ارتفع حجم الإنفاق العسكري العالمي للعام السابع على التوالي عام 2021 ليصل إلى 2113 مليار دولار أميركي، متجاوزًا 2 تريليون دولار أميركي للمرة الأولى، بحسب تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام (سيبري) نُشر الإثنين.
ويمثل هذا المبلغ 2.2% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أي ما يعادل 268 دولارًا للفرد.
وارتفع الإنفاق العسكري العالمي بنسبة 0.7% مما كان عليه في عام 2020 وبنسبة 12% مما كان عليه في عام 2012. وظل هذا المسار التصاعدي من دون تغيير على الرغم من التقلبات الاقتصادية الناجمة عن جائحة كوفيد-19.
كما نمت الميزانيات الحكومية الإجمالية بشكل أسرع من الميزانيات العسكرية، بحسب "سيبري". فعام 2021، خصصت الدول ما متوسطه 6% من إجمالي الإنفاق الحكومي لجيوشها، انخفاضا من 6.1 % عام 2020 ومن 6.6% عام 2012.
وتشير الأرقام إلى أن الحكومات تستثمر المزيد من الأموال في الجيش بينما تخصص أيضًا المزيد للإنفاق غير العسكري.
ومع ذلك، فإن مبلغ 2 تريليون دولار الذي يتم إنفاقه على الجيش يمثل فرصة ضائعة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف اتفاقية باريس لعام 2015 بشأن تغير المناخ.
وخلال عام 2021، سعت الأمم المتحدة لعكس الاتجاه التصاعدي للإنفاق العسكري حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة لخفض الإنفاق العسكري المفرط وزيادة الاستثمار في البنية التحتية الاجتماعية والأمن البشري.
-
الشرق الأوسط
انخفض الإنفاق العسكري في الشرق الأوسط بنسبة 3.3% في عام 2021، ويرجع ذلك بحسب "سيبري" إلى حد كبير إلى انخفاض إنفاق المملكة العربية السعودية بنسبة 17%، والذي يمثل 30% من الإجمالي الإقليمي.
لكن إيران رفعت من إنفاقها العسكري بنسبة 11% في الإنفاق، مما جعل إيران في المرتبة 14 من حيث الإنفاق العسكري عام 2021.
-
نمو الإنفاق الأوروبي
كانت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة عاملاً هامًا في زيادة الإنفاق العسكري في أوروبا بنسبة 3% بحسب "سيبري".
ونما الإنفاق العسكري الروسي للعام الثالث على التوالي عام 2021 وارتفع بنسبة 2.9%، ليصل إلى 65.9 مليار دولار.
-
ارتفاع في إفريقيا
ارتفع الإنفاق العسكري في إفريقيا بنسبة 1.2%. وهذه هي السنة الثالثة على التوالي من نمو الانفاق العسكري في القارة.
وأثرت الزيادة البالغة 56% في نيجيريا بشكل كبير على الاتجاه الإقليمي العام. فقد بلغ حجم الانفاق 4.5 مليار دولار، وهي أعلى زيادة سنوية لها منذ عام.
-
انخفاض في الأميركيتين
انخفض الإنفاق العسكري في الأميركيتين بنسبة 1.2%. وكان هذا الاتجاه مدفوعًا بشكل رئيس بإنفاق الولايات المتحدة، أكبر منفق عسكري في العالم.
وبحسب "سيبري"، فقد بلغ الإنفاق الأميركي 801 مليار دولار في عام 2021، أي ما يعادل 38% من إجمالي حجم الإنفاق العالمي. وكانت هذه زيادة اسمية بنسبة 2.9% ولكنها كانت انخفاضًا في القيمة الحقيقية بنسبة 1.4% (بسبب أعلى معدل تضخم منذ عام 1982).
فعام 2021، أنهت الولايات المتحدة وجودها العسكري الذي دام ما يقرب من عقدين في أفغانستان، وقد أنفقت حكومة الولايات المتحدة أكثر من 2.3 تريليون دولار على الحرب هناك، بين عامي 2001 و2021 بما في ذلك استثمار 85 مليار دولار لتعزيز قوات الأمن الأفغانية.
-
اتجاه تصاعدي في آسيا
في آسيا، استمرت الزيادة بنسبة 3.5% في الإنفاق العسكري في اتجاه تصاعدي مستمر منذ عام 1989 على الأقل.
وقدّر المعهد إنفاق الصين العسكري بـ293 مليار دولار، وهي ثاني أكبر منفق في العالم في عام 2021، بزيادة بنسبة 4.7% مقارنة بعام 2020.
كما ارتفع الإنفاق بين القوى الإقليمية الكبرى الأخرى: بنسبة 0.9% في الهند، و7.3% في اليابان، و4.7% في كوريا الجنوبية.
-
شركات إنتاج الأسلحة
بلغ إجمالي مبيعات الأسلحة لأكبر 100 شركة للأسلحة والخدمات العسكرية 531 مليار دولار عام 2020 - وهو آخر عام تتوافر عنه بيانات.
وكان إنتاج الأسلحة في جميع أنحاء العالم مرنًا إلى حد كبير في مواجهة الانكماش الاقتصادي الناجم عن جائحة كوفيد-19، بينما انكمش الاقتصاد العالمي بنسبة 3.1% في عام 2020.
وكان هناك 41 شركة أسلحة أميركية في قائمة أفضل 100 شركة، وبلغ حجم مبيعاتها من الأسلحة 285 مليار دولار، و5 شركات صينية بلغت مبيعاتها 66.8 مليار دولار.