حذّر الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من موجة جديدة من وباء كوفيد-19 في المنطقة الأوروبية، الأمر الذي يستدعي انضباطًا أكبر.
وأكد مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغه، أثناء مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، أن عدد الإصابات جراء كورونا ارتفع مجددًا الأسبوع الماضي في أوروبا بعد تراجعه لعشرة أسابيع متتالية، محذّرًا من "موجة وبائية جديدة" في المنطقة الأوروبية، "إلا في حال بقينا منضبطين".
ووفقًا للمنظمة الأممية، فقد ارتفع عدد الإصابات الأسبوع الماضي بنسبة 10% في منطقة أوروبا التي تضمّ 53 بلدًا ومنطقة، "بسبب زيادة الاختلاط والرحلات والتجمّعات وتخفيف القيود الاجتماعية".
وقال كلوغه إن "هذا الارتفاع يندرج في سياق وضع يتطوّر بسرعة، نسخة متحوّرة مقلقة (المتحوّر دلتا)، وفي منطقة حيث لا يزال ملايين الأشخاص غير ملقّحين رغم الجهود الكبيرة من جانب الدول الأعضاء".
وتوقّع المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها أن تُمثّل المتحوّرة "دلتا" الشديدة العدوى 90% من الإصابات الجديدة بكوفيد-19 في الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية أغسطس/آب.
إندونيسيا تطبّق إجراءات استثنائية
في غضون ذلك، أعلن الرئيس جوكو ويدودو، اليوم الخميس، أن إندونيسيا ستُطبّق إجراءات استثنائية حتى 20 يوليو/ تموز الجاري، بهدف احتواء زيادة مُضطردة في الإصابات بفيروس كورونا، الأمر الذي شكّل عبئًا إضافيًا على المنظومة الطبية في البلاد.
وشهدت إندونيسيا، رابع أكثر دول العالم سكانًا، زيادة كبيرة في الإصابات في الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي دفع خبراء الصحة إلى التحذير من تدهور الوضع بنفس السوء الذي شهدته الهند في الموجة الثانية "إذا لم تُتّخذ تدابير أكثر صرامة".
وقال الرئيس، لدى إعلانه الإجراءات الجديدة: "بتعاوننا جميعًا ورحمة ربنا، أثق أننا سنقدر على احتواء عدوى كوفيد-19 والحفاظ على حياة الناس سريعًا".
وتهدف الإجراءات التي سيبدأ العمل بها، يوم السبت، إلى خفض حالات الإصابة اليومية بمقدار النصف إلى أقلّ من عشرة آلاف حالة؛ وتشمل تشديد القيود على التنقّلات، والسفر الجوي، وحظر تناول الطعام داخل المطاعم، وإغلاق أماكن العمل غير الضرورية.
وسجّلت إندونيسيا، التي تشهد أسوأ تفشٍ للفيروس في جنوب شرق آسيا، أعداد إصابات يومية قياسية في سبعة من الأحد عشر يومًا الماضية، ومنها اليوم الخميس الذي شهد 24836 حالة إصابة جديدة و504 وفيات.
وبلغ إجمالي الحالات في إندونيسيا 2.2 مليون إصابة، وهو من أعلى الأرقام في آسيا، و58995 وفاة.
وتعهّد وزير الصحة بودي جونادي صادقين بتعزيز فحوص الكشف عن كورونا، وقال إن أستراليا تبرّعت بمبلغ 77 مليون دولار أسترالي (57.7 مليون دولار) للمساعدة في شراء اللقاحات.
واشنطن تُرسل شحنات أولى للقاحات إلى إفريقيا
من ناحية أخرى، أعلن المبعوث الخاصّ إلى الاتحاد الإفريقي سترايف ماسيوا، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة ستبدأ إرسال الشحنة الأولى من اللقاحات المضادّة لمرض كوفيد-19 التي تبرّعت بها لإفريقيا بدءًا من مطلع الأسبوع المقبل.
والشهر الماضي، أعلنت الإدارة الأميركية أنها ستتبرّع بنحو 500 مليون جرعة من لقاح "فايزر" المضادّ لفيروس كورونا إلى البلدان المئة الأقل دخلًا في العالم، وأنها لن تطلب شيئًا مقابل هذه الجرعات.
وقال ماسيوا، في إفادة صحافية عبر الإنترنت للمراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض: إن الجرعات معظمها من لقاح فايزر، فضلًا عن جرعات قليلة من لقاح "جونسون أند جونسون".
وأضاف: "نبدأ شحن التبرّعات الأميركية بحلول مطلع الأسبوع، لذلك ستبدأ بعض البلدان استلام شحنات جونسون اند جونسون في الأسبوع المقبل، وستتسلّم بلدان أخرى شحنات فايزر. لن يتسلّم أي بلد اللقاحين".
بدوره، قال جون نكنجاسونغ، مدير المراكز الإفريقية خلال الاجتماع نفسه: إن إفريقيا تتخلّف عن بقية أنحاء العالم في تطعيم السكان، إذ لم يتلقّ سوى 1% من السكان فقط جرعة التلقيح كاملة.
وأضاف أن إفريقيا تسعى لتطعيم السكان بنحو 800 مليون جرعة بحلول ديسمبر/ كانون الأول المقبل، لكنها لم تتلق سوى 65 مليون جرعة حتى الآن.
وحتى يوم الثلاثاء، تلقّى سكان العالم ثلاثة مليارات حقنة لقاح مضادة لكوفيد، لكن حملات التطعيم ما زالت غير متكافئة، وما زالت البلدان الفقيرة تعاني من صعوبات كبيرة للحصول على اللقاح.