تتأثر صحة المرأة بشكل كبير في فترة الحمل، بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسدها في هذه الفترة.
لكن جديد هذا الموضوع أن الأبحاث العلمية الأخيرة، ربطت بين ارتفاع عدد الولادات وتراجع معدلات قياس التنفس لدى المرأة.
فقد توصل العلماء لنتيجة مفادها، أنه كلما زاد عدد حالات الحمل، تدهورت وظيفة الجهاز التنفسي، ورأوا أن هناك ارتباطًا ظاهريًا سلبيًا كبيرًا، بين عدد الأطفال المولودين، وعمر النساء الصحي، حيث يقلل كل طفل إضافي 0,74 سنة من العمر الصحي.
وأثبتت الأبحاث أن النساء اللاتي تجاوزن سن 45 عامًاـ وعدد أطفالهن يساوي أو يفوق 3 أطفال يكون لديهن ميل نحو انسداد الشعب الهوائية.
وقدم العلماء من خلال سلسلة دراسات علمية فرضيات لشرح التأثير السلبي لعدد الولادات على معايير القياس التنفسي لدى النساء، إذ تكشف الأبحاث عن فحص المعدلات القصوى للشهيق والزفير للإناث، أن النساء اللواتي لديهن عدد ولادات يساوي أو يفوق الـ4، يعانين من معدلات ضغط شهيق أدنى من اللواتي يبلغن عمر 60 عامًا مع عدد ولادات أقل من 3.
وأكدت الدراسة أن زيادة حجم الرحم ومنطقة البطن في أثناء الحمل تؤدي إلى تغييرات تكوين الصدر وعضلات الجهاز التنفسي، فقد يزداد محيط الصدر، ويحدث تضخمًا في عضلات الجهاز التنفسي.
تغيرات طويلة الأمد.. كيف يؤثر الحمل على جسد المرأة وتركيبة العظام فيه؟#صباح_جديد #صحة pic.twitter.com/qPzHI6GuRF
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 30, 2022
ويمكن أن تتراكم تأثيرات هذه التغيرات مع الحمل المتكرر، ما يساهم في انخفاض قوة عضلات الجهاز التنفسي، وبالتالي تدهور معايير قياس التنفس.
وتوصل العلماء أيضًا إلى أن الهرمونات الجنسية الأنثوية هي وسيطة مفترضة لصحة الرئة فهي تتحكم في العضلات الملساء في مجرى الهواء وتكاثر الخلايا والالتهاب.
"العلاقة بين الحمل والتنفس"
وفي هذا الإطار، يوضح الأخصائي في الأمراض التنفسية رائد رطيل أن هذه النتائج تأتي بحسب المناطق التي تجري فيها الدراسات، وحسب طبيعية المعيشة.
ويشرح في حديث إلى "العربي" من العاصمة اللبنانية بيروت أن هناك علاقة بين الحمل والتنفس، فعندما يكون هناك حمل طبيعي يرتفع الحاجز الذي يفصل بين الرئة والأمعاء، ما يسبب ضيقًا في مجرى الرئتين، وينتج عنه انخفاض في حجم التنفس، ويؤدي لصعوبة في التنفس لدى المرأة الحامل.
ويبين رطيل أن هذه الحالة هي نتيجة تفاعل جسد المرأة مع الحمل سواء كان في المرة الأولى أو الثانية.
ويضيف أن هناك تمارين محددة وأدوية لتجنب حصول مشاكل في التنفس لدى المرأة الحامل حسب طبيعية الجسد.
ويخلص الأخصائي في الأمراض التنفسية إلى أن جسد المرأة يتغير مع الحمل، بدءًا بانحباس المياه، بالإضافة إلى الهرمونات.