أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة اليوم الأربعاء، أن سلطات القطاع سلّمت جثامين عمال الإغاثة الأجانب الستة الذين قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الإثنين، إلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).
وأكد البيان أن وزارة الصحة وهيئة المعابر والحدود والطواقم الحكومية في قطاع غزة، أشرفت على تسليم الجثامين، فيما جرى بعد ذلك الانتهاء من ترتيبات نقلها إلى خارج قطاع غزة عبر معبر رفح البري.
وجدد المكتب الإعلامي إدانته "لهذه الجريمة النكراء"، مطالبًا كل دول العالم بإدانتها والضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية بحق المدنيين، وإنقاذ قرابة 2,4 مليون إنسان من الكارثة الإنسانية التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي.
استهداف قافلة المطبخ المركزي العالمي
ومساء الإثنين، استهدف جيش الاحتلال قافلة "المطبخ المركزي العالمي" بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص يحملون جنسيات أستراليا وبولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وفلسطين.
وأعلنت منظمة "المطبخ المركزي العالمي" الثلاثاء، تعليق عملياتها لنقل المساعدات الإنسانية في غزة، معربة عن شعورها "بالصدمة" لمقتل 7 من أعضاء فريقها في غارة للجيش الإسرائيلي على غزة.
وأوضحت المنظمة أنه "رغم التنسيق مع الجيش الإسرائيلي فقد تعرضت القافلة للقصف أثناء مغادرتها مستودع دير البلح".
من جانبها، زعمت إسرائيل أنها قتلت موظفي الإغاثة "عن طريق الخطأ" ووعدت بإجراء تحقيق كامل. فمن هم ضحايا هذا الاستهداف:
سيف الدين عصام عياد أبو طه
يحمل سيف الدين (25 عامًا) الجنسية الفلسطينية، وكان يعمل مع منظمة المطبخ المركزي العالمي في تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين. دُفن الشهيد في مراسم جنازة حضرها المئات في مسقط رأسه بمدينة رفح أمس الثلاثاء.
وقال صديق مقرب له يدعى حسن في حديث تلفزيوني: "لقد كان سعيدًا بالعمل مع منظمة تقدم المساعدات الإنسانية للنازحين، قلوبنا تنفطر يا سيف... فجعتنا برحيلك، ولن ننساك".
لالزاومي "زومي" فرانكوم
انضمت الأسترالية لالزاومي فرانكوم البالغة 43 عامًا، والتي يدعوها أصدقاؤها باسم "زومي" إلى المطبخ المركزي العالمي بعد مسيرة مهنية سابقة في بنك الكومنولث.
وتظهرها منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي في باكستان وبنغلادش خلال الفيضانات في عام 2022، وضمن قافلة على دراجات نارية لتوصيل مساعدات إلى المرتفعات في هايتي قبل ذلك بعام.
ونقلت وكالة "رويترز" عن صديقها بريان ويفر قوله: "بالنسبة لها كانت الوظيفة المثالية، حملت على عاتقها مهمة تقديم وجبات ساخنة للأشخاص الذين ربما يعيشون في أدنى مستويات حياتهم"، مضيفًا: "كانت تجعل المرء يشعر وكأنه الوحيد محل الاهتمام".
وقالت عائلتها في بيان إن زومي تركت وراءها إرثًا من التراحم والشجاعة والحب.
داميان سوبول
كان سوبول وهو بولندي الجنسية ويبلغ 35 عامًا موظف إغاثة يعيش في مدينة برزيميسل بجنوب شرق بولندا، بحسب رئيس بلدية المدينة فويتشيك باكون.
وكتب فويتشيك في منشور على فيسبوك: "لا توجد كلمات الآن لوصف مشاعر من كانوا يعرفون هذا الشاب الرائع".
وقبل أشهر من مقتله بالغارة الإسرائيلية، ظهر سوبول في مقاطع فيديو وهو يشرح تفاصيل إمدادات المساعدات المتجهة إلى غزة، بما في ذلك شبكات المياه ومعدات المطابخ الخيرية والوجبات. وقال "(هذا هو) كل شيء (مطلوب) لإنشاء مطبخ وإطعام الناس حيث تقتضي الحاجة".
جاكوب فليكنغر
كان جاكوب فلينغر البالغ 33 عامًا، والذي يحمل الجنسيتين الأميركية والكندية، ضمن أفراد فريق الإغاثة الذين استهدفهم الاحتلال يوم الإثنين.
وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في منشور على منصة إكس: "ندين هذه الغارات وندعو إلى إجراء تحقيق كامل".
وأضافت: "كندا تتوقع المساءلة الكاملة عن عمليات القتل هذه، وسننقل ذلك إلى الحكومة الإسرائيلية مباشرة. الضربات على العاملين في المجال الإنساني غير مقبولة على الإطلاق".
جيمس كيربي
بدوره، كان البريطاني جيمس كيربي البالغ 47 عامًا من قدامى المحاربين في الجيش وخدم في عمليات في البوسنة وأفغانستان، وفقًا لبيان أصدرته عائلته، وقالت فيه أيضًا إنها "محطمة تمامًا" وإن ذكرى كيربي ستبقى باعتباره بطلًا.
وأضاف بيان العائلة أن "جيمس فقد حياته وهو يحاول إنقاذ الآخرين، ولن يعرف أبدًا حجم الفراغ الذي تركه، ولن تعود عائلتنا أبدًا كما كانت".
جون تشابمان
بحسب صحيفة "ذا صن"، فإن البريطاني جون تشابمان البالغ 57 عامًا، وهو جندي سابق في القوات الخاصة، كان متزوجًا وأبًا لطفلين.
وقالت عائلة تشابمان إنها "شعرت بحزن شديد" لفقدانه، وإنها ستفتقده كثيرًا وسيظل بطلًا إلى الأبد.
وأضافت العائلة في بيان نشرته وزارة الخارجية البريطانية: "مات وهو يحاول مساعدة الناس وتعرض لعمل غير إنساني. لقد كان أبًا وزوجًا وابنًا وأخًا رائعًا".
جيمس هندرسون
خدم هندرسون وهو بريطاني يبلغ 33 عامًا لمدة ست سنوات في سلاح مشاة البحرية الملكي، وهو قوة قتالية من النخبة في البحرية البريطانية، وفقًا لصفحته على منصة "لينكد إن".
وكان كيربي وتشابمان وهندرسون جميعًا من أفراد فريق الأمن التابع لمنظمة المطبخ المركزي العالمي، حسبما ذكرت المنظمة غير الحكومية.
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن الثلاثة كانوا جنودًا سابقين في الجيش البريطاني، وصاروا أفراد أمن خاص متعاقدين لدى شركة "سوليس غلوبال" ومقرها المملكة المتحدة.
