن، في إطار زيارة إلى صنعاء، التي جاءها حاملاً مقترحات ومبادرة لوقف إطلاق النار.

وتخللت زيارة غريفيث لقاء مع زعيم الحوثي لا يعكس بالضرورة تقدمًا إيجابيًا في الملف اليمني، ولاسيما مع  تصعيد المواجهات بين الجماعة التي واصلت استهداف المدن السعودية بالصواريخ والمسيرات من جهة، والتحالف الإماراتي السعودي الداعم للحكومة اليمنية الذي كثّف قصف مناطق سيطرة الجماعة من جهة أخرى.

ففي سنوات مهمته مبعوثًا أمميًا إلى اليمن، زار غرفيث صنعاء وغادرها مرارًا دون أن ينجح في تحقيق خطوة متقدمة في التفاوض لإنهاء أزمة البلاد. ويغادر الرجل مرة جديدة "بخيبة" رغم الاهتمام الدولي لإرساء السلام في اليمن.

وحضر غريفيث وفي جعبته مبادرة لوقف إطلاق النار والسماح بإنقاذ الوضع الإنساني. لكن لا يبدو أن مقترحه مسموع فالرد في الميدان أتى تصعيديًا، حيث يفتخر المتحدث باسم التحالف الإماراتي السعودي بالتقدم على مختلف الجبهات على الحوثيين في مأرب وتعز والجوف وغيرها، فيما ترد جماعة الحوثي باستهداف قاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط في الداخل السعودي.

وجاء استهداف القاعدة "كرد على تصعيد العدوان والحصار الشامل على اليمن" بحسب المتحدث بإسم جماعة الحوثي، يحيى سريع.   

ويأمل غريفيث الذي دعا لإنتهاز الإجماع الدبلوماسي لحل الأزمة اليمينة، أن يُفتح مطار صنعاء ما سيسمح بدخول المساعدات لشعب يعاني أزمة إنسانية، بحسب الأمم المتحدة. وفي المقابل يؤكد زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي للمبعوث الأممي فصل الملف الإنساني عن الملفين العسكري والسياسي. 

فصل الملف الإنساني عن الملف العسكري

يؤكد عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، محمد البخيتي، أن الحصار القائم على الشعب اليمني هو لأهداف سياسية.

ويشير في حديث إلى برنامج "للخبر بقية" عبر "العربي" من صنعاء، إلى ضرورة الفصل بين الملف الإنساني والملفين السياسي والعسكري. ويقول :"لا يوجد مبرّر لمعاقبة الشعب اليمني". 

وحول الجانب العسكري، يقول البخيتي :"نحن مع سلام شامل، ونطالب دول العدوان بوقف عدوانها ورفع حصارها وسحب قواتها العسكرية".

كما يحذر البخيتي من "مطامع للسيطرة على أراضٍ يمنية وتغيير الحدود الدولية". 

جماعة الحوثي "لا تريد وقف الحرب"

يستغرب الباحث السياسي براء شيدان المفاوضات القائمة في صنعاء. ويقول من لندن: "لا يمكن أن يعلن الحوثيون أنهم يريدون حل الأزمة الإنسانية ولكن يرفضون وقف الحرب"، مشيرًا إلى أن الأزمة الإنسانية هي نتيجة لاستمرار الاشتباكات.  

ويعتبر أن جماعة الحوثي "تريد حل الإشكاليات ولكن لا تريد وقف الحرب".

ويرى شيدان أن الحكومة اليمنية تحاول المحافظة على الدعم الدولي، عبر تأكيدها في هذه المرحلة على تجاوبها مع الحلول المطروحة لأزمة البلاد من قبل المجتمع الدولي.

ويشدد شيدان على ضرورة عدم خسارة الدور الروسي في الملف اليمني". 

القرار في طهران وفيينا

من جهة أخرى، يؤكد الكاتب والباحث السياسي منيف عماش الحربي على أهمية المبادرة السعودية لوقف إطلاق نار تحت مظلة الأمم المتحدة. ويرى "أن السردية الحوثية لا زالت خارج السيّاق"، ويعتبر أن الجماعة لا تملك قرارها، حيث يتحدد الموقف من أي مبادرة في فيينا وطهران.

ويقول من  الرياض :"يبدو أن هناك مرحلة استكشافية جديدة بين طهران والرياض... وأعتقد أن الملف اليمني سيأتي ضمن سياقات متعددة ستلقي بها طهران على الطاولة". وأضاف: "ستكون الورقة الحوثية أول ورقة تتخلّى عنها طهران، حيث لديها ملفي العراق ولبنان أكثر أهمية".  

ويدعو الحربي إلى انتظار الإنتخابات الإيرانية القادمة في 18 يونيو/ حزيران، "التي قد يعقبها حل لعدد من الملفات في المنطقة"، حسب قوله. 

المصادر:
العربي
شارك القصة