الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

تحذيرات إيرانية لإسرائيل.. نص يطلب من طهران التعاون مع الوكالة الذرية

تحذيرات إيرانية لإسرائيل.. نص يطلب من طهران التعاون مع الوكالة الذرية

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول التوتر المتواصل بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران (الصورة: رويترز)
رفعت أميركا والدول الأوروبية الثلاث الموقّعة على الاتفاق النووي الإيراني نص قرار إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينتقد عدم تعاون إيران مع الهيئة الأممية.

على وقع الاتهامات المتبادلة في ظل توقف مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، حذّرت طهران اليوم الثلاثاء إسرائيل من أنها "ستدمر مدينتي تل أبيب وحيفا في حال ارتكابها أيّ خطأ".

جاء ذلك فيما توقعت الدولة العبرية أنّ يصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة تحذيرًا واضحًا لإيران بشأن برنامجها النووي.

"سنسوي تل أبيب وحيفا بالأرض"

من جانبه، حذّر قائد القوات البرية في الجيش الإيراني كيومرث حيدري من أن طهران ستدمر مدينتي تل أبيب وحيفا إذا ارتكبت إسرائيل أي خطأ.

ونقلت وكالة تسنيم للأنباء شبه الرسمية اليوم الثلاثاء عن حيدري قوله: "لأي خطأ يرتكبه العدو، سنسوي تل أبيب وحيفا بالأرض بأمر من المرشد الأعلى".

وأضاف أن "جميع وحدات الجيش جُهزت بالإنجازات والمعدات الدقيقة وبعيدة المدى والذكية"، مشيرًا إلى أن مدى الطائرات المسيرة والصواريخ العملياتية للجيش قد ازداد.

وأكد حيدري أن "كل المعدات هي للرد على الاعتداءات الغبية لأعداء الثورة الإسلامية، كما يجري تغيير وتحديث وتوطين الأسلحة الخفيفة للقوات البرية".

وسبق لإيران أن اتهمت إسرائيل، بالوقوف خلف عمليات تخريب واعتداءات طالت منشآتها النووية، مثل منشأة كرج غرب طهران لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في يونيو/ حزيران 2021، ومنشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم وسط البلاد في أبريل/ نيسان من العام ذاته.

كذلك، تتهم إيران إسرائيل بالوقوف خلف اغتيال أو محاولة اغتيال علماء نوويين، آخرهم محسن فخري زاده الذي قتل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.

طرح نص يطلب من إيران "التعاون التام"

في غضون ذلك، رفعت الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث الموقّعة على الاتفاق النووي الإيراني (المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا) نص قرار إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينتقد عدم تعاون إيران مع الهيئة الأممية، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية الثلاثاء.

وقال دبلوماسي أوروبي: إنه "تم تقديم النص خلال الليل"، وهو أمر أكده مصدر ثان.

ويحض النص إيران على التعاون التام مع الوكالة ويعد الأول من نوعه منذ تم تبني إجراء مشابه ضد طهران في يونيو/ حزيران 2020.

ويعد كذلك مؤشرًا على نفاد صبر القوى الغربية جراء الجمود الذي طرأ على المحادثات الرامية لإعادة إحياء اتفاق 2015 النووي في مارس/ آذار.

ويرجّح أن يتم التصويت عليه الخميس تزامنًا مع اجتماع مدته أسبوع يعقده مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 عضوًا، بحسب ما أفاد أحد الدبلوماسيين.

وفي تقرير أواخر الشهر الماضي، قالت الوكالة إنها ما زالت لديها أسئلة لم تحصل على "توضيحات" بشأنها تتعلق بآثار اليورانيوم المخصب التي عثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة في البلاد.

وفي مستهل الاجتماع، أعرب المدير العام للوكالة رافايل غروسي عن أمله في "حل هذه المسائل نهائيًا".

مبادرة "غير بناءة"

من جانبها، انتقدت إيران مجددًا مبادرة "غير بناءة" يحتمل أن يكون لها "تأثير سلبي على كل من تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعلى مفاوضاتنا"، وفق الناطق باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده.

وأضاف خطيب زاده في تصريحات للتلفزيون الرسمي الإثنين: "لن نصدر أحكامًا مسبقة وسننتظر نتائج جلسة المحافظين لنعلن موقفنا بما يتناسب معها".

وهذا التصويت قد "يعرقل" المحادثات في فيينا، وفق الصين وروسيا اللتين ما زالتا طرفين في الاتفاق إلى جانب الدول الأوروبية الثلاث.

وتوعّدت إيران برد "فوري" على أي خطوة "سياسية" تقوم بها الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث.

بدوره، حذّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الأحد من أن "الأطراف الذين يعرقلون المسار الدبلوماسي سيتحملون مسؤولية تبعات اعتماد أي قرار ضد إيران" في مجلس المحافظين.

"توجيه تحذير واضح لإيران"

في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت اليوم الثلاثاء: إنه يتوقع أن يصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة تحذيرًا واضحًا لإيران بشأن برنامجها النووي.

وفي تصريحات أمام لجنة برلمانية نقلها التلفزيون، أضاف بينيت: "نتوقع أن يصدر مجلس المحافظين إشارة تحذير واضحة للنظام في طهران ويوضح أنهم إذا واصلوا سياستهم النووية المتسمة بالتحدي فسوف يدفعون ثمنًا باهظًا".

وانطلقت المحادثات الرامية لإعادة إحياء الاتفاق في أبريل/ نيسان 2021 بهدف إعادة الولايات المتحدة إليه، ورفع العقوبات المفروضة على إيران مجددًا وحضّها على الحد من أنشطتها النووية.

وأتاح اتفاق 2015 رفع عقوبات كانت مفروضة على إيران، في مقابل تقييد برنامجها النووي. إلا أن مفاعيله باتت في حكم الملغاة منذ انسحاب واشنطن منه في عهد دونالد ترمب عام 2018 وإعادة فرضها عقوبات قاسية على طهران، ما دفع هذه الأخيرة للتراجع عن التزامات بموجبه.

وطرأ الجمود على محادثات إعادة إحيائه في الأشهر الأخيرة، وحذّر مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي يتولى تنسيق المحادثات في تغريدة نهاية الأسبوع من أن فرص العودة إلى الاتفاق "تتقلّص"، مضيفًا: "لكن ما زال بإمكاننا تحقيق ذلك عبر بذل جهد إضافي".

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close