الأحد 5 مايو / مايو 2024

تركيا "تستبق" وصول بايدن بتهدئة مع الاتحاد الأوروبي

تركيا "تستبق" وصول بايدن بتهدئة مع الاتحاد الأوروبي

Changed

رجب طيب أردوغان وجو بايدن
تركيا تتوقع أن تكون الإدارة الأميركية الجديدة أقل مرونة وأكثر برودة تجاهها (غيتي)
دبلوماسيون يعتبرون أنّ انتصار بايدن في الانتخابات الأميركية شكّل عاملاً حاسمًا في "الصفحة الجديدة" في العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، في ظلّ مخاوف من سياسة "عدائيّة" قد يعتمدها.

بعد أشهر من الخلافات التي كانت ذروتها مبادلات كلامية مهينة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن الرئيس التركي أنه يرغب في "فتح صفحة جديدة" في العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.

وسرعان ما ترجمت هذه الرغبة برسائل إيجابية تمّ تبادلها في الأيام الأخيرة بين أردوغان وماكرون، قرأ فيها مراقبون مؤشّرًا إلى مصالحةٍ مرتقبةٍ بينهما.

وتقاطعت هذه الإيجابيّة مع مدّ أنقرة يدها أيضًا إلى أثينا بدعوتها إلى محادثات مقررة أواخر يناير/كانون الثاني بشأن التنقيب عن موارد الغاز والنفط في المتوسط.

ويرى مراقبون أنّ الرئيس التركي يستبق، عبر سعيه لتهدئة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بعد سنوات من التوتر، وصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض قد يكون أكثر "عدائيةً" تجاه أنقرة.

دوافع اقتصادية

وفي هذا السياق، يشير دبلوماسي أوروبي إلى أن تركيا خففت من حدة نبرتها لأنها "لا يمكن أن تسمح بتصاعد للتوتر مع الولايات المتحدة وأوروبا في وقت واحد، خصوصاً بالنظر إلى الواقع الاقتصادي، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس" عنه.

وتشير الوكالة إلى أنّ الاقتصاد التركي يعتمد على أوروبا بشكل كبير، حيث شكّلت دول الاتحاد بين 2002 و2018، مصدر ثلثي الاستثمارات المباشرة الخارجية في تركيا. 

إلا أن الخلافات أسهمت في خلق مناخ من عدم الاستقرار لينعكس قلق المستثمرين تراجعا لسعر الليرة التركية التي خسرت خمس قيمتها أمام الدولار في 2020.

من جهتها، ترى إلكيه تويغور الباحثة في المعهد الألماني للعلاقات الدولية والقضايا الأمنية أن أردوغان "يبحث عن الأصدقاء حيث يمكن أن يجدهم"، مشيرةً إلى أنّه عقد ووزير خارجيته الثلاثاء اجتماعات مع سفراء الدول الأوروبية لهذا الغرض.

بانتظار بايدن

وإذا كانت الصعوبات الاقتصادية هي الدافع الأساسي لتركيا في مقاربتها الجديدة، إلا أن انتصار بايدن يبدو أيضاً عاملاً حاسماً في هذا الإطار، بحسب ما يقول محللون.

وبينما أنشأ اردوغان علاقة شخصية مع الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب سمحت لأنقرة بتفادي عقوبات مشددة على خلفية حملاتها العسكرية في سوريا وشرائها لصواريخ روسية، تتوقع تركيا أن تكون الإدارة الجديدة أكثر برودةً تجاهها.

ويرى الدبلوماسي الأوروبي أن "فوز بايدن غيّر المعطيات بالطبع وتركيا تتوقع أن تكون الإدارة الجديدة أقل مرونة".

وتوضح سينيم آدار من مركز الدراسات التطبيقية حول تركيا في برلين أنه "يمكن تفسير" الدعوة إلى التقارب مع الاتحاد الأوروبي "على أنها وسيلة للاستعداد" لتولي بايدن مهامه.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close