الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

تسعون ألف جزيء سنويًا.. تحذير من شرب القهوة في الأكواب البلاستيكية

تسعون ألف جزيء سنويًا.. تحذير من شرب القهوة في الأكواب البلاستيكية

Changed

ناقش الاختصاصي في الكيمياء الحيوية التحليلية جوزف دياب خطورة انتشار الجزيئات البلاستيكية (الصورة: غيتي)
يشمل جسيم البلاستيك الدقيق أي قطعة بلاستيكية أصغر من 5 ميلمترات، لكن العديد منها أصغر بكثير، ولا يمكن رؤيتها إلا تحت المجهر.

حذّر بحث علمي جديد من أن شرب القهوة بكوب بلاستيكي مرة واحدة أسبوعيًا، قد يعرّضك لنحو 90 ألف جزيء بلاستيكي ضار سنويًا.

وعثر الباحثون من جامعة سيتشوان الصينية على آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في المشروبات التي تقدّم في الأنواع الثلاثة الرئيسية من أكواب القهوة الجاهزة.

وأطلق كوب واحد حوالي 1500 جسيم بعد سكب القهوة بخمس دقائق، مع انفصال اللدائن الدقيقة عن جدار الكوب البلاستيكي.

وحذّر الباحثون من أنه كلما ترك الكوب لفترة أطول، زاد عدد الجسيمات المنبعثة.

كما أدت السوائل الساخنة واهتزاز الكوب إلى كسر المزيد من البلاستيك الدقيق لجدران الكوب.

ما هي اللدائن البلاستيكية؟ وكيف تدخل الجسم؟

ويشمل جسيم البلاستيك الدقيق أي قطعة بلاستيكية أصغر من 5 ميلمترات، لكن العديد منها أصغر بكثير، ولا يمكن رؤيتها إلا تحت المجهر.

ويمكن أن تدخل اللدائن الدقيقة إلى أجسامنا عن طريق المشروبات، أو الطعام، أو الهواء الذي نتنشّقه.

ولا يمكن لعمليات معالجة المياه التقليدية إزالة اللدائن الدقيقة تمامًا من الماء.

كما يُمكن أن تُلامس اللدائن الدقيقة المنبعثة من منتجات العناية الشخصية ومستحضرات التجميل جلد الإنسان، حيث من المحتمل أن تخترق الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي يقلّ حجمها عن 100 نانومتر، جلد الإنسان.

ويمكن أن يؤدي شرب الشاي المخمّر في أكياس الشاي البلاستيكية، والمياه المعبأة يوميًا إلى إطلاق كميات كبيرة من الجسيمات البلاستيكية.

ويُطلق كيس شاي بلاستيكي واحد عند درجة حرارة التخمير، حوالي 11.6 مليار مادة بلاستيكية دقيقة. ويمكن أن يؤدي فتح زجاجة بلاستيكية إلى خروج بين 63.5 ألفا ومليونا و226 ألف جسيم من "بولي إيثيلين" عالي الكثافة (HDPE) من سطح الغطاء الداخلي.

بدورها، تُطلق غلاية بلاستيكية كهربائية ما بين 4 إلى 29 مليون قطعة بلاستيكية دقيقة لكل ليتر. أما زجاجات إرضاع الرضع فتُطلق بين 1 و16 مليونا من البلاستيك الدقيق لكل ليتر، أي بمعدل 1.5 مليون جرعة بلاستيكية دقيقة للرضيع يوميًا.

وشرح الاختصاصي في الكيمياء الحيوية التحليلية جوزف دياب، في حديث سابق إلى "العربي"، أن الجزيئات الصغيرة لها تأثير على الخلايا التي قد تكون ضارّة على المديين القصير والطويل، مع إمكانية وصولها إلى الحمض النووي للإنسان نظرًا لصغر حجمها.

نتائج الدراسة

واستخدمت الدراسة الحديثة قطع البلاستيك الدقيق التي كانت أصغر من 50 ميكرومترًا.

وفحص الباحثون 3 أنواع مختلفة من الأكواب البلاستيكية، هي: البولي بروبيلين (PP)، والبولي إيثيلين تيريفثالات (PET)، والبولي إيثيلين (PE)، بعد ملئها بمقدار 400 ميليمتر من الماء، وختموها بورق القصدير لمنع دخول المواد البلاستيكية الدقيقة المحمولة جوًا إلى الكوب، ثمّ هزّوها لمدة دقيقة واحدة.

وطبقوا الأمر ذاته على فنجان زجاجي نظيف، تمّ استخدامه كمعيار لتصحيح التلوث الإجرائي المحتمل.

ووجدوا أن أعداد جزيئات البلاستيك الدقيقة في الماء تراوحت بين 723 و1489 جسيمًا في الكوب، بعد 5 دقائق.

وأنتجت أكواب البولي بروبيلين أكبر عدد من الجزيئات، وهو أمر مثير للقلق، نظرًا لمدى انتشار استخدام هذه المادة.

وكتب الباحثون من جامعة سيتشوان الصينية، في مجلة "هزاردوس ماتيرييلز" (Hazardous Materials): "بناءً على النتائج، قدّرنا أن الناس قد يتناولون ما بين 37613-89294 جزيئًا من البلاستيك سنويًا، دون وعي بسبب استخدام كوب بلاستيكي واحد كل 4 إلى 5 أيام.

وأضافوا أنه بالنظر إلى الضرر المحتمل للجسيمات البلاستيكية الدقيقة، يجب أن يؤخذ تلوث البلاستيك الدقيق الناتج عن استخدام الأكواب البلاستيكية للمشروبات على محمل الجد.

ويمكن أن تكون أصغر الجسيمات الدقيقة أكثر ضررًا بالصحة، حيث من المرجّح أن تخترق الخلايا البشرية.

وافترضت مراجعة أجراها علماء في جامعة كينغز كوليدج البريطانية عام 2017، أن تناول الجزيئات الدقيقة أو استنشاقها قد يؤدي إلى تراكمها في الجسم بمرور الوقت، ويمكن أن يُسبّب ضغطًا على جهاز المناعة.

ووجدت الأبحاث التي أجرتها جامعة أمستردام، هذا العام، أن المواد البلاستيكية الدقيقة موجودة في مجرى دم الإنسان، كما تمّ العثور على جزيئات بلاستيكية دقيقة في المشيمة، والأطفال حديثي الولادة، والرئتين، والقلب، والكلى، والأدمغة، مع تأثيرات غير معروفة.

وبالإضافة إلى كونها ضارة في حد ذاتها، قد يشكّل البلاستيك تهديدًا للصحة من خلال حمل البكتيريا الضارة أو المواد الكيميائية السامة.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close