الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

تحذيرات من خطورتها.. أي تبعات لسياسة حكومة نتنياهو الجديدة على الفلسطينيين؟

تحذيرات من خطورتها.. أي تبعات لسياسة حكومة نتنياهو الجديدة على الفلسطينيين؟

Changed

حلقة من برنامج "تقدير موقف" تناقش تبعات سياسات حكومة نتنياهو اليمينية على الداخل الإسرائيلي وعلى الفلسطينيين (الصورة: رويترز)
يمنح الإعلان الحكومي الجديد اليمين صلاحية السيطرة على صناعة القرار الأمني وترجمة عقيدته إلى سياسات ممنهجة ضد الفلسطينيين.

لم يتمكّن بنيامين نتنياهو عبر تشكيل حكومته السادسة من التفوق على معارضيه فحسب، بل على جيل المؤسسين لدولة الاحتلال، إذ قدّم لحكومته الحالية تنازلات كبيرة، ليقود ائتلافًا وُصف بالأكثر يمينية في التاريخ الإسرائيلي.

توحي مضامين اتفاقيات الائتلاف بين حزب الليكود وشركائه من أحزاب اليمين المتشدد وما يُعرف بتحالف الصهيونية الدينية، بأن الحكومة الإسرائيلية الجديدة مُقبلة على مرحلة تصعيد على جبهات عدة.

نهج جديد

يمنح الإعلان الحكومي الجديد اليمين صلاحية السيطرة على صناعة القرار الأمني وترجمة عقيدته إلى سياسات ممنهجة ضد الفلسطينيين، لا سيما في ملفات الاستيطان ومواصلة سياسة القتل والتهجير، ثم تغليفها بشرعية قانونية تضعها الحكومة الجديدة في مقدمة أولوياتها.

لا تبدو المخاوف فلسطينية فحسب، فسريعًا بدت ملامح تصدّع بين تياري العلمانيين والمتديّنين، وبات الانقسام في الرؤى بشأن السياسة الإسرائيلية، وتعزيز الهوية القومية اليهودية، يعبَّر عنه في إسرائيل.

فباقتحامه المسجد الأقصى، لم يتأخر وزير الأمن القومي الجديد إيتمار بن غفير في ترجمة هذا النهج، في خطوة تشبه كثيرًا ما أقدم عليه قبل نحو 20 عامًا رئيس الوزراء آنذاك آرييل شارون.

"مغامرة متهورة وقيادة إسرائيل إلى الجحيم"، هكذا وصفت بعض الصحف الإسرائيلية فعل بن غفير، وكذلك جاءت التحذيرات الأميركية والفرنسية والبريطانية من أي محاولة لتغيير الوضع القائم في الأماكن المقدسة والأراضي الفلسطينية.

فرصة للفلسطينيين

امتعاض داخلي وخارجي يرى فيه خبراء فرصة للفلسطينيين لمواجهة مخططات حكومة الاحتلال، ذلك أن كسب أوراق ضغط خارجية وارد، مع توقعات باستدامة أجندة نتنياهو الخارجية برؤية الإدارة الأميركية بشأن ملفات إقليمية.

وبالرغم من قتامة المشهد، ترشّح تفسيرات أن يدفع الوضع الراهن الفلسطينيين لرص الصفوف وتوحيد ساحات النضال من جديد.

كما أن مواجهة مشروع الحكومة اليمينية بقيادة نتنياهو، قد تفرض العودة إلى أصل الصراع بثنائية النضال السياسي والميداني الموحّد.

مرحلة من التصعيد

في هذا السياق، يرى مدير عام مركز مدى الكرمل للدراسات مهند مصطفى أن حكومة نتنياهو أتت بخطاب يهودي استعلائي، عبر رغبة بفرض القرارات على الجميع.

ويشير مصطفى، في حديث إلى "العربي" من أم الفحم، إلى أن الاتفاق الائتلافي بين الأحزاب اليمينية يضم برنامج عمل تفصيلي، وبالتالي هو ليس فقط تصريحات عامة، بل تضم خططًا حول التعامل مع الفلسطينيين وإخضاعهم وفرض السيادة اليهودية بالمفهوم الفوقي.

ويوضح مصطفى أن هذه الحكومة تمتلك دعمًا شعبيًا كبيرًا جدًا، وهو انعكاس للبنية العنصرية في داخل إسرائيل.

ويشدد على أن "الحكومة الحالية تختلف عن سابقاتها بأنها لا تريد فقط تنفيذ سياسات واضحة ضد الفلسطينيين، بل تهدف إلى تغيير النظام الإسرائيلي السياسي في بنيته القانونية".

ويؤكد أن "هذه الحكومة خطيرة جدًا من كافة النواحي، وهي تابعة ومتعلقة بالأحزاب اليمينية، لأن نتنياهو يرغب بالبقاء رئيسًا لها ما يُجبره على الحفاظ على تحالفاته".

ويقول مصطفى: "سنشهد في المرحلة المقبلة تصعيدًا في السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين".

تزاوج بين العنصرية والتطرف الديني

من جهته، يعتبر أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن "الحكومات الإسرائيلية السابقة كلها كانت عنصرية ومجرمة وارتكبت المجازر ودمرّت قرى فلسطينية".

ويؤكد البرغوثي، في حديث إلى "العربي" من رام الله، أن "العنصرية هي جزء من تاريخ إسرائيل، لكن اليوم نشهد تطورًا كبيرًا وخطيرًا".

ويقول: "ما يحصل اليوم هو تزاوج بين العنصرية والتطرف الديني اليهودي، ما سيثمر فاشية بالمعنى الحرفي للكلمة".

ويضيف: "هذه الحكومة تتبنى نهجًا واضحًا بالتخطيط لضم الضفة الغربية بكاملها، ونشر الاستيطان بصورة شاملة".

ويشير إلى أن "أول إجراء عقوبي من قبل الحكومة الإسرائيلية الجديدة كان الإعلان عن منع البناء في مناطق "ج" بالضفة الغربية، ما يدل على نية الضم الفعلي عمليًا".

ضغط أميركي على نتنياهو

بدوره، يوضح الباحث في المركز العربي بواشنطن أسامة أبو ارشيد أن "هناك قلقًا في الولايات المتحدة الأميركية من تشكيلة الحكومة الإسرائيلية الجديدة".

ويذكّر ارشيد، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، بأن الرئيس الأميركي جو بايدن عند وصوله إلى البيت الأبيض منذ عامين، تأخر في الاتصال بنتنياهو على عكس ما جرت العادة، وهذا يدلّ على سوء العلاقة بين الطرفين.

ويقول: "بايدن يواجه اليوم واقعًا مختلفًا ومعقدًا، ففي إسرائيل هناك حكومة تضم شخصيات متطرفة ومرفوضة أميركيًا، وفي الوقت عينه أثمرت الانتخابات النصفية تغيرات كثيرة في الكونغرس".

ويضيف: "الأغلبية في الكونغرس هي رهينة لأقلية متطرفة، ما سيعقّد من قدرة الإدارة الأميركية في التصعيد مع الجانب الإسرائيلي".

ويتابع قائلًا: "اليهود الأميركيون غير سعيدين بما يجري في إسرائيل، وهناك 300 حاخام أميركي أعلنوا رفضهم لسياسات نتنياهو ووجهوا إليه رسالة بذلك".

وإذا يشير إلى أن "مشكلة الحكومة الحالية لن تنحصر بالفلسطينيين بل بالإسرائيليين الذين ينادون بعلمانية الدولة أيضًا"، يقول: "هذا الواقع قد يتيح الفرص لبايدن للضغط على إسرائيل".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close